مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

الحياة اليومية هي البيئة الصالحة لاكتمال المنجز الإبداعي ..حوار مع الشاعر مجدي أبو الخير

2024-04-26 06:38:22 - 
الحياة اليومية هي البيئة الصالحة لاكتمال المنجز الإبداعي ..حوار مع الشاعر مجدي أبو الخير
الشاعر مجدي أبو الخير
منبر

❐ أحلم أن يتسرب الحب إلي قلوب المخلوقات جميعا


❐ النص جزء من روح الكاتب ينسلخ منه يتشابه ولا يتطابق


❐ من المحزن بحق استبعاد شعر العامية من الدراسات الأكاديمية 


❐ القراءة طريقنا لفهم العالم من حولنا

حوار/ د. هبة خميس

مجدي أبو الخير واحد من الكتاب المميزين، وهو عضو اتحاد الناشرين المصريين ومدير تحرير سلسلة النشر الإقليمي ٢٠٢١ - ٢٠٢٣ بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ومؤسس فرقة “صوت الأصالة” للإنشاد والغناء التراثي”، محكم ومدرب ومحاضر في كثير من المسابقات الأدبية ومنسق ومشرف علي العديد من المسابقات الثقافية، عضو لجنة المدربين بمركز رعاية الموهوبين والمبدعين بجامعة بنها، ومؤسس مبادرة هنذيع موهبتك.
 صدر له العديد من الأعمال الأدبية ومنها: في العامية ديوان “حول الرسول” وديوان “ع المصطبة”، و “عزاء علي مسرح كوميدى” و “فاتح شباك ع الحلم”، وفي الفصحي ديون بعنوان “أظنه يشبهني” وله العديد من الأعمال تحت الطبع.
من أعماله الفنية أشعار مسرحيات سعيد الوزان، شفيقة ومتولى، شهقة الطين، دم السواقي وجميعها من إخراج مها بدر، وأعد وأخرج أوبريت أنا فنان (للأطفال) بقصر ثقافة بنها، شارك بمهرجان سماع الدولي للإنشاد الديني والموسيقي الروحية في دورته السادسة عشر ضمن أربعة عشر دولة، قدم بعض العروض الفنية بالحديقة الثقافية بالمشاركة مع المركز القومي لثقافة الطفل بالسيدة زينب ولا زال العطاء مستمرًا.
* هل هناك علاقة بين أفكار قصائدك وبين الحياة الواقعية المجاورة لمشوارك؟
- بكل تأكيد النص هو جزء من روح الكاتب انسلخ منه، يحمل منه يتشابه ولا يتطابق، ودائما الحياة اليومية هي البيئة الصالحة لاكتمال المنجز، ليس شرطا أن يكون النص هو المبدع قد يكون شعور تقمص أو مواراة لشيء آخر، كل الإنتاج فيه من المبدع وليس هو المبدع. 
* أحد دواوينك ديوان “يشبهني”، حدثنا فيما يشبهك هذا الديوان وما الصفات المشتركة بينكما؟
- كل عمل لي هو جزء مني يشبهني في لحظة من اللحظات، وهذا العمل هو العمل الفصحي الأول لي وأحبه جدا مثله مثل باقي الأبناء، ويشبهني في أنه أنا ما بين الفصحي والعامية فهو يوثق جانبا منى، تجد فيه السعادة والفراق والحب والرفض والاكتمال والتشظى، وأنا في كل هذا. 
* كتبت ديوان “فاتح شباك علي الحلم”، أخبرنا ما الحلم الذي يتطلع كاتبنا لتحقيقه في المستقبل القريب؟ 
- أحلم أن يتسرب الحب إلي قلوب المخلوقات جميعا، أن تتوقف الحروب وسفك الدماء، ألا نؤكد كلام الملائكة يوم أن أنبأهم ربنا بخلق آدم “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء”،  أن تعود إلينا الإنسانية، وأن تعود مصر إلي ريادتها في الفنون والآداب وأن يصبح للكتاب والمبدعين مكانتهم التي يستحقونها وأن يجد المبدع ما يكفيه ليتحرر من عبودية الدوران في ساقية بالكاد تكفيه أن يعيش، أحلم أن أحصل علي جائزة وأهديها لكل الشباب الحالمين الأنقياء، أحلم أن أملك مالا عظيما لأكفي كل المحتاجين. 
* أراك تتنوع في أشعارك بين الفصحي والعامية فأخبرنا أيهما الأقرب لقلبك ولماذا؟
- هما أبنائي وطبيعة الأب يحب كل أبنائه وكل واحد يصلح لإرساله او اصطحابه في المكان الذي يناسبنا. 
* نعلم أنك قدمت العديد من الأشعار ولكن ما القصيدة  التي تعتبر نقطة تحول في حياتك؟
