مساحة إعلانية
عبد الرحيم فرج حماية فرشوط - العسيرات
طَلَعَ الغَدْرُ عَلينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِدَاعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُباعْ
وبني اللِّصُّ الجِدارا
فاسْتَرِحْ يا ابْنَ سَلُوْلٍ
فَلَكَ القِدْحُ المُعَلَّي
وَطُغَاةٌ ....
يَسْلُبُوْنَ الأرْضَ مِنْ تحتي جِهارا
تُضْرِمُ الأحْزَانُ في العَيْنَيْنِ نارا
وابْتِسَاماتٌ عَذَاري
لَوَّحَتْ للثَّغْرِ تَشْكُوْهُ الحِصَارا
تَحْتَ أنْقَاضِ السَّلامْ
تحتَ أكْوَامِ الكلامْ
بَيْنَ أطْفَالٍ جِيَاعْ
طَلَعَ الغَدْرُ علينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِدَاعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نَري عِرْضاً يُبَاعْ
***
شَهْرَزَادي ...
لَيْسَ مِثْلي مَنْ يُسَمَّي شَهْرَيَارا
أيْنَ مَسْرُوْرٌ ؟
ألَمْ تُبْصِرْ صَبَاحاً ؟
أيْنَ مَسْرُوْرٌ ؟
ألَمْ تَسْمَعْ صِيَاحاً ؟
لَيْسَ في الأُفْقِ صَبَاحٌ
لَيْسَ في الأُفْقِ صِيَاحٌ
قَتَلُوا الدِّيْكَ ...
وَكُلَّ الطَّيْرِ
لَمْ يَبْقَ سِوي صَمْتٍ ثقِيْلٍ ،
وَقَطِيْعٍ مِنْ لَيَالٍ
عُشْبُهُ في مُقْلَتَيَّا
لا تَقُصِّي مِنْ حِكَاياتٍ عَلَيَّا
لَيْسَ مِثلي يَشْكُرِيَّا
ـ ضَمَّ في خِدْرٍ فَتَاتَهْ ـ
بَلْ فُتَاتٌ
يَلْقُطُ الصَّمْتُ مِنَ الأرْضِ فُتَاتَهْ
لَمْ أعُدْ رَبَّ الخَوَرْنَقْ
لَمْ أعُدْ رَبَّ السَّرِيْرْ
لَمْ أعُدْ رَبَّ الشُّوَيْهَةْ
لَمْ أعُدْ رَبَّ البَعِيْرْ
خَرَقَ الخِدْرَ الجِدَارْ
فاتْرُكيني
واذْهبي حَيْثُ تَشَائِيْنَ الذِّهابا
***
شَهْرَزَادْ :
كانَ في المَهْدِ المَسِيْحْ
كان نُوْراً يَمْلأُ الكَوْنَ ضِياءً
كان طُهْراً
يَتَوَضَّا في ثناياهُ الصَّبَاحْ
: اُصْمُتي يا شَهْرَزَادْ
كَمْ كَرِهْتُ القَوْلَ ( كانا )
شَهْرَزَادْ :
خَرَقَ المَهْدَ الجِدَارْ
بَعْدَما كا ....
: اُصْمُتي يا شَهْرَزَادْ
لا تُعِيْدي القَوْلَ ( كانا )
واتْرُكيني
واذْهبي حَيْثُ تَشَائِيْنَ الذّهابا
وَذَرِيْني
يَنْهَشُ اللَّحْمَ الشُّجُوْنْ
أوْرَقَ المَوْتُ ...
وَأغْصَانُ المُجُوْنْ ...
يَتَدَلَّي فَوْقَها سُمُّ الأفاعي
ويَقُوْمُ الغَدْرُ في وَجْهي كلاباً
وَذِئاباً ...
