مساحة إعلانية
لما قال بشار بن برد:
لا يؤيسنّك من مخبّأةٍ ../. قولٌ تغلّظه وإن جرحا /
عُسْرُ النساء إلى مياسرةٍ ../. والصعب يُركَب بعدما جَمَحا /
بلغ ذلك الخليفة المهدي فغاظه، وقال : يحرض الناس على الفجور، ويسهل لهم السبيل إليه ؟!!.
فقال له خالد بن يزيد بن منصور الحميري: يا أمير المؤمنين، قد افتتنت النساء بشعره، وأي امرأة لا تصبو إلى مثل قوله:
/عَجِبتْ فطمةُ من نعتي لها ./.. هل يجيد النعتَ مكفوفُ البصر؟ /
بنت عشرٍ وثلاثٍ قُسّمت ./.. بين غصن ..وكثيب.. وقمر !/
درّة بحريّة مكنونةٌ ./.. مازها التّاجرُ من بين الدّرر /
فاغتاظ الخليفة المهدي ، وأمر بشّاراَ ألا يتغزل مرة أخرى ؛
ولأن الشاعر لا يستطيع صبرا على مثل هذا الأمر ، فقد قال بشّار أشعاراً في ذلك منها:
يا منظراً حسناً رأيتُهْ ... من وجهِ جاريةٍ فديتُهْ !
واللّهِ.. ربّ محمدٍ ..... ما أن غدرتُ ، ولا نَوَيُتُه !
أعرضتُ عنكِ وربّما ... عَرَضَ البلاءُ وما اتّقيتُه
إنّ الخليفة قد أبى ... وإذا أبى شيئاً.. أبَيْتُه !!