- “موت عاشق” من ديوان “عزاء علي مسرح كوميدى”.
* حدثنا عن تجربتك في جامعة بنها كأحد المدربين بمنح تدريب الطلاب علي الكتابة والمكاسب التي حققتها من وجهة نظرك؟
- التجربة في جامعة بنها كانت أكثر ثراء ومتعة وإنتاجية لأننا من خلال هذه التجربة نتواصل مع مشاريع كُتاب مستقلبيين جاءوا برغبتهم متحمسين لخوض التجربة وغالبا ما يكون هذا النوع أكثر صبرا وتحملا من الجمهور الذي توجه إليه محاضرات الثقافة، وأيضا المكافآت التي تقدمها الجامعة نهاية كل منحة بنشرها للمنتح الأدبي عن الورش والمحاضرات في مطبوع يحمل اسم الطلاب علي نفقة الجامعة تشجيعًا ودعما للطلاب، كل هذا جعل الأمر أكثر تأثيرا وثراء وله مردود أكبر والتحرر من قيود الاهتمام بموضوعات بعينها جعل الأمر مثمرا وأدي إلي استمرارية المشروع العظيم (صناعة أديب)، وصدر من خلال هذا المشروع الذي لم يتجاوز عمره عامين خمسة عشر عملا أدبيا بين القصة والرواية والشعر، وجعلني أفخر بأنني كنت واحدا من الذين ساهموا في صناعة هؤلاء الكتاب الشباب. 
* الورش الأدبية والفنية لها درو فعال في إثراء الآداب والفنون، فما الورش التي أشرفت عليها بمكتبة مصر العامة وما هي الفعاليات التي قدمتها بنادي الأدب المركزي بالقليوبية؟ 
- بالنسبة للفعاليات التي قدمتها بنادي الأدب، فهي أنشطة تكون تابعة للنادي ساهمت في إعدادها وإقامتها من بداية التواصل بين الأندية وإعداد الأمسيات المجمعة وتحكيم مسابقات النشر الإقليمي للمحافظة كعضو لجنة تحكيم والمشاركة ولتنسيق لمؤتمر اليوم الواحد (ملامح شعر الفصحي في القليوبية) دورة الأديب الراحل عبدالهادي سرحان 2019 إلي الإعداد لمؤتمر إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد في دورته الحادية والعشرين “الأدب واستلهام الموروث الثقافي” والتي حملت اسم الراحل مجدي الجابري والإعداد والتنسيق وإدارة مؤتمر اليوم الواحد لفرع ثقافة القليوبية “تجليات المشهد السردي المعاصر في القليوبية.. دورة الراحل حازم كيوان” برئاسة الروائي والناقد سيد الوكيل وأمانة الروائي أحمد عامر. 
أما فيما يتعلق بعقد الورش، فكنت قد أطلقت مبادرة مجانية تحمل عنوان “هنذيع موهبتك بالهيئة العامة لقصور الثقافة ( ثقافة القليوبية- قصر ثقافة بنها) وكان لها صدي ولكن تعثر استكمالها في قصر ثقافة بنها لأسباب ترجع للمؤسسة، وتبنت مكتبة مصر العامة ببنها هذه المبادرة التي أعددنا من خلالها مجموعة ورش لصناعة مبدعين في مجالات كثيرة وخرج من هذه المبادرة شعراء وقصاصون أصدروا كتبا وشاركوا بمعارض، ثم تطور الأمر وزادت الحماسة والأحلام أصبحت أكثر اتساعا بدعم المكتبة فقمت بتأسيس فرقة للإنشاد الديني والغناء التراثي (صوت الأصالة) بمساعدة الملحن ماجد منير الذي أشرف علي تدريب الموهوبين الشباب، أصبحت تابعة للمكتبة شاركت بمهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية في دورته السادسة عشرة، ممثلين لمصر بين أربع عشرة دولة ثم الترشح للمشاركة في الليالي الفنية للمركز القومي لثقافة الطفل بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب ببرامج رمضان والمشاركة بالفرقة لتمثيل المكتبة في احتفالات رسمية وقومية داخل المحافظة وخارجها، وتلك هي أهم الإنجازات علي الإطلاق التي أفخر بها لأننا قدمنا فريقا مبدعا وأتحنا له الفرصة للمنافسة والاحتشاد لمحاربة تدني وانحدار ما يقدم علي الساحة الفنية والأدبية وتقديم ما يليق بعراقة هذا الوطن وذوق هذا الشعب المبدع بطبعه الذي لا يجب أن نتهمه دون أن نقدم له الجيد ونقربه منه.
