مساحة إعلانية
❐ ما هي ظاهرة النينو ولماذا بدأت التحذيرات منذ العام الماضى؟
❐ حقيقة تعرض مناطق في العالم لمزيد من العواصف والأعاصير وهل تتأثر مصر بموجات الطقس السيئ والحر الشديد
قبل أقل من عام وتحديدًا في مطلع أغسطس 2023 صرحت الدكتورة منار غانم المتحدثة الاعلامية لهيئة الأرصاد الجوية بأن صيف 2023 سيكون الأعلي في درجات الحرارة وأن العالم سيشهد ظواهر لم تحدث من قبل، وقد تجلي ذلك منذ بدأ موسم الربيع والصيف الماضي وأيضًا الربيع الحالي في الفارق الكبير بين درجة حرارة النهار وبين برودة الليل.
وعلي الصعيد العالمي ربط بعض الخبراء بين ما حدث من كوارث طبيعية في المغرب وتركيا وغيرها وبين التغيرات المناخية العنيفة وما تؤدي إليه من موجات طقس سيئ، وفي مطلع العام الجاري 2024 نشرت تقارير صحفية متشائمة قالت أنها ليست فقط سنة كبيسة ولكن أطلقوا عليها مصطلح زقاق الأعاصير، لما يتوقع أن تشهده من عواصف وأعاصير ومزيد من موجات الطقس السيئ التي تصل إلي جفاف بعض المجاري المائية وتقترب معها أشباح التصحر والمجاعات المائية والغذائية التي تهدد العالم.
ويرجع العلماء هذه الكوارث الطبيعية إلي ما أسموه ظاهرة النينو المناخية، التي تمتد علي المنطقة الاستوائية في المحيط الأطلسى، تلك الظاهرة التي تحدث حين يؤثر تغير الحرارة في أحد المحيطات علي الجو بمنطقة أخري بعيدة، وفي بعض الأحيان عند حدوث تغيرات حرارية كبيرة تتسع تاثيرات النينو لترتبط ببعضها البعض.
وفيما يتعلق بمصر وبما أننا جميعًا نلاحظ حدوث تغيرات كبيرة في درجات الحرارة حيث تتسع الفجوة بين درجة حرارة الليل ودرجة حرارة النهار، كما أصبحت مدن كانت معروفة بجوها المعتدل وأبرزها مدينة الأسكندرية، أصبحت مؤخرًا تعاني من ظواهر مناخية عنيفة مثل السيول وارتفاع درجة الحرارة في الأحياء الغير مطلة علي البحر بشكل غير متسق مع درجة حرارة ساحل البحر، وفي هذا السياق أوضحت الدراسات التي تمت عن التغير المناخي في مصر وجود زيادة مطردة في الرطوبة النسبية ودرجة حرارة الليل ودرجة الحرارة الصغري ؛ نظرا لميل الجو إلي الثبات في الفترة الأخيرة علي مصر، مما يساعد علي زيادة كثافة الملوثات خاصة في المناطق الحضرية والداخلية من اليابس، ومن دراسة التغير في درجة الحرارة علي مدينة الإسكندرية – علي سبيل المثال- خلال التسع عقود الماضية يتبين أن درجة الحرارة قد ازدادت بشكل نسبي ملحوظ في العقد الأخير، ناهيك عن تعرضها لخطر نحر البحر وصعود أمواجه لتهدد بابتلاع أحياء كاملة.
وقد تحركت الدولة المصرية مبكرًا لمواجهة خطر نحر البحر الذي يهدد باختفاء الدلتا حيث تم التعامل مع ذلك عن طريق السير في إتجاهين الأول بوضع مصدات صخرية ضخمة للأمواج علي شاطئ البحر المتوسط، بالتوازي مع التوسع في المشروعات الزراعية وأبرزها توشكي والدلتا الجديدة وغيرها لتعويض الخسائر التي قد تنتج عن تلك التغيرات المناخية.