مساحة إعلانية
من بدايات القرن العشرين والعالم في تقدم مذهل.. يكاد يكون يوميًا هناك تطور أو اختراع جديد، ولكن للأسف نحن المصريون نجني ثمار هذا التقدم ضررًا بالغًا لأننا لا نجيد الاستخدام الأمثل لكل هذه المكتشفات.. نسرف في استخدام أجهزة المحمول والشاشات التي نقترب منها ونستخدمها ساعات طويلة، ونتركها متاحة للأطفال منذ نعومة أظافرهم، تحيط بنا الأسلاك في كل مكان حتى غرف النوم، لا نعبأ بأي خطر من موجات كهربائية أو مغناطيسية.
وفي مجال الكيماويات، نستخدم الأدوية والمواد البلاستيكية والأصباغ وإضافات الزراعة دون معرفة ماهية هذه المواد وضوابط استخدامها، هناك فوضى عارمة في التداول والشراء والاستخدام دون الأخذ في الاعتبار الطريق الأمثل لحفظ أو نقل أو تجزئة كثير من المواد... نشتري الدواء بناء على تجربة سابقة أو نصائح البعض وغالبًا غير متخصصين، نخلط نوعين أو أكثر من الدواء في جرعة واحدة، كهذه التركيبات الشائعة للبرد أو مجموعة كريمات ودهانات بشرة تستخدم في التفتيح، كما نكرر الدواء من تلقاء أنفسنا وننصح به غيرنا، بل وصلنا حد تبادل الحبوب للأعراض الشائعة كالصداع أو ألم الأسنان كأنها قطع من الشيكولاتة.
المزارع يتعامل مع عشرات الأنواع من أسمدة ومحفزات نمو كزيادة الوزن أو الكمية أو تعجيل النضوج، وإضافة بعض الألوان لمعظم ما نتناول من فاكهة، مع إشراف من المسئولين وفق عددهم المتاح، ولكن ليس إشرافًا دقيقًا أو إدراك لمدى خطورة هذه المواد على من يلمسها ويستنشقها وعلى من يتناولها، مع تناوله لهذه الثمار ومدى خطورتها على التربة وعلى ماء الصرف الزراعي الناتج من زراعتها، حتى كانت سببًا مباشرًا في انتشار كثير من الأمراض كالفشل الكلوي أو الكبدي والعياذ بالله.
نادرًا من يفكروا في التعرف على المواد المستخدمة وعناصرها ومميزاتها وعيوبها أو الطريق الأمثل لاستخدامها وتفادي أضرارها.. نحن جميعًا نحتاج ثقافة عامة تجاه ما نستخدم من مواد، ونحتاج فرض رقابة صارمة على التداول وعلى الاستخدام، ونحتاج نشر الوعي البيئي للمواطن البسيط، نحتاج جميعًا حصة علوم لتصل إلى مستوى الفهم والوعي وثقافة التعامل مع كل ما نستخدمه من مواد في حياتنا اليومية.