مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سلوك تحيطه هالة من التوجس والغموض منذ بدء الخليقة الي مختلف القرون .. تكثر حوله الاراء والاقاويل والظنون.. الي وقت قريب الجميع لطبيعته يتعجبون.. ولكيفيه التعامل معه يجهلون.. يفسره البعض انه درب من الجنون.. وينظر لمن يسلك به انه شخص ملعون.. فيتم تجاهله او اخفائه عن العيون ..او هناك من يظن ان علاجه عبر التعذيب والسجون..و لكن هيهات ليس هذا او ذاك لطبيعه مرضه يتفهمون .. فما يعانيه ليس بمجرد اضطراب مرضي مشهور.. ينتج عنه الام واوجاع او كسور..بل انه يفت في اعماق العقل والقلب والشعور.. بل يمتد الي كل ما هو داخلي عن الاعين مستور ..في خفاء يمزق اغشية النفس بشراسة النمور.. ملحقا بها كل اذي وضمور .. فتتحامل النفس تربت علي خاطرها المكسور.. وتظل تئن في داخلها بلغة صامتة.. تصرخ في عناء.. املا ان يسعفها احد بالدواء.. ولكن لا من مجيب.. فتكسر حاجز صمتها بأظهار سلوكيات جسدية غير مألوفة تلك اللغة التي لا نستطيع تجاهلها.. فهيا نتعرف أكثر علي تاريخ تطور النظرة للامراض النفسية والعقلية
و يذكر لنا ا.د أحمد عكاشة..ان المرض النفسي والعقلي عرف بصور مختلفة منذ قديم الزمان.. غير انه لم تجر أي محاولات لدراسته الا قريبا..إذ تكتنف هذه الدراسة صعوبة لطبيعة المرض المعقدة.. او لعدم اهتمام الطب به وللتحيز العام ضده
اما عن تاريخ تطور المرض النفسى:
بدأت الاشارة الي المرض العقلي منذ العصر الفرعوني فقد احتوت البرديات الفرعونية علي بعض الاعراض والمحاولات العلاجية لبعض الاضطرابات النفسية كبردية كاهون التي تناولت الهستريا.. وبردية ابيرز التي ذكرت علاجات للاكتئاب
و في عصر الاغريق كان ينصح بألا يظهر المصاب بالمرض العقلي في الطرقات بل يقوم اقاربه بملاحظته بالمنزل واذا لم يلتزموا بذلك يدفعون غرامة
ثم دعا احد علماء الاغريق لعلاج تلك الاضطرابات..احيانا بالتجويع والتقييد بالاغلال..و الجلد بالسياط .و استخدام الفصد ومكمدات الافيون والبنج..اما مريض الاكتئاب حرصوا علي ضرورة القيام بكل ما يسليه وعلاجه بالموسيقي والرياضة وابعاده عن المثيرات المؤلمة
و في تلك العصور كان الصرع من اشهر الامراض ويطلق عليه المرض المقدس.. ومن يصاب به يظن انه شخص مبارك..الا ان ابقراط اعترض واكد انه مرض عقلي كباقي الامراض الاخرى.. وجرت العادة علي تردد المرضي العقليين علي المعابد الالهه
و كان يترك العلاج لرجال الدين فشاعت الخرافات عن فاعليه السحر في العلاج..و ان سبب تلك الامراض الارواح الشريرة.. وغيرها من الخزعبلات.. وتم انشاء اماكن لحجز المصابين وكان يتم التعامل معهم بقسوة كالتعذيب في الغلايات والدوران الشديد..و التقييد بالاغلال لسنوات..الي ان شيدت اول مستشفي عقلي في العالم ببغداد 705م
و شهد الطب النفسي نهضة بالغه بدءا من القرن العشرين في ظلال القرن الحادي والعشرون وبالرغم من كل ما نشهده من ثورا تقدمية في شتي المجالات ولكن مازالت النظرة للمرض النفسي محصورة في قالب الرفض وعدم القبول. ودائما نجد الوصمة الاجتماعية تلاحق المرضي النفسيين.. فياليتنا ان يكون لنا الوعي والقبول الكامل بأن نتعامل مع المرض النفسي كمما العضوى.
mareya2000@hotmail.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
