مساحة إعلانية
انتشرت في الآونة الأخيرة ، ظاهرة شيطانية تتبنى كل ما يهدم المجتمع و ينشر الانحدار في الذوق العام الانحلال الأخلاقي ، تتمثل في ظاهرة التريند التي من خلالها ينتشر كل ما هو بذيء وهادم للمجتمع.
وسرعان ما أصبحت اللايفات والبث المباشر، طريقاً للشهرة والثراء لكل عاطل فاشل لا يستطيع أن يقدم أدنى فائدة للمجتمع أو لذاته، فـ إتجه لتقديم المحتوى الهابط والخدش و الفاضح أحيانا لكسب بعض المال و تحقيق الشهرة.
وما زاد من عبث المشهد، أن هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم لفظ "بلوجر" ، أصبحوا بين ليلة وضحاها نجوم مجتمع، حيث حققوا شهرة طاغية بمساعدة بعض مما يطلقون على أنفسهم لفظ صفوة المجتمع، حيث فتحوا لهم أبواب بعض المهرجانات والإيڨنتات ، والمناسبات المفتعلة لإظهار مثل هؤلاء الوجوه.
ولكن بعد أن تسببت هذه الوجوه في حالة الجدل، والتشكك المجتمعي، إثر إتهامات متبادلة وثراء فاحش بدون أسباب واضحة، وتقديم محتوى مبتذل وهابط ، قادت قوات الأمن حملة مداهمة ضد هذه الوجوه، نتج عنه سقوط بعض من مشاهير التيك توك في مصر، في تحرك واسع لتطهير المجتمع من مثل هذه الظواهر المسيئة والدخيلة على مجتمعنا.
فلا يصح إلا الصحيح، فـ مصر التي لطالما كانت قلعة الذوق والرقي والجمال على مر التاريخ، التي أنجبت مئات الألف من الموهوبين و العلماء و المثقفين، التي كانت منارة العلم و العلماء، لا يصح أبداً أن تصبح هذه الوجوه ممثلة لها.
ولكن هناك ما يستدعي الإنتباه له أيضاً، وهو أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة، لم يتمثل فقط في من يطلقون على أنفسهم وصف بلوجر، فـ هم ليس أكثر من بعض الطامعين في المال دون كد أو جهد، أما الأخطر فـ يتمثل في وكالات التيك توك، وهي الشركات أو المكاتب التي من خلالها تقدم الأموال المشبوهة لهؤلاء البلوجر عبر داعمين وهميين، يكونوا تابعين لهذه الوكالات، فيما يحصل البلوجر على نسب بسيطة من الأموال، حسب الأتفاق مع هذه الوكالات.
لتعود الأموال المشبوهة إلى هذه الوكالات، و من ثما يمكن تحويلها لأصحابها الأصليين عن طريق تحويلات بنكية طبيعية، وبذلك تسقط عن هذه الأموال صفة الشبهة، وهو الأمر الذي يعرف بـ غسيل الأموال.
وتكمن الخطورة هنا، في أن عمليات غسيل الأموال تتم للأموال التي تأتي بطرق غير مشروعة، و أشهر طرق هذه الأموال، هو تجارة المخدرات، التي تلاحظ في الآونة الأخيرة إنتشارها في ربوع الوطن.
لذا، فإن ضرورة تتبع وكالات التيك توك المشبوهة، حيث أنه من الممكن أن يقود لما هو أخطر، و هم أصحاب الأموال المشبوهة الذين يقفون خلف كل عبث وإنحدار يشهده المجتمع في الفترة الأخيرة.