مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

وجه أصم وقلب عاص .. قصة وفاء ابو السعود

2024-10-03 22:42:37 - 
وجه أصم وقلب عاص .. قصة وفاء ابو السعود
وفاء ابو السعود
منبر

وجه أصم يحكي رحلة العشق بسنوات ، عاش فيها و ما عاش  قضاها ، بين أمل ويأس ، يحتسب عمره  بقليل  من الابتسامات الصافية  ،، وهموم تكل بحملها الاكتاف  ، 
تحدث اخيرا بعد صمت دام طويلا ، بكلمات مكسورة تنطوي خجلا ،  تخرج من صميمه و تابي أن تستكمل طريقها ،  ، زائغاً في كلماته ، مراوغاً وهارباً من المواجهة ، يتقدم  مبادرا احيانا ، ويتاخر احيانا اخرى ، اثر الصمت سنوات  حتى لا يشق على صاحبه ، ولكنه كلًٌ من الحمل وملً من الانتظار 
 ظل حبيسا ، يعيش في غياهب ظلامه  مجبرا ، مقهورا ، فقد استطاعت هي  وبكل قوتها ان تطوي انينه ، و تكتم انفاسه ، حتى آثر الصمت مستسلما بغير رضا ساخطا على صاحبته التي تجردت من كل معاني الانسانية  
ورغم أنها قد تمسكت بصمتها الا انها  كانت تكره صمته ، وتثور عليه ، ورغم انها كنت تُجيد الهروب ، ولكنها كانت تمقت هروبه ، حينما توقفت تلك الاحاديث وشق جدار الصمت ذلك الفراغ فاصبح كل منهما في عُزلة عن الآخر
اليوم جاء واصطحب معه شريط الذكريات التي جاهدت بكل قوتها ان تنساها وتُسقطها من ذاكرتها ، جدد عهد الآلام  واعادها الي الماضي بغير رحمة  وغرس كفه في عين جروحها  مستعرضا  ،    
اليوم اعلن الحرب عليّ  وشق صدري سعيداً يحطم ضلوعي مباهياً  ،ويمزق اوتاري  فرحاً بتلك الدماء التي تناثرت من حولي في كل الاتجاهات  ، يخطو على تلك الدماء زهواً وغروراً ،  ويلوح لي بعد سنوات ، لقد افلت يدي من  براثنك  ، 
واستطعت  الهرب من جبروتك فكم اشقيتني بسطوتك عليا  وتسلطك في قمعي حتى مزقني جفائك وحطمني اهمالك و تعاليك .
اجابته مستعطفا  لما ؟ فقد عايشت عمري معك بالصدق والاخلاص فكنت مرآتك التي لا بد ان تعكس الحقيقة ، عندما كنت تثور ، كان ترتعش فرائصي وحينما كنت تغضب كان يلتهب وجهي من درجة غليان دمائك وعندما كنت تفرح كانت تنتشي وتتراقص أطرافي وتبعث بنسمات الفرحة للكون  
لم اواريك يوما توحدت كل أحشائي معك حتي اني مللت ذلك التوحد  
ثم بادرته مستاءة وانت كم  اشقيتني بظلال حبك هذا الذي لم يعد كونه خيالا فما استطعت ان ابوح باهاتي يوما ولا أن أشاور ولو من بعيد للأمل فينتظرني ، انكسرت ابتساماتي وتجددت جراحي ، وانا اقف علي مرمي البصر انظر من بعيد لعل هناك من يدركني و ينتشلني من بحر التيه العميق الذي القيتني فيه  ، ولكني لا اجد احدا ابدا   يأبه لنداءات .
 اشقيتني بهذا الحب الاعمى الذي وُضعت أمامه كل السدود واغُلقت في وجهه كل المنافذ ، فلم يعد يرى طريق يسلك منه ولا نور يسير في ضياءه  ، هذا الحب الذي كبل يدي بسلاسل حديديه ، فتحطم وجداني على صخرته . 
وأردفت  قائلة  إن الجرح متبادل ،  تعالى وعد إلى مكانك  لنجلس سويا  ولنهدم جدار الصمت ونضمد جراحاتنا قبل أن نستقبل المغيب فما عاد بعد الوقت حين .
اجابها  رافضا في عزة وكبرياء وغرور أنا مازلت في مهدي  ، اتركيني واذهبي   ،،  هذا  ليس مكاني ، كفاك  ظلما لي ،، وكفاك  أن تجعليني اسيراً لك ، اعيش معك احباطاتك ، واصارع معك  الالامك  ، دعيني وشأني ،  فقد جاء وقت القصاص ، فلن انطوي لك  بعد اليوم ، ولن يُخيفني جبروتك ، فقد  كسٌرت قيودي وتحررت  من اسرك وحطمت شرايينك تلك السلاسل الحديدية  التي ظلت تحاصرني .
فقد عشت عمرا باكمله وحيدا في اغتراب ، اعياني السفر دون وجه واضاني كثرة الترحال ،  اه من  قلب احترق من لهيب الصمت لسنوات  وازداد احتراقه من جفائك وقد ساءني   تكرارا نداءاتي  ولم تستفيقي من غفوتك رغم كثرة الصرخات .
كم كنت ابحث عنك  كثيرا ، حتى ضاع عمري في انتظار تلك الأحلام المؤجلة التي انقضى عمرك ولم يتحقق احداها ، بحثت  عن دفئك  وحنانك في ايام البرد القاسية  ، عن رحيقك الذي نهل منه الكثيرين  ،، تفتحت ازهارك  للكون مزدهرة  وظلت ابتساماتك تجوب الارض بعيدا عني وظل دمعك  يذرف انهارا في اعماقي .
كم كنت اتمني ان احدثك  كثيرا ، اعبر لك  عن المي ، واحكي لك إحباطاتي  فصممت اذانك عني .

