مساحة إعلانية
هي امرأةٌ منْ ظلٍ ،
في موْسمِ قيظٍ
وزمانٍ لم يشبهْهُ زمان ..
................
وهو فتىً طيفٌ ..
من لحمٍ ودَمٍ
معجزةٌ ..
أدهشتِ الأكوان ..
................
ودروبُك يا مكةَ
تَشْهَدُ عسفَ المالِ،
وذُلَّ الرِّقِّ،
ومَخْمصَةَ الأنسان ..
................
لكنك يا سيدةَ نساءِ الدُّنيا
تَرْجِينْ الرجلَ الإنسانَ الإنسان
من أجلكِ يا سيدةَ نساءِ الدُنيا
يا سيِّدَةَ الطُّهرِ
تدقُّ قلوبُ رجالٍ
ما ألفوا الرِّقةَ
وتُغَنِّي ،
تتمنَّى وَصْلَكِ .
وعلى أبْواب (الطاهرةِ) الحرةِ
وقفُوا ..
سألوكِ مودةَ قلبِكِ،
طرحوا في دربكِ أنسابَ قبائلهِم
وتواريخ الفوز،
كنوز اللؤلؤ والمرجان.
سألوكِ رضَاكِ ِبهِمْ
شركَ وسادةَ صفوِكِ ،
(لكنَّ القلبَ ومَا يَهوَى )
مذ ألْقى ( مَيْسَرَةَ) على سَمْعِكِ
مَا خَالَطَهُ مِنْ أُنْسِ (الطيفِ القرشيِّ)
وجمالِ الروحِ،
وصدقِ القولِ،
ولُطفِ الإحسان .
سكنَ (الطيفُ القرشيُّ) شغافَ الروحِ
وأشغلَ جَمرَةَ عشقٍ كادتْ أنْ تَخْبُو
وأطلقَ خَيلَ الأنثى في سَهْلِ الجسدِ الريَّان.
طيفٌ من كونِ لَمْ تعرف دنياك
وما خطرَ على الأذهان
سَرَّبَ في القلبِ مَحَبتَهُ
واشاعَ الدفْ المدهشَ
بمواسِمَ ثلجٍ
وفراشٍ بَرْدَانْ .
طيفٌ ممتلئٌ بالدفءِ وبالرَّحمةِ ،
حينَ يحدثُ
تسَّاقطُ من فيهِ فُيوضُ الحكمةِ
،وتسيلُ عيونُ الأنسِ
ويحلقُ في عينيهِ الألقُ الفتَّانْ
طيفٌ قرشيٌّ
في عينيه سماواتٌ أخرى ،
وترى أكوانا غيرَ الأكْوان .!!
كان (الطيف القرشي) يسيرٌ ..
فتحلِّقُ في الدربِ طيورُ الرغبةِ..
كلُّ نساءِ (قريشٍ) ..
باللهفةِ والشوقِ تتابعُهُ،
كلُّ قلوبِ عذارى (مكةَ )تتمناهُ ،
وكانت كلُّ امرأةٍ منهنَّ
ترجو أن تحظَى بفتانا زوجًا ..
وكذلكَ كانَ فؤادُك
يا سيدةَ الطُّهرِ
يَميلُ إليهِ .. ويسألُه الإتيان.
كان الرجلُ فقيرًا
لكن النفسَ اكتنزت لؤلؤ صدقٍ ،
وقناعةَ زهدٍ لمْ تعرفْهُ الرُّهبان
يا ذات الحضن الأحلى و الأحنى
في حضنك
وجد (الطيف القرشي )الأمن ،
ودفء الأنثى ،
عطفَ الأمِِّ ..
ومرحمةِ الخلانْ .
حتى حينَ الزلزلةِ الأولى
والكون يضيقُ،
وثلجُ الدهشةِ
يخترقُ عظامَ الاطمئنان
كانَ الحضنُ يُزمِّلهُ
ويشيعُ بقلبِ القلبِ الواجفِ
دفءَ يقينٍ لم يُعرفْ ..
وفيوضَ حنان.
: لا تجزعْ .. لنْ يُخزيكَ اللهُ ..
فإنَّكَ تصلُ الرَّحمَ ،
تغيثُ الملهوفَ ،
تعينُ على كُربِ الدُّنيا ..
لا تجزع
يا هذا الطيف الإنسان .
أسيوط الجديدة – أبريل 2023