مساحة إعلانية
منذ زمان وأنا في محبة كبيرة لهذه البلاد المباركة الطيبة اعيش واشعر أن كل واحد من الأهالي في بلادنا يستحق أن يكون انموذجا فريدا للعطاء والكفاح والعمل الجاد الصبور الذي يعكس مدى قوة هذا الإنسان المصري في واحات بعيدة عن العين قريبة من القلب عصية على الوصف . اتذكر الآن ذلك الطفل الصغير الذي كنته من عقود بعيدة وهو يشاهد في عيون الواحات مواسم الخيرات والمسرات وقد كان أبي ياخذني معه حيث يذهب فطبع في قلبي جمال نادر فريد ليس للواحة وحدها بل للإنسان العائش فيها ومن هذه الصور الجميلة التي لا يمكن أن انساها أبدا صورة الواحة وأهلها الكرام الاصلاء وهم يجهزون لموسم الظماط والذي يعني تغطية العراجين بالحلف حفاظا عليه من الآفات وتهيئة الأجواء المناسبة تساعد على اكتمال نصجه كما علم الأجداد الآباء وعلم الآباء الأبناء حتى برع أهل مصر في الوادي الجديد في حرفة زراعة النخيل وقد كان الأمر شاقا جدا في البداية يبدأ بحش الحلف الموجود في العيون والذي كان يأخذ أياما كاملة في التجهيز والنقل ثم يبدأ تجهيز الأصرفة وهي الأربطة التي يتخذها الأهالي من الفسائل الصغيرة التي تكون حول النخيل ويأخذ الأهالي أياما في تجهيز هذه الأربطة فيما يعرف ب،(تشليخ الأصرفة)وفي هذه الأثناء تشعر وكأن الجميع في الواحة يفعلون نفس الشيء دون كلل أو ملل ثم توضع حزم الحلف والاصرفة في الماء وأحيانا يستعاض عن الأربطة التي تسمي بالاصرفة بال(الخش)وهو زعف نخيل الدوم وايضا هناك حل ثالث عند الأهالي وهو (القيس)وهو من عرجون النخلة ويعمل الجميع في سعادة ورضا إلي أن يأتي يوم الظماط والذي يقسم الأهالي في كل قسم أو (قطعة) وهو اسم بستان النخيل في واحة الخارجة وتسمي في واحة الداخلة بالعمارة فيكون هناك من يقوم (بنشر السدة)وهي عبارة عن الإمساك بالحلف ونشره من أعلي بطريقة معينة حتي يصبح الحلف وكأنه غطاء يحتوي العرجون ويحمي البلح الذي بداخله وهناك من يطلع النخيل ب(البيطان)وهو حزام عريض جدا من الليف ويسمي المطلع في غالب الأحيان عند أهل المحروسة ثم يتم الدفع بقوة من الرجل الذي أسفل النخلة إلي من هو فوقها فيقوم بوضع السدة من الحلف حول العرجون بشكل لا يظهر من العرجون شيئا من البلح ويقوم بربط السدة بالرباط المسمي بالاصرفة والذي يختص بمناولته رجل آخر أثناء عملية الظماط والتي كانت تنضح بالسعادة والهناء والان يتضجر البعض من تلبيس كيس من البلاستيك على العرجون.السعادة في الرضا والجمال الحقيقي الصادق في العمل الجاد والكفاح النبيل.احب أهل بلادي لأنهم كانوا على قلب رجل واحد ولانهم كانوا في يعمرون هذه البلاد العريقة في محبة ورجولة وأدب وأمانة وابتكار لحلول واقعية من الأرض الطيبة.اتعلم من أهل بلادي كل شيء جميل واحبهم في تجرد نبيل وأحلم أن تصل رسالتي المتواضعة إلي الأجيال القادمة حتى نعرف قدر الإخلاص الذي كان في قلوب هؤلاء الرجال الرجال أهل بلادي ملح الأرض وسكر القصائد


