مساحة إعلانية
العالم علي أعتاب حرب عالمية ثالثة قد تصل إلي السلاح النووي ومصر مازالت رمانة الميزان بين جميع الأطراف
❐ خفايا العلاقة بين الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة فلسطين
ولماذا تتصارع الهند والصين علي النفوذ البحري في هذا التوقيت؟
خلال ساعات قليلة يحل العيد التاسع والستون لميلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد أسابيع قليلة من دخول عامه السبعين تبدأ انتخابات الرئاسة الثالثة ليبدأ المرشح الرئاسي جولة جديدة لو قدر له النجاح فيها، وفي مثل هذا التوقيت من كل عام اعتادت وسائل الإعلام ونحن منهم أن ننشر تقارير صحفية تسرد أبرز إنجازات الرجل وأهم التحديات التي تواجهه في عامه الجديد أو فترته الرئاسية التالية، لتبقي درة تاج الانجازات المتكررة كل مرة هي تلك التي جاءت علي لسان ثعلب السياسة العالمية هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق حين قال واصفاً السيسي أنه الوحيد الذي استطاع أن يحافظ علي دولته مستقرة ويستكمل بناءها وتنميتها في وسط منطقة ملتهبة، ليبقي السؤال الموجه للسيد كيسنجر مهندس اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل إذا كنت قد أدليت بهذا التصريح قبل سنوات وكانت المنطقة أقل توترا والتهابا فكيف يكون الحال حالياً في ظل حرب مشتعلة علي حدود مصر الشرقية، هي الأكثر خطورة علي أمن مصر القومي وأمن قناة السويس تحديداً.
وعلي ذكر قناة السويس وطرق التجارة البحرية العالمية وشرايين الملاحة حول العالم يبقي السؤال هو لماذا اندلع أو بالأدق تجدد الصراع حالياً بين الهند والصين حول بسط النفوذ علي البحر المتوسط، وما علاقة ذلك بمحاولة دولة الصهاينة أن تجد لنفسها مكانا علي تلك الخريطة بحفر قناة أو مد خط سكة حديد أو أنبوب غاز يربط شرق العالم بغربه لينافس قناة السويس المصرية من ناحية وطريق الحرير الصيني من ناحية أخرى.
ومن الصين إلي اليابان التي دخلت علي الخط مؤخراً لتشتري السلاح من أمريكا وما أدراك ما أمريكا عدوتها التاريخية التي ألقت عليها القنبلة الذرية، ولكن الآن تتحالف معها في مواجهة أطماع كوريا الشمالية حليفة الصين وروسيا، والجميع هنا يلوح بإعادة استخدام السلاح النووي بما في ذلك روسيا التي تهدد اوكرانيا وإسرائيل التي أعلنت أوكرانيا دعمها لها رغم أن تل أبيب تفعل مع الفلسطينيين أبشع مما تفعله قوات فلاديمير بوتين مع الأوكران.
ولا يمكن الحديث عن التهديدات والاطماع النووية في المنطقة الملتهبة بدون ذكر إيران التي خرج علينا حسن نصر الله ليبرأ ساحة حزب الله وساحة طهران من عمليات المقاومة الفلسطينية الموجهة حالياً لإسرائيل وقال الخبراء أنه يغسل يد نظام الخوميني من الدم الإسرائيلي طمعا في استكمال وتطبيق اتفاقية (٥+١) التي كان منوط بنظام الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يقدمها كأحد إنجازات فترة رئاسته في إطار استعداداته هو الآخر لانتخابات الرئاسة المقبلة بوصفه إمتداد لنظام باراك أوباما الذي كان قد بدأ هذا الطريق من التقارب بين واشنطن وطهران فيما تسعي الأخيرة للتقارب مع القاهرة التي مازالت تتمسك بالتقارب مع دول الخليج رغم احتفاظ السيسي بعلاقات متوازنة وقوية قائمة علي الندية مع جميع الأطراف السابق ذكرها، بل لعله الزعيم الوحيد في العالم الذي لم يحافظ فقط علي دولته مستقرة في منطقة ملتهبة بحسب كيسنجر ولكنه نجح في أن ينسج شبكة علاقات خارجية قائمة علي دبلوماسية رئاسية متوازنة ومصالح ناجحة ومتبادلة مع دول مثل روسيا والصين من ناحية والهند واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا من ناحية أخرى، وفي عهده احتفظت القاهره بعلاقات رائعة مع ممالك النفط الخليجية بينما سعت إليها تركيا ومازالت إيران تسعي إلي هذه المصالحة، ليبقي أبرز إنجازات السيسي هو نفسه أبرز تحدي يواجهه في الفترة المقبلة ألا وهو قدرته علي الحفاظ علي دولة قوية في عالم مشتعل بعلاقات متوازنة مع جميع أطراف النزاع.