* في رأيك هل ينتهي حلم الكاتب بالخلاص بمجرد انتهاء نصه، أم أن الأمر يتجاوز ذلك؟
- الحلم متجدد لا ينضب أبدا ولا يرتوي وينتشي المبدع بمجرد الانتهاء من نصه، بل هو إشباع أو انتشاء لحظي ليعود علي الفور باحثا من جديد عن حلم يكمله، وإبداع وارتواء لظمأ جديد، والاستمرارية هنا هي سر حياة المبدع لأنه إذا فقدها فقد مات، ملتصقة به التصاق الروح بالجسد.
_ يري البعض أن شعر العامية مُهمشٌ .. في رأيك ما مظاهرُ هذا التهميش وسبلُ التغلب عليها؟
- مظاهر التهميش تتجسد في نظرة النقاد لشعر العامية، ويبدو أنها قناعة قديمة ينتقل صداها ويتبناها ويتناقلها معظمهم، تقل الحماسة علي مستوي السلاسل، والمجلات والجرائد، فضلا عن ندرة الدراسات النقدية، وابتعاد النقاد من متابعة مُنجز شعر العامية، فما قُدِم نقدا وتحليلا لشعر العامية نادر قياسا بمنجزه، ومن المحزن بحق استبعاد شعر العامية من الدراسات الأكاديمية، فتجد الجامعات المصرية أو معظمها لا تقبل أطروحات للدراسة أو رسائل الدكتوراه او الماجستير تخص شعر العامية، حيث يقبع سدنة اللغة وحُماتها في نصوص القدماء دون أيِّ شعور بالخجل من ترك هذا المنجز العبقري علي المستويين الثقافي والجمالي، كما يُعاني من قلة الفعاليات والمؤتمرات التي تناقش قضاياه المهمة مثل التدوين والتطور اللغوي والمساهمات الجمالية، التي يفوق بعضها ما يكتب بالفصحي، ننتبه أننا أمام جناحين للغة والتدوين لغة رسمية ولغة وصوت الناس وبهما يستقيم الأمر وتعرف هذه الشعوب فإذا كانت الفصحي هي لغة الدولة أو اللغة الرسمية فالعامية هي لغة الناس العوام وهم أصحاب المكان والحكومات تتبعهم، فلا يجوز بأي حال من الأحوال التنصل وإغفال والتقليل من قدر وقيمة هذه اللغة فلها مثل ما للفصحي وحقها أن تحرص الدراسات الأكاديمية علي الالتفات إليها ودراستها بما يناسب هذا الثراء. 
* يرفع البعض شعار “ العامية الجديدة” فهل هناك  فعلا عامية جديدة؟! ومن هم شعراؤها إذن وما هي ملامحها وسماتها الجمالية وما نوع التجديد الذي تقدمه مختلفا لما قدمه رواد  قصيدة العامية وأجيالها المختلفة؟ 
- العامية الجديدة مصطلح أو شعار غير صحيح لأننا إذا سلمنا بهذا، أصبح هناك تجارب متعددة وسمات مشتركة لجيل جديد وهذا لم يحدث، فالاختلاف قد يظهر في تجارب فردية وليست مستمرة فكلها في إطار محاولات للإمساك والبحث عن شكل جديد وهذا منطقي لأن المبدع دائما يسعي لهذا ولا يشعر بالاكتمال والإشباع طوال الوقت لأنه إذا تسرب إليه هذا الشعور معناه أنه نضب معينه، أما إذا كان المقصود بالعامية الجديدة تطور المصطلحات وتناول الأزمات الحياتية والمشكلات في اليومي والمعاش والطرح بأساليب يبدو من الظاهر أنها مختلفة عن جيل الرواد من وجهة نظري (حداد ونجيب سرور والأبنودي وجاهين ونجم وسيد حجاب وجمال بخيت ومن قبل عمنا بيرم التونسي وغيرهم علي سبيل الذكر لا الحصر)، سنجد أن هؤلاء الشباب تأثروا ولا يخرج إبداعهم عن هذه المدارس والأنماط ولم تكتمل ملامح لجيل يكون سماته وميزاته التي تجعلنا نقول إنه هناك جيل للعامية الجديدة ولكن هي خطوة تستكمل علي طريق السابقين، امتداد للنهر الممتد وهذا طبيعي وإن لم يحدث لتضرر القديم وضعف الجديد. 
* حدثنا عن مشاريعك الأدبية المستقبلية؟
- كتابة عمل للمسرح الشعري أتناول شخصيات من التراث العربي القديم، بدأت بالفعل وأظن أنني أنحاز لشخصية جحا. 
- ما نصيحتك للمبتدئين من الشعراء؟
أحب الشعر لأن الشعر لا يكشف عن أسراره ولا يمنح بدون حساب إلا لمن يحبه حقا، والقراءة هي المورد الحقيقي لتجهيز مخزونك اللغوي وتكوينك وسر تطورك وتجددك وطريقك لفهم العالم من حولك.

مساحة إعلانية