مساحة إعلانية
مايحدث في السودان ليس بعيداً ومصير ليبيا مازال مجهولاً.
سياسيون أعلنوا الترشح للانتخابات وعلامات استفهام حول بعض الأسماء.
من حق كل مواطن أن يمارس حقوقه المدنية والسياسية وفي مقدمتها الترشح للانتخابات بما فيها انتخابات رئاسة الجمهورية مادامت تنطبق عليه الشروط، ولعل أهم هذه الشروط ما يتعلق بحسن السمعة وعدم وجود شبهات تمويل خارجي تحوم حول بعضهم، أو علاقات تربط أحدهم بالهارب أيمن نور صاحب الملفات المشبوهة.
وإذا كانت بعض الشبهات تحوم حول بعض من أعلنوا ترشحهم للرئاسة ولكن الواقع يؤكد أن غالبيتهم سيظلوا في مربع ( المرشح المحتمل) وعلى سبيل المثال أعلن رئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية دون أن يحسم الخلاف مع السياسى الوفدى الشهير فؤاد بدراوي الذى أعلن هو الآخر رغبته في الترشح وهو ما يعني أن الحزب نفسه سوف يواجه انقسامات وربما انشقاقات ما بين جبهة بدراوى وجبهة يمامة، وهو أمر ليس بجديد على حزب سبق أن انقسم ما بين جبهة نعمان جمعة وجبهة محمود أباظة ثم جبهة السيد البدوي وجبهة فؤاد بدراوي أيضاً من قبل، ووقتها تم الصلح بينهما على يد الرئيس السيسى نفسه.
ومن حزب الوفد إلى حزب المحافظين الذى أعلن رئيسه أكمل قرطام نيته الترشح للرئاسة ومن المتوقع أن يواجه الرجل حرب إعلامية شرسة لأن أحدا من الصحفيين والإعلاميين لم ينسى قراره بفصل أعداد كبيرة من صحفيى إحدى الصحف المعارضة وتفريغ الجريدة من محتواها الجرئ.
أما النائب البرلماني السابق أحمد طنطاوي فمازالت علامات الاستفهام تحوم حول تمويل رحلاته إلى لبنان ولقاءاته بأيمن نور ناهيك عن عدم رضا أهالى دائرته بمحافظة كفر الشيخ عن أداءه البرلمانى وقتما كان نائباً وعدم انتخابهم له مرة أخرى.
أما المستشار أحمد الفضالى رئيس حزب السلام والسياسى حازم محمد عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى فقد أعلن كلا منهما الترشح أيضاً، وبالرغم من عدم وجود انتقادات موجهة لشخصيهما ولكن تنقص كلا منهما الشعبية والجماهيرية ويفتفر الحزبين إلى التواجد في الشارع والتمثيل المؤثر تحت قبة البرلمان.
وعلى جانب آخر أعلنت أحزاب سياسية أخرى تأييدها ودعمها لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثالثة في مقدمتها حزب المصريين الأحرار وحزب حماة وطن، وأرجعت هذه الأحزاب موقفها إلى التوافق بين المشروع الرئاسى للسيسى وبين برامجها التى تصب في إتجاه إقامة جمهورية جديدة قائمة على اقتصاد قوى ومتنوع يستند على الأمن والاستقرار في الداخل والعلاقات المنفتحة والمتوازنة مع الخارج.
وعلى ذكر الخارج مازالت مخاطر الجماعات الإرهابية المتطرفة تحوم حول الحدود المصرية بدليل ما يحدث في السودان جنوباً وعدم قدرة ليبيا على إجراء انتخابات رئاسية غربا، ناهيك عن المخاطر المحدقة بالأمن المائى من ناحية مياة النيل والأمن البحرى للبحرين الأحمر حيث مضيق باب المندب وقناة السويس والمتوسط حيث حقول الغاز الطبيعي، ومن ثم يتعين على الرئيس السيسى بوصفه قائد للجيش المصري أن يبقى ليواصل حربه على الإرهاب ونجاحاته في تأمين الحدود وحماية الداخل وتحقيق الاستقرار الذى جذب الاستثمار.
وإذا كان السيسي قد نجح في القضاء على فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، ونجحت الدولة بقياداته في التعامل مع أزمة فيروس كورونا وتصدت بقوة لملف التغيرات المناخية، فمن المنطقي أن يستمر النظام ومبادراته في حماية صحة المصريين والحفاظ على البيئة المصرية، كما أنه كان أول رئيس يقتحم ملف المناطق السكنية العشوائية ولكن المشكلة لم تنتهى بعد وعليه أن يكمل مشوار تحقيق الحياة الكريمة والآمنة للشعب ومحاربة الفقر والبطالة، والأخيرة تراجعت معدلاتها في عهده لكن مازال الشعب يتطلع نحو المزيد من توفير فرص العمل عن طريق الاستفادة من برامج تطوير التعليم وربطه بسوق العمل، في ظل دخول عصر الرقمنة والحوكمة والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي.