مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

مَـرَّت سِنينُ العُمـرِ ...شعر محمود فتحي عباس الشهير أبوكبرياء النعيمي

2024-11-25 02:25:48 - 
مَـرَّت سِنينُ العُمـرِ ...شعر محمود فتحي عباس الشهير أبوكبرياء النعيمي
محمود فتحي عباس الشهير أبوكبرياء النعيمي

مَـرَّت سِـنيـنُ العُمـرِ مِثـلَ يَمَامـةٍ
هَـرَبَت بِخَـوفٍ من عُقَـابٍ مُسرِعِ

طَارَت تُحَـلِّقُ في السَّـمَاءِ بِرُعبِهِا
ووراؤهَا وَحـشّ بِمَخـلَبِ جَـائِعِ

لم تَدرِ في أي النواحي وِِجـهَةً
فَـرَّت جُـنوناً من جَسُـورٍ بارِعِ

ومضت بعيداً في فيافي رُعبِـها
وتَحَصَّـنت بغصـونِ فَـرعٍ مائـعِ

فَهَوَت على وَكـرِ الأَفَاعِي غَفلةً
صَارَت طَعَامَ الأُفعُـوَانِ البَالِـعِ

وأنا سِنيني كاليَمَامةِ صُـورَةً
ذهبت هَباءاً في الفَضاءِ الشاسعِ

لا أملكُ الأوقاتَ فيها ساعةً
والوقتُ يمضي مثل سيفٍ قاطعِ

ضاعت سنيني من سذاجةِ فطرتي
ومن القناعـةِ بين قَـومٍ جُـشَّـعِ

ومن المحبةِ بين أهلِ عداوتي
ومن التَّمَـسُّـكِ باللئيمِ البائعِ

ممن أرادَ شُمُوخَ نَفسِي عَبدَهُ
يَجثِي بِذُلِّ كالأَسِـيـرِ الرِّاكِـعِ

تباً لـرُوحِـي قَبـلَ قَـلبِـي إنَّـها
حَـنَّت لِمن جَعلَ الصَّبابةَ مَصرَعِي

أَوَلَم ير الأشجانَ سَلَّت سَيفَهَا
تَفنِي وتقطعُ في فؤادي المُفجَعِ

عَجَباً على شَكوَى القلوبِ إذا بَكَت
آهـاتُـهَا تَفـنَـى بِقَـلـبِ السَّـامِـعِ

لن أجعلَ الأشواقَ تُـزكي نارَهَا
فالحُـبُّ ذُلُّ في الحَبِيبُ الخاضِعِ

والصـبرُ أنفـعُ للقـلـوبِ لَعَـلَّـهَا
يوماً تَرَى لَوعِي بجفني الدَّامِعِ

أنا لا ألومُ الكاسبينَ بمكرِهِم
قدرَ الملامةِ للجبانِ الخانعِ

وأنا أَدينُ الطيبينَ وَخَـوفَهـم
ضِـعفَ الإدانةِ للظلومِ الطامعِ

فالناسُ في دُنيَا الخـداعِ وكُلُّهُم
مابينَ راضٍ بالخِـداعِ وخَـادِعِ

مساحة إعلانية