مساحة إعلانية
عند شجرة التوت التي نخرت القرضةُ أعماقها ، وجفت فروعها وأغصانها ، ذبلت أوراقها وتساقطت ، فانحنى قوامها ، فباتت كعجوزٌ عقيم . قد تغير لون السماء إلى اللون البرتقالي المُحمر ،يُعلن عن رحيل يومٍ طويل ، يومٌ بعمرِ الذكريات ، رآها تركضُ من بعيد ، بخطى مُقيدة ، متعثرة ، أقدامها حافيةٌ دامية .. تجرُ أذيالُ الذكريات الجريحة. أخذ يفرك أجفانه اللائجة بالدموع براحتيه ، لم يكد يصدق عينيه .. إنها هى !!! تقتربُ منهُ أكثر وأكثر ، انتفص واقفاً ، هرول إليها .. ابتسم .. مازالت مقلتاه تعتصرهما الدموع ، فَتَحَ ذراعيه، كاد يحتضنها ،فسقط بالنهر ، غَرِقَ مع طيف