مساحة إعلانية
                            
                                    
                            
فى الوقت الذى لم تقتصر فيه الحرب الإيرانية- الإسرائيلية على القوة العسكرية فقط بل تحولت أيضا لحرب استخباراتية سيبرانية تطوع فيها الكثيرون من خبراء ومحترفى الهكر السيبرانى من دول مختلفة كروسيا والصين وباكستان وكوريا الشمالية لمساعدة الإيرانيين على إختراق الأنظمة الإلكترونية الإسرائيلية السرية والوصول حتى لكاميرات المراقبة فى الشوارع والمنازل أيضا مما جعل الاهداف الايرانية أكثر دقة وفاعلية وتأثيرا فى العمق الإسرائيلي وساعدوا أيضا فى كشف الكثير من عملاء الموساد بالداخل مما غير من توازنات القوة والقدرات الدفاعية بين الطرفين مما قد يغير مسار ونتيجة الغرض من تلك الحرب كليا فى ذات الوقت نجد بعض السياسيين العرب وبعض رجال الدين وما يسمى بالذباب الالكترونى والنشطاء الفسبوكيين وما يتبعهم من العامة والبهاليل مشغولون بالعقيدة الإيرانية وهل هم مسلمون أم كفرة وهل يجوز الدعاء لهم ام عليهم وهل نفرح بهم أم فيهم وما هو إلا نوع من الحول السياسى العربى الذى أصبح أحد أساسيات الأنظمة والسياسة العربية قديما وحديثا الذى أدى فى الكثير من الأحوال إلى صرف الأنظار عن العدو الحقيقى أو صرف الاهتمامات عن قضايا أساسية مصيرية إلى قضايا فرعية ليست ذات أهمية تذكر .. إنه نوع من خلط الأوراق لم نجده ولم نجد من يثيره عندما فاجأت اسرائيل مصر بضربة جوية مشابهة فى ٦٧ قضت فيها على أهم القواعد الجوية وسلاح الطيران بالكامل واصابت القدرات العسكرية المصرية بشلل تام فتركنا لهم سيناء بالكامل ومعها الجولان والضفة صاغرين ولم نسمع عنها أيضا حين فاجأت إسرائيل العراق فى عام ٨١ بضربة مشابهة للمفاعل النووى العراقى واغتالت أكثر العلماء المسؤولين عن المفاعل وعلى رأسهم العالم المصرى الدكتور يحى المشد وصمتت العراق .. ما المقصود بهذا الحول السياسى وهل هو موجه أم نوع من الغباء ولماذا خلط الأوراق واستدعاء قضايا دينية ليس لها محل من الإعراب فى هذا الوقت الأمر فى إطاره العام وبكل بساطة حرب بين دولة ذات أرض وتاريخ وحضارة وسيادة وبين كيان محتل سرطانى صهيونى غاشم لم يجد من يوقفه أو يرد على غطرسته وبلطجته العسكرية والسياسية طوال أكثر من 80 عاما من الإحتلال والمذابح والاستيطان والتعدى على المقدسات .. إيران ولأول مرة تضرب وتوجع إسرائيل فى العمق وفى عقر مؤسساتها الغاصبة المحتلة فتحية وسلاما لدولة لإيران غير الشقيقة مسلمة كانت أو كافرة فالحق لمن يملكه ولو كان كافرا ..