مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

قصة قصيرة : سقوط ثانى ...بقلم إيمان العطيفي

2025-08-23 00:39:07 - 
قصة قصيرة : سقوط ثانى ...بقلم إيمان العطيفي
صورة تعبيرية

لم تشعر ابدا انها طبيعية ،لم تكن ابدا كذلك ،واجهت الموت عدة مرات هزمها فى اكثرها وتمكنت من العودة ،تمقت هذا العالم بمن فيه ،وتتمسك بالحياة لأسباب تجهلها.

الغابة موحشة ليلا، عواء الذئاب يقتلع القلوب ،الأشجار اشباح مخيفة تداعبها رياح باردة ،الظلمة تشبه قبرا ينقصه ناكر ونكير،تمشى وحيدة الا من حمار وحشى بخطوط بيضاء على جلد اسود يشاركها الخطى ،فجأة يظهر من قلب الخوف أسدان تتوسطهما لبؤة،هى وجبة سهلة وتحلية فى وقتها،الموت حتمى فى هذه الظروف .

اتحدت الظلمة والخوف والمتاهة مع الاسود ،كيف تنجو وحمارها الوحشي لا حول له ولا قوة،زأرت الأسود ومالت قليلا نحو الارض متخذة وضع الهجوم ،وفجأة تحول الحمار الى جواد عربي أصيل صهيلة شق قلب الخوف ،تضخم حجمه بشدة برغم احتفاظه بخطوطه البيضاء وجلده الأسود،اللبؤة لاذت بالفرار مع اول صهيل له ،ولكن كيف يواجه جواد ادهم أسدين كل منهما يتمنى اقتلاع قلبه من صدره ومضغه بأنياب لا ترحم،لم يستسلم الجواد ،دافع عنها بكل قوته ،استطاعت حوافرة الفتك بأسد منهما ،وفر الآخر هاربا رغم جرح فى كتفه اليمنى وعدة كدمات ،وبرك الجواد يلهث متوجا بعدة جروح غائرة فى أماكن كثيرة بجسده،لم تنتهى الحرب بعد ،والمتاهة تفتقر بابا للخروج،هى فاقدة للأمل وهو جريح ينزف من كل اتجاه.

سيطر اليأس عليها لحيظات وسألت نفسها ،ان كان الموت آت لا محاله،فما الفرق ان دهسها قطار أو اقتلع قلبها ذئب؟! شعر الجواد بدقات قلبها المختنقه ،مسح برأسه وجهها محاولا طمأنتها ،زج بها فى اتجاهه محاولا اقناعها بامتطائه،ولكن ما جدوى ذلك ،والى اين يتجه وهو لا يقوى على حمل جسده فوق اطرافه ,كم تطول بهم المدة والمسافة ?

لابد من عودة الأسد الجريح للثأر لكرامته، لن يقبل الملك الهزيمة بهذا الشكل ،ومن يدرى ربما فرار اللبؤة كان محاولة لجلب باقى أسود الغابة ،شاردة بخيالها واى ميتة كتبت لها الأقدار؟ ،وهو لايزال برغم الجراح والنزيف يزج بها برأسه ويتمنى ان تمتطيه،بالنهاية تعددت الأسباب والموت واحد، موتها فوق جوادها ميتة فرسان نبلاء حتى وان التهمتها الأسود والسباع،امتطت جوادها الذى ركع بمقدمته ارضا ،مما زاد يأسها.

الجواد لا يقوى على احتمالها ،طأطأ رأسه ثم رفعها بشموخ وصهل عاليا وحلق فى السماء،هالها المنظر ،وهزتها الرياح الباردة التى داعبت خدها، حاولت التمسك بشىء حيث ان الجواد بلا لجام،وسرعان ما تبتت فى شعر رقبته ومالت للأمام حتى لصقت فيه ،خطى بها حد السحاب وهى على الحركرك وسقوطها اكيد.

صرخت بشدة واهتز الفراش تحتها ،تفلت عن شمالها ثلاثا ،واستعاذت بالله ،والتقطت هاتفها لتحكى له حلمها قبل نسيانه،فهو مفسر الأحلام الوحيد الذى تثق فيه، والحبيب الذى تملكها بلا منافس ،الهاتف خارج نطاق الخدمة ،كررت المحاولة عدة مرات لتأتيها نفس الاجابة( الهاتف الذى تحاول الاتصال به خارج نطاق الخدمة) تذكرت الواتساب سوف ترسل له الحلم فى رسالة حتى لا تنسى منه شىء ،كتبت صباح الخير ،جاءه الرد فورا صباح النور ،تبسمت لماذا هاتفك لا يجيب ؟

رن :

-انا بحاجتك , تقبلي اعتذارى لن يجيب هاتفى فأنا غادرت البلاد فجرا _ كيف؟

_ معذرة هيء لى اننى أخبرتك

_ لماذا لم تهاتفنى ليلا؟

_ كانت عندى صحبة.

قضى الليل بحضن أخرى ،ثم غادر بغير وداع , أغلقت الواتساب ،حظرته،وحذفت الرقم من جهات الاتصال.

مساحة إعلانية