مساحة إعلانية
لأنه روح تُشبهني، مُحمل بالكثير من الألم، ورغم ذلك لا ترى سوى ابتسامة تعلو وجهه، وضحكة كنور الشمس، الذي كلما نظرت إليها انخلع قلبي وحلق حولها فرحًا، يبحث مثلي عن الأمان، وجده فيّ كما وجدته معه، ردود أفعاله مُتزنة، كلماته محسوبة بميزان الذهب، يُرضي غروري قولًا وفعلًا، يخاف الله في محبته لي، في عينيه أرى الخير، فنظرة واحدة منه تجعلني سابحة في بحيرة بها خيرات العالم أجمع.
يعاملني كأني ابنة قلبه، يثمن وجودي كأني فلذة كبده ، يراعي خاطري ويسعى لمراضاتي، يهتم بسعادتي ويصدر لي الفرح رغم ما يحويه قلبه من أحمال، لا يسمح لضحكة عيوني أن تنطفىء، يحاول شراء قُربي وكأني لوحة ثمينة نادرة يسعى لاقتنائها، صادق معي ولا يتلون، يصارحني بأخطائه دون حرج، يرفع معنوياتي دون نفاق، لا يعاملني كواجب، بل كفرض وسُنة قلب عاشق، لا يتركني للانتظار يتغذى على سُهد قلبي، بل دائم السؤال عني والحديث معي، يسأل عن كل ما يخصني، يعرف ما أحب وما أكره، يشاركني كل تفاصيل يومي، معه لا أحتاج للتصنُع كي أحتفظ به.
ولأني بقربه وجدت الأمان، ذلك الشعور الجميل الذي كنت افتقده وأبحث عنه.
فلقد جعلني آمنة في تعاملي، لا يقيد طبيعتي، يحب عفويتي، أنفعل، أغضب، اضحك، ألعب، كل ذلك محبب لديه، يعرف كيف يحتويني، حتى عيوبي لا تمثل عائقًا لديه، بل يزداد تعلقًا، وشغفًا، وعشقًا بي، مريح، هادىء، طيب العشرة، فسبحان من جعل الأمان يحتضن ملامحه المحفوفة بالبراءة الممزوجة بالرجولة، فجعلت من ملامحه أيقونة للراحة والاطمئنان والسلام.