مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
(1) إطْعِمْ الفُمْ .. تِسْتِحِي الْعِينْ ..
* إطعم : فعل أمر بتقديم الطعام
* الفم : العضو المعروف ، موضع الكلام و مدخل الطعام والشراب
* تستحي : تخجل من الثيام بوظيفتها وهي النظر أو الحسد .
* العين : لهاعدة دلالات.
للعين عدة دلالات في معجمنا الشعبي، منها (الجارحة) عضو الإبصار في جسم الإنسان، ومنها (الحسد) وقد يسمونه العين، ومنها (نبع الماء)، والعين (موضع فقع الخراج) أو الدمل أوالجرح الممتليء بالقيح .. وهكذا. ولفظ العين في الجملة المثلية يحيلنا إلى دلالتين: العين الجارحة ، والعين الحسد.
الفم والعين عضوان منفصلان من أعضاء الجسم ، لكل وظيفة ، وما يدخل في أحدهما لا يؤثر بالضرورة بشكل مباشر على الآخر، لكنهما في النهاية عضوان في جسد واحد ، وما يعود بالخير على عضو يصيب به الآخر بالضرورة. لذلك لا تستطيع العين المجاهرة بإعلان التحدي لمن يقدم للفم الطعام، بل تخجل من مواجهته، فهو صاحب فضل عليها وعلى سائر أعضاء الجسد. وإن كان الطعام لا يذهب إلي العين مباشرة، بل يذهب إلى الفم . وهكذا البشر، أعضاء في جسد واحد أو اسرة واحدة، وما يقدم إلى فرد منهم من ضرورات يجعل الآخرين من أعضاء الأسرة يخجلون من رفع العينين بالنظر بطريقة غير مناسبة، ناهيك عن إلحاق الأذى . والمثل يشير إلى أن تقديم المنفعة إلى الناس يجعل القريب والبعيد منهم لا يجرؤ على إلحاق الأذى أو مواجهة مقدم المنفعة؛ اعترافا بفضله. وقد يروى المثل في صيغة أخرى تستبدل السن بالفم فيقال : إطْعِمْ السِّنْ تِسْتِحِي الْعِينْ .
وهناك تأويل آخر للدلالة القصدية للجملة المثلية. فالعين في المعتقد الشعبي موضع الحسد، بل يطلق على الحسد لفظ (العين). فحينما أقول: يعينك، أقصد يحسدك. ولو نظرنا إلى لفظة العين بهذه الدلالة لتغير فهمنا للمثل ، فالمثل يقول لكي تتجنب الحسد في مأكل أو مشرب ، فأطعم منه الآخرين حتى تضمن أن الآخرين لن ينظروا إليك بعين الحاسد.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
