مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب : فتنة السويداء وفخ العشائر وما يحاك للشام

2025-07-19 07:56:25 - 
هبه حرب تكتب : فتنة السويداء وفخ العشائر وما يحاك للشام
هبه حرب

لاتزال نيران الحرب و الانقسام و الطائفية تأكل في سوريا، ومن الواضح أن ذلك سيستمر خلال الفترة المقبلة، ما دام المستفيد من وراء ذلك يحقق أهدافه. 

فـ منذ النجاح المزعوم للثورة السورية، وإعتلاء الحكم من قبل إرهابيين سابقين، وجنى الثمار وتحقيق الأهداف يتولى على دولة الإحتلال على حساب سوريا ووحدة وسلامة أراضيها. 

فقد دمر الإحتلال ماتبقى من القدرات العسكرية للدولة السورية، كما توسع في إحكام سيطرته على مزيد من الأراضي السورية، كما أصبح المجال الجوي السوري وإنتهاك السيادة السورية أمرا معتادا من قبل الإحتلال. 

وخلال شهور قليلة من عمر النظام الجديد في سوريا الذي كان إرهابي سابقاً، نفذت ذيول النظام من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، عشرات العمليات والوقائع الدموية ضد الأقليات تارة للعلويين وأخرى  للمسيحيين وأحدثهم ضد الدروز. 

وقد شهدت مدينة السويداء السورية أحداث عنف ودموية شنيعة خلال الأيام القليلة الماضية، أظهرت كم كبير من اللإنسانية التي يتصف بها أنصار النظام السوري الجديد من الإرهابيين. 

ولعل ما يجعل الأمر يمثل خطورة حقيقية على وحدة الأراضي السورية، والسلام والإستقرار في دول الشام، هو أن العنف طال هذه المرة الأقلية الدرزية التي يتمثل حليفها الاستراتيجي في دولة الإحتلال الإسرائيلي، وهو ما مثل ذريعة مقنعة تتذرع بها دولة الإحتلال، للقصف المكثف على سوريا من أجل حماية الدروز، وهذا القصف لم ينته عند السويداء فقط، بل امتد ليشمل أنحاء متفرقة في الأراضي السورية، حتى وصل الأمر لقصف وزارة الدفاع السورية، و رئاسة أركان الجيش السوري، وقرب القصر الرئاسي. 

وهذه العربدة الإسرائيلية في الأراضي السورية، خير دليل على أن الأمر لم ينته عند حماية الحلفاء من الدروز، ولكن الإحتلال يستهدف ما هو أكبر من ذلك، وهي أطماعه التوسعية على حساب سوريا، وتمهيد الأرض عبرها، لتحقيق حلم السيطرة على الفرات. 

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فـ عقب قيام بعض المحسوبين على الدروز في السويداء بـ رفع العلم الإسرائيلي، على إثر القصف الذي قامت به دولة الإحتلال لمناصرتهم، تأججت مشاعر الكراهية تجاه الطائفة الدرزية من جديد ،و لكن هذه المرة ليس من الجماعات الإرهابية، بل من العشائر في أنحاء سوريا و خصوصاً السنية منها، التي أعلنت النفير العام، والاتجاه نحو السويداء لتحريرها من المارقين الموالين لدولة الإحتلال. 

وهو التحرك الذي زاد من تعقيد و خطورة المشهد في سوريا،وما يجعل الأمر أكثر سوءاً، هو تضامن العشائر السنية في لبنان و الأردن مع نظرائهم في سوريا للتصدي للمارقين من الدروز في السويداء الموالين لـ دولة الإحتلال، التي لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تحركات العشائر ضد حلفائها من الدروز، و التي ربما لن تكتفي بالقصف الجوي، وتتجه نحو التدخل البري، وهذا يمثل درة الأهداف لدولة الإحتلال.

حيث أن التطورات على الأرض توحي بأن أيدي الإحتلال هي من رتبت المشهد بـ هذا الشكل، من أجل أن تصل لهدفها، وهو الدخول البري في الأراضي السورية، وخلق جغرافيا جديد في منطقة الشام، تمحي من خلالها الحدود الحالية، لـ تستبدلها بـ حدود أخرى تتناسب مع أطماعها التوسعية. 

وبالمناسبة فـ أطماع دولة الإحتلال لن تنتهي عند حدود سوريا، بل تتسع لتتوغل على لبنان أيضاً في المرحلة الحالية .

والملاحظ أيضاً، أن دولة الإحتلال التي إجادت الإستثمار في صناعة وتغذية الطائفية في بلاد الشام، بدأت في جني الثمار من وراء هذه الطائفية، حيث أصبحت تدفع هذه الطوائف المختلفة لصناعة حدود جديدة في المنطقة على أساس طائفي، يتناسب مع طموحها التوسعي. 

والخلاصة أن النظام الجديد في سوريا، يلعب لمصالح دولة الإحتلال ليس في سوريا فقط بل في المنطقة بـ الكامل، ومهما أظهر من ولاءات لبعض القوى في الإقليم، ستظل هذه ولاءات كاذبة، و سيبقى ولاءه الحقيقي لدولة الإحتلال.

مساحة إعلانية