مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

تحت القبة الزرقاء.. قصة قصيرة.. بقلم إيمان العطيفى

2025-05-21 23:05:34 - 
تحت القبة الزرقاء.. قصة قصيرة.. بقلم إيمان العطيفى
صورة تعبيرية

شمطاء تحتل مرآتها، تنظر لها بحقد دفين وكراهية لا تخفيها، تؤنبها على اشياء لم تفعلها، تحاسبها حساب الملكين، وتعاقبها فى" سجين"، تقسم لها بأنها لم تقترف ذنبا ، تبصق فى وجهها، يتطاير شرر من عينيها يرشق فى الجدران المقابلة راسما ارقاما محددة 5/17, تعرف هذا الرقم جيدا لكنها لا تذكره ، التاريخ خلفها والشمطاء أمامها والرعب يخنق أنفاسها شيئا فشيئا .

تتذكر كلمات اخرى حروفها خطت من نور نقى ( وما خلقت الانس والجن الا ليعبدون) .

تتذكر....  انها كانت تصلى يوما ما ،قالت جارتها القديمة التى لا تراها إلا فى المنام لأولادها أمكم عمود من نور

تتذكر.. كانت تراقبها فى هويد الليل وقت التهجد وهى  تقيم الليل على اضواء النجوم فوق سطح بيت مهدم يوعد بالسقوط.

تلمع الجدران بكلمات اخرى ( إنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)

تتذكر.... كم كان الزمن قاسيا فى معاملته، كانت قديسة ولم تنل عطف احد ولا احترامه استهزءوا بها ،ضحكوا عليها ،قهقهاتهم كانت تخيفها عندما يشيرون إليها بأصابعهم (خدينا تحت جناحك يا رابعة)،قالوا درويشة مهلهلة الافكار ، مجزوبة ،العار يلاحقها فى الطرقات،أيعقل أن يكون الكل مخطئون وهى المصيبة، مصيبة لو كانوا على حق ،ربما ملت من الصبر الذى لم يأن ميعاد اجره بعد ،قررت فى لحظة قوة لم تعتدها ان تغير المسار ، ما الضير لو عاشت كما يعيش العالم الموازى لها، مجرد تجربة محدودة ،ربما يكون الحل والجائزة الكبري ان تصير مثلهم ومثلهن ، ما العيب فى ابتسامة خفيفة لا تمس حياءها ولو من بعيد ، ما الضير فى سلام مغلف باحترام التعامل ، مجرد تجربة ، لم تنجرف كثيرا مع التيار، ليس ذكاء منها،انما خوف من الواشين والواشيات والمراقبين والمراقبات والمحاسبين و المحاسبات الأحياء منهم والأموات.

نجحت هذه المرة وبدون جهد يذكر ،عاشت كما يعيش البشر ليس إلا ، دخلت عالم العمل وتفوقت ، تزوجت وانجبت واحسنت التربية ، الكل يشهد ان ابناءها متفردون فى كل شىء ، ولا يغيب عن المشهد الغوانى اللواتى حاولن الايقاع بها وفشلن، والزنادقة الذين حاولوا اغوائها وفشلوا ، ولكن هيهات هيهات ايصمت الزمن الذى اقسم على كسر خاطرها ، كيف؟ ايختفى عفاريت الزوايا المظلمة ؟!!!

حاشا لله فلكل مجتهد نصيب، ونصيبها السابق التوثيق فى أشهر الزمن العقارية _الخزلان_الآن وجب ظهور مهديها المنتظر، لتؤمن له وتؤمن به ،ولكنها ناسية مصيرها، فيتضح انه المسيخ الدجال ،وان الجنه التى دخلتها ماهى إلا نار جهنم ،وتعود ادراجها إلى "سجين"،تلمع المرآة مرة أخرى بحروف نورانية أخرى (وفى السماء رزقكم وماتوعدون) تسمع هدير الأمواج وصوت النورس ، تتذكر للمرة الأخيرة الصخرة التى جمعت بينهما فى اسعد لحظاتهما، كان يشكو لها حبه ، فتبوح لها باسراره، يحدثها ،فتحدثها، يبكى فوقها ويلعن ايام الفراق ، فيطير النورس بدموعه ليسقى ارضها العطشى ، فتورق اشجار ايامها وتزهر شتلات القلب، هرولة إلى الصخرة ،لم تكن بعيدة عن الشط ، طال الطريق تحت اقدامها المشلولة الحركة ،تبعثرت ، سقطت ، تلقفت بعض انفاسها ، وقفت ،اكملت جريانها كنهر تحطم سده ،ارتمت فوقها ، بكت ،تذكرت مرة أخرى ، شىء يهمس فى اذنيها( وفى السماء رزقكم وماتوعدون) نظرت للسماء الحاجبة اضواءها بضباب قاتم، لفحتها نسائم البحر ، خلعت ملابسها ، لبت النداء.

 

مساحة إعلانية