اجابته وأنت أيضا قد اضنيتني فعن اي جرح تُحب ان احدثك ايها القلب العاصى ؟؟ 
عن  ذلك العالم الخاص الذي جعلتني أعيش فيه وهو ضرب من الخيال ؟؟ ام علي  أيام  جعلتني اعيشها فقضيتها في اوهام متتالية  ، أم عن جبال الخوف التي عششت في صدري  وكلٌت  من حملها شراييني ؟  أم عن تلك الحقائق التي كنت تسعى جاهدا لاخفائها عني وطواعية غضضت بصري ؟ 
أم أحدثك عن ذلك الحلم الذي زرعته في مقلتي  وظللت اعيش  عمرا كاملا فيه  ثم وهبته الآخرين ؟ 
اجابها مستهزئا  - مالي اراكي تغتالين بتلك المثالية الجوفاء فهل كان لك طريق آخر تسلكين فيه  ؟؟ فأنت  كذلك لا تجيد  لغة الرقص على الحبال وليس لكي في حساب الزائد والناقص ولا لغة الورقة والقلم  ولا لغة الأرقام .
فاليوم الغلبه لي وعليكي ان تخضعي لسلطاني وتتطيعي اوامري دون قيد او شرط فقد انتصرت عليكي بعد سنوات طوال 
اجابته برفق تعالي معي ايها القلب نضمد جراحنا سويا و نبحث عن شاطي ترسو عليه تلك السفينة بعدما ذهبت وطافت بين البحور والشطأن ولنكسر جدار الصمت ولنعيش ماتبقي 
اجابها رافضا  لا تحاولي ، فقد غرك حلمي عليكي ، وخدعك طول صبري ، فقد طوت  مرارة صبري أي محاولات ، وسلاما علي تلك الأحشاء التي ستعيش بدوني ، وحينما تشتاقين لي وتبحث لنفسك عن منبع للحياة ، او مصدر الضوء فقد تركت لكي عنواني فتعالي وقتما تحبي واجلسي بجانبي متى تشائين  فاليوم يومي ، والكلمة لي 
اما انتي ، اذهبي وشأنك فلن يعيني امرك 
وانت كذلك حينما تشتاق لي ،، عد ،  ستجد مكانك خاليا في انتظارك  ولا تنسى أن تأخذ رسائلي فكلما طال البعاد سنتجمع  انا وانت على حروف سطورك فاقرأها وهي كفيلة بأن تذكرني  بك فترتوي روحي من ظما هجرك وبعدك

مساحة إعلانية