مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

يا من تراها .. قصيدة للشاعر محمود النعيمي

2025-06-15 04:08:07 - 
يا من تراها .. قصيدة للشاعر محمود النعيمي
الشاعر محمود النعيمي

يَا مَن تَراها في رَحيلكِ قُل لَها
تُخفِي عنِ الأكوانِ بعضَ جَمَالِها

فالليلُ من أنوارِها هوَ سَاطعٌ
كالصُّبحِ في صَيفٍ فكيفَ ضياؤُهَا

والناسُ في وَضَحِ النهارِ بيومِهِم
صُبحاً ولَيلاً من بريقِ سَنائِها

خَبِّر مَلاكي ما أُذُوبُ من الجَوَى
حتى جُنِنتُ بِهَا وصِرتُ قَتِيلَهِا

قُل للحبيبةِ في المماتِ تزورَنِي
وتُقَسِّمُ الجُثمانَ تأخذُ إرثَها 

وبأنَّ قلبي بالصَبابةِ دَارُها
والدمعُ بالأشواقِ أعذبُ مَائِها

ومن السُّهادِ كَوَاكِبي قد أظلَمَت
وَخَلت من الأنوارِ كاملَ لَيلِها

ومن الفراقِ معابدي قد هُدِّمَت
وقضى على الفِرعَونِ يأسُ كمالِها

يا سائلي عن حُبِّها وغرامِها
ما دُرتُ إلا قد رأيتُ خيالَها

من كلِّ ناحيةٍ أرى أطيافَها
فأطيرُ أَلثُمُ في الثَّرى آثَارَهَا

وأرى بعيني في الصباحِ ظِلالَها
والليلُ يَظهرُ في الظلامِ خيالُها

أنفقتُ عُمري في البلادِ مسافِراً
واللهِ رَبِّي ما لَمَحتُ شَبيهَهَا

ولقد عَجِبتُ لسِرِّها إذ أَنني
ما في النساءِ رأيتُ عُشرَ جَمالِها

ولو استطاعَ القلبُ نارَ فراقِهَا
فأنا لحالي ما استطعتُ لِقائَهَا

وَلَمَا استطعتُ بكلِّ شِعرٍ وَصفَهَا
وَيَجِلُّ عن نَظمِي مَهيبُ جَلالِها

يا مُشفِقاً بالحُزنِ تنظرُ حالتي
وَتَخَالُ مُشكِلتي صَعِيباً حَلَّها

إنِّي الفهيمُ على يَقينٍ بَيِّنٍ
أنًَ السَّذَاجَةَ في تَوَهُّـمِ حُبِّها

أَو أَنَّ طرفَ الكفِّ يلمسُ كَفَّها
أو في الخيالِ أكونُ يوماً عِشقَهَا

لكنَّ هذا الحقَّ ليسَ بِمانِعِي
كلمات حُبِّ في الغرامِ أقولُهَا

أو أن يعيشَ القلبُ حُلمَ وِصَالِهَا
أو أن أُمَنِّي النفسَ بعضَ طُموحِهَا

فتعيشُ أوهاماً وتَحلُمُ بِاللّقَا
حتى تُلاقي بِالمَوَاجِدِ رَبَّها

مساحة إعلانية