مساحة إعلانية
يا أيُّهَا المَسْخُ المُكلَّفُ باسْتِلالِ الرُّوحِ
مِنْ جَسِدِ العبارةِ ،
مِنْ دَمِي ..
هَلاَّ طرَقتَ البابَ ..
كَيْمَا تَسْتُرُ الأشْعارُ عَوْرَتهَا ..
ويَحْتَشِمُ الكلام ..
ها أنتَ تُقبلُ في ثيابِ الحُزنِ ..
مُمْتشقًا عِباراتِ التَّعازي ..
والدموعُ الزورُ في عينِ السَّلام ..
هلاَّ تمهَّلتِ المَضَابطُ بُرْهَةً ..
حتى أصُبَ الصبرَ في قنينةِ الرُّؤيا
فقد ترتَجٌّ روحُ الشِّعرِ
في مُضَغِ القصائدِ ، والعِظَام ..
الأسطرُ الشُّهَدَاءُ في صمتِ الضُّلوعِ
تَظَلُّ مُنْكرةً ..
وما تَدري لماذا الحزنُ ،
والشمسُ الخجولُ ..
تقيم جدرانا مِنَ الغَيْماتِ ،
تَسْتُرُ خِزيَهَا ..
قَتْلُ الحُروفِ خطيئةٌ
مِنْ أجْلِها تتوقفُ الأفلاكُ ذاهلةً ..
ويَنْتحرُ الغَمام ..
يا أيها الولدُ المكلفُ باستلالِ الروحِ
منْ جسدِ العبارةِ ..
والعبارةُ ترتدي شمسَ الظهيرةِ
في نهارِ البوْحِ
أو بَدْرِ التَّمام ..
لا حرفَ تُنكرُهُ العبارةُ ،
أو تُؤجلُ حملَهُ ،
حَبَلُ العباراتِ النَّبيةِ
في زمانِ العُقمِ .. معجزةٌ ..
تُكَذِّبُ كلَّ صنَّاعِ الكلام ..
لا شيءَ يفْسدُ فرحةَ الأفلاكِ
غيرُ الصمتِ
والموتُ المؤجلُ ..
والزحام .
تِيهٌ يموتُ على مدَاخلِهِ الغناءُ ..
وعصبةٌ صَنعَتْ - منَ الخوفِ المُعتَّقِ
في سراديبِ المَحَابس
والزَّنازِينِ الحَرَام -
سُوقَا لإفكِ الزَّاعمينَ بأننا بالشِّعرِ
ننتهكُ الحصونَ الشُمَّ ،
والمدنَ الرُّكام .!!
ها أنتَ تصنعُ
من ضلوعِ قصائدِ الشعراءِ معتقلاً
على أبوابهِ الشعراءُ
والحُفَّاطُ والنُّقَّادُ
والفِقْهُ المعلَّقُ ما بين المُحَلَلِ والحَرام ..
كلُّ القوافلِ في طريقِ البَوْحِ ضَلَّتْ دَرْبَهَا ،
كلُّ المرافيءِ ضَائعاتٍ في الظَّلامْ.
ومدينتى تتبدلُ الراياتُ فوقَ حُصُونِهَا
بِتَبَدِّلِ الحَرَسِ القديمِ بغيْرهِ ..
تتبدلُ الراياتُ ،
والأقوالُ أقنعةٌ ،
وبعضُ حروفِنَا في كَفِّ تُجَّارِ النخاسةِ
تُشْتَرَى بملابسِ الأطفالِ،
أوْ لُعَبِ الكبارِ
و بعضِ ألوانِ الطَّعام
يا أيها الحرفُ المُسَجَّى في ضَميرِ القَلْبِ
هل أُعطِيتَ موعدةً بنظْمِ الشِّعرِ،
أو قولِ الحقيقةِ،
أو مضاجعةِ الكلام . ؟!!
لا شيءَ يُدخلُكَ المتاهةَ غيرُ صمتِكَ
حينَ يَسْتَعصي السكاتُ
وحينَ يحْتدمُ الكلامْ .
يا أيها الرجلُ المُخَيرُ ..
بين مَوْتِكَ والكلام ..
ما أنتَ بالمقتولِ .. إنْ شَقُّوا فُؤادَكَ
باحثينَ عن المَعاني
في الكلام
ما يموتُ الشِّعرُ
فأخرجْ شاهرًا سيفَ القوافي
في وجوه مُسوخِهِمْ ..
أو قُلْ على الدُّنيا السَّلامْ .
أسيوط – 1/10 / 20