مِنْ دَمي تَغْزِلُ ثوباً لِيَدَيْها
فاتْرُكيني
واذهبي حَيْثُ تَشَائيْنَ الذّهابا
وَذَريني
لَمْ يَعُدْ للخِدْرِ دُوْنَ الغَدْرِ في أرضي
حُصُوْنٌ قِلاعْ
طَلَعَ الغَدْرُ علينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِدَاعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُبَاعْ
***
كَيْفَ يا أُمَّاهُ صارَ الثوْبُ فوقي
بَعْضَ ثوْبٍ ؟ !
وَسَرِيْري لَمْ يَسَعْني ؟ !
إنَّهُ بَعْضُ سَرِيْرٍ
كَيْفَ لَمْ يَنْضَجْ طَعامي ؟ !
شُعْلَةُ المَوْقِدِ صَارَتْ بَعْضَ شُعْلَةْ
كَيْفَ نَعْلي لَمْ يُنَاسِبْ قَدَمَيَّا ؟ !
صارَ أيْضاً بَعْضَ نَعْلٍ
يا بُنِيَّا ....
إنَّهُ فِعْلُ الجِدارْ
لَمْ تَعُدْ داري كما كانتْ قَدِيماً
إنَّ داري بَعْضُ دارْ
يا بُنِيَّا ....
إنَّهُ فِعْلُ الجِدارْ
كَيْفَ يا أُمَّاهُ وَجْهي في المرايا
بَعْضُ وَجْهٍ ؟ !
وأري البَدْرَ بِلَيْلِ النِّصْفِ أيضاً
بَعْضَ بَدْرٍ ؟ !
هَلْ إذا متُّ
يَصِيْرُ القَبْرُ أيْضاً
بَعْضَ قَبْرٍ ؟ !
كَيْفَ كُلُّ الكَوْنِ بَعْضٌ ؟
وأري النَّهْرَ غَدِيْراً ؟
أوَعِيني بَعْضُ عَيْنٍ ؟ !
أمْ تلاشي الإتِّسَاعْ ؟ !
طَلَعَ الغَدْرُ علينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِداعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُبَاعْ
***
في أماسِيَّ دِمَاءٌ
يَرْشُقُ الغَدْرُ سِهاماً
في رِقَابِ الكَلِماتْ
فَيَسِيْلُ النُّطْقُ في كَفَّيَّ دَمْ
وَيَقِيءُ الشِّعْرُ فَوْقَ الصَّمْتِ
أحْزاناً ، وآلاماً ، وَهَمّ
لَمْ ، ولا ، في وَجْهِ أحْلامي ، وَلَنْ
وَقَوَافِيَّ نَزِيْفٌ ، وَخَرِيْفٌ
تَحْتَ حَشْوِ البَحْرِ ألْغَامٌ
وَسُمٌّ ، وَعَقَارِبْ
بَثّها ثَغْرُ الجِدَارْ
بَيْنَ تَفْعِيْلاتِهِ مَرَّ الجِدارْ
لَيْسَ في الإمكانِ قارِبْ
بَيْنَ ضَرْبٍ وَعَرُوْضٍ
بَيْنَ حَشْوٍ وَعَرُوْضٍ
نَصَبُوا أسلاكَهُمْ شَائِكَةً حَولَ الجِدَارْ
لَيْسَ ( فا ) تَلْقي ( عِلاتُنْ )
كانَ في حَقْلي سَنَابِلْ
زَرَعُوا الحَقْلَ قَنَابِلْ
زَرَعُوها في ثِيَابي ،
في سَرِيْرِي ،
في وِسَادي ،
في غَدِيْري ،
في مِهادي ،
في حِذائي ،
في الجَوَارِبْ ،
في المَتَاعْ
طَلَعَ الغَدْرُ عَلينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِدَاعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُبَاعْ
***
إبْكِ يا قَلْبُ تُرابي ، وَشَبابي
دَيْرَ ياسيني ، جِنِيْني ، كَفْرَ قاسِمْ
إبْكِ يا قَلْبُ نُصَيْراتي ، بُرَيْجي
إبْكِ دِجْلايَ ، فُراتي
إبْكِ بَغْدادي ، فِلِسْطِيْني ، دِمَشْقي
إبْكِ زَيْتُوني ، وَلُبْناني ، وإيماني ، وَحُبِّي
إبْكِ عَزَّةْ
يا كُثيِّرْ
وابْكِ غَزَّةْ
إبْكِ قَيْسَيْنا ، وليلانا ، ولُبْني
إبْكِ شِعْرِيْ ، وابْكِ نَثري
إبْكِ أقْصَايَ ، مُصَلاّيَ ، وَمِحْرابي ، وَحِصْني
إبْكِ أرْضِي ، وَسَمائي ، وَنُجُومي
إبْكِ فَرْضي ، وابْكِ عِرْضي
إبْكِ جُولاني ، وقُدْسي
إبْكِ أقلامي ، وأحْباري ، وألْواني ، وفَصْلي
إبْكِ أشْجاري ، وأزْهاري ، وأنْهاري ، وغُصْني
إبْكِ حُلماً ....
