مساحة إعلانية
ثمَّة وجعٌ يتطايرً
من شرفةِ منزلِنا
حينما كنتُ أطالِعُ غيماتٍ مجنونةً
تشاكس مخيِّلتى
التى شرَّدها الاغتراب
حتى صرتُ أركضُ فى الغيابِ
بلا خارطة ترشدنى
لمجرَّتى الغائمة .
كنت أطالِعُ الأشياءَ
و لا أصدِرُ أىَّ صوتٍ
فقد نسيتُ أحبالى الصوتية
تحتَ وسادتى و أنا خائفة
يسجنها شحوبُ الليل
و يفرجُ عنها فى الصباح
لتستقِرَّ بحنجرتى
و يعاودنى الغناءُ
أغنِّى كأمٍّ
ابتكرتْ أمومتَها فى زاوية الصمتْ .
كان النهارُ أبجرَ أصمَّ
لا يعرف رائحتى الدافئة
و لا يحكى عنها
كى أشاركهم الأرضَ
و تألفَنى السُّبُل .
.. .. ..
كان الليلُ أحجيةً
تلوكنى فى متاهاتها
و تبصقنى فى وجهِ أمِّى
حين تشيحُ به عنى
و كأنى مجرَّدَ سراب يتْبع خطوَها
و يظلُّ فى أثرها
لا حاجةَ لها أن تعترفَ به
فصارت تشيبُ فى كل يومٍ أمنياتى
فأرحلُ
و أنا أوزِّع أمومةً فارهةَ الحنانِ
كى لا يمُرَّ بى محرومٌ
فأفقدَ صوتى من جديــــــــــــــــــــد .