مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

لم يكن القدس يوما أسيرا . . قصة / أبو المجد الجمال

2024-05-20 10:35 AM - 
لم يكن القدس يوما أسيرا . . قصة / أبو المجد الجمال
أبو المجد الجمال
منبر

استدارت الأفكار لتنحني في محراب قدسية تأملاته بعد أن خذله صمت القبور يري القدس .. لم يعد عاجزا عن تحرير نفسه .. ينبعث منه عبق التاريخ ورائحة عطر الماضي اليوم لم يعد أسيرا رغم ما تفوح منه رائحة الدم لأشلاء جثث يكفيها شرف المحاولة ظنت أن قلبها يسكنه صلاح الدين الأيوبي قفزت فوق تلاطم الأمواج وغدير المياه وهي لا تجيد فن العوم لتغرق في قاع الشلالات سجناء الخوف لا يمكن أن يحرروا وطنا من قيود الرق والعبودية ومن غرقوا في وحل الذل والمهانة فكيف للعاجز الضرير البصيرة أن يخلص غيره تكويه لهيب الأحاسيس ليسكن جسده في قلب الحلم العربي لتحرير القدس وغزة 
يهرب من نيران مأساة يقظة الواقع الذي يحرق القلوب لعله يطفئ فيه نيران كل عربي غيور علي قدس الأقداس في زمن سجناء الخوف يركب بساط الريح ليلبس جسد الأحداث في غزة يري ابن السبع سنوات يرتدي عباءة الأبوة مبكرا بعد أن ذاق طعم الحرب بمرارة اليتم يتسلل في طوابير شاحنات المساعدات لعله يجد ما يسد رمق أخوته الصغار الجوع الكافر يقرص البطون تفرقهم شظايا أمطار القنابل والرصاص الحي والمطاطي لتعانق بعضهم آليات العدو العسكرية لتفرمهم في طاحونة الحلم الصهيوني قرابين الدم الفلسطيني كبش فداء عرش هتلر القرن ..  يختمر السؤال العصيب في رأسه في متاهة الأحداث غابت مقاومة الأحياء الموازية لمقاومة حماس والجهاد قبل هجوم طوفان الأقصي في شفرة عقيمة جلبت الوبال والبلاء غاب تجهيز العامة من الناس بالعتاد والأسلحة لم تخرج منهم جيوش للمقاومة العدو أحكم الحصار علي فصائل المقاومة قطع عنها خطوط الإمداد والتمويل أشبة ما يكونوا  بلمبة الجاز التي أوشك وقودها أن يشح لم يعد فيها نفس فصائل المقاومة وشعبها محملون علي طاقات نورانية وومضات إيمانية تدق قلوبهم دقات النصر المبين تضخ في شرايينهم دماء الإرادة والتحدي والصمود عقولهم لا تكترث بخذلان صمت القبور الرهيب والمريب ظلام كهوف الصامتون تبيدها شمس الحرية والاستقلال كل غزاوي يحمل قوة ألف رجل ورجل بوزن وميزان الإصرار والصبر والحكمة منحتهم الحروب المدمرة بسطة في الصبر والحكمة قالت لي طفلة صغيرة : من رحم المعاناة تولد روح الخلاص .. من بين جحيم الأنقاض وأمطار القنابل تولد بشائر عودة الروح بينما تطوي يديها ساقية الماء لتروي روح الأمل وشجرة الحياة الخضراء تشق صفوف الكبار والصغار أمام صنبور المياه لتقول لكل العالم كلنا غزة ونحن الأحياء وأنتم الأموات رسم زمن الجوع والحصار والحرب تجاعيد الآنين علي أخاديد النساء الثكالي لكنه لم ينهش نضارة بكارة روح الحياة وروح الحرية والاستقلال لتستهدف الكثير منهن غارات العدو ظنا منه أنه اغتال روح الفكرة لكنها لا تموت قالت بعضهن لي : المستعمرون حقا من لا يستطيعون مقاومة الاستعمار حتي ولو كان داخلي ازداد تأزما بظلاله الداكنة عليهم والأحرار حقا من يستطيعون مقاومته ما أصعب أن يعجز المستعمرون بالوكالة عن تحرير أنفسهم بينما يفعلها المستعمرون بلا وكالة ..  شعرة رقيقة تفصل بين الاستعمار الداخلي والخارجي والعبودية والحرية صلوات قداس الخلاص في عظمة محراب بركان الصمت تعمق تفجيره وصلوات قداس شيطان السكون والخنوع والخضوع والقنوع تطيل أمد الاستعمار حتي لو كان من الداخل فجأة يرون وكأنهم ما بين النوم واليقظة النجوم تتحاور فيما بينها قائله إن أهالي غزة أصلحوا ذات بينهم ولم تضيع الحقوق بينهم ولم يكن بأسهم بينهم شديد فألف الله قلوب شعوب العالم لتنتفض لهم ضد حكامهم وأنظمتهم الداعمة للحرب علي الأطفال والنساء فعندما تعود الشعوب المستعمرة للحق يعود الحق إليهم فينتصروا وعندما يردوا للباطل يعود إليهم الباطل فيهزمهم يتراقص أمام أعيني وفي مخيلتي سؤال بركان الصمت الحر الحقيقي من عاش سجينا في قيود وأصفاد الاحتلال ثم يحاول تحطيمها والعبد الحقيقي من لا يستطيع أن يقاوم الاستعمار حتي لو كان بالوكالة ما أصعب الحياة عندما يتحول فيها الرجال إلي قطعان من الأغنام والماشية والخراف يسلمون ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم إلي الاستعمار بالوكالة حتي أنهم لو لم يجدوه لخلقوه كصنم يعبدونه من العجيب أن بأسهم بينهم شديد والأعجب أنهم لا يتعلمون من أخطائهم يسكنوها كما تسكن الروح الجسد فإذا فارقوها ماتوا ففاقد الشئ لا يعطيه فكيف ينتصروا لغيرهم بينما يعجزون عن الانتصار لأنفسهم وكيف ينتظرون من المستعمر الداخلي أن ينتصر لغيرهم وتلك هي فجوات المعادلة الصعبة وجسرها يحتاج مراجعة ذاتهم ونقدها ومقارنتها بذات الآخرين لا يمكن لمن ذاق طعم الرق والعبودية حتي أصبح هو منبتها وليس المفعول فيه فقط أن يصبح حرا ومن تمرد وثار عليها فهو الإنسان الحي الحر إن جسد بلا حرية كجسد بلا روح كجثة أشلاء إن القدس الذي يحرره الرجال الأحرار ما هو بمستعبد وما هو بأسير الاحتلال وإن الرجال الأحرار الذين يحررون القدس ما هم بمستعمرون إن المستعمر الحقيقي هو الاحتلال الذي سجن نفسه في أكبر سجن مفتوح في العالم وأكبر مقبرة جماعية مفتوحة في العالم الحر وليس الأسير وأبدا لم يكن القدس يوما أسيرا بل كان الاحتلال هو أسير زيف قدساه وأبدا لم تكن يوما مدينة الصلاه أسيرة جيش بل أسيرة زيف  وأبدا لن تكون أشلاء !.

مساحة إعلانية