ذَابَ في دَيْجُوْرِ ظِلٍّ
قَاءَهُ صَخْرُ الجِدارْ
إبْكِ داراً ....
لَمْ تَعُدْ للأهْلِ دارْ
إبْكِ مِصْباحي ، وفَجْري
إبْكِ ثدْياً ....
جَفَّ في كَفِّ رَضِيْعٍ
إبْكِ أُفْقاً ، وبَسَاتينَ شُمُوْسٍ ، وَضِيَاعْ
طَلَعَ الغَدْرُ عَلينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِدَاعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُبَاع
***
يا صَغِيْري ...
لا تَسَلْ أيْنَ السَّلامْ
إنَّهُ مَحْضُ خَيَالٍ وَكَلامْ
قُلْ لِتَمْرِ النَّخْلِ في الأرْضِ السَّلِيْبَةْ
وَنَوىً عارٍ ،
وَعُرْجُوْنٍ قَتِيْلٍ
سُرِقَ القِطْمِيْرُ مِنَّا
إنَّ في الدُّوْرِ ثكالي
مُعْوِلاتٍ فَوْقَ أجْداثِ الصِّغَارْ
كَيْفَ ذاكَ العِزُّ أمْسي طللاً
وَفُتاتاً لاكَهُ لَيْلُ الجِدارْ ؟
يا شَهِيْداً في فُؤادي قَبْرُهُ
إرْتوي مِنْهُ فُؤادي واسْتَنَارْ
عُدْ فإنَّ الخَطْبَ جَلٌّ
حَكَمَ الطَّاغي ....
فَصِرْنا في أراضينا أناساً غُرَبَاءْ
مُثْقَلُ الخُطْوَةِ يَمْشي قَذِراً
سارِقُ الأرْضِ
وَحَتْفُ الأبْرِياءْ
يا جِداراً ....
شَقَّ في غَدْرٍ يَدَيَّا
بَيْنَ وُسْطي في يَسَارِكْ
وعلي يُمْنَاكَ بِنْصِرْ
أرَضِيْتَ اليَوْمَ أنْ تَسْرِقَ كَفِّي ؟
...: صاحِبَ الكَفِّ الْتَمِسْ لي العُذْرَ
إنِّي مِثْلُكُمْ أشْكُوْ ...
ولكِنْ
لَيْسَ في الإمكانِ شَيءٌ
لا تَلُمْني
فَأنا لَسْتُ بِذي نُطْقٍ
وَلَيْسَ الصَّخْرُ مِنِّي ذا لِسَانٍ
لَسْتُ إلا معْولاً في كَفِّ هادِمْ
لِصُرُوْحِ الحَقِّ في أرْضِ السَّلامْ
كَفِّ خِنْزِيْرٍ خَصِيٍّ
شاركَ القِرْدَ الرَّضَاعْ
طَلَعَ الغَدْرُ علينا
مِنْ ثنِيَّاتِ الخِداعْ
وَجَبَ المَوْتُ علينا
لا نري عِرْضاً يُبَاعْ