مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

ثقافة x ثقافة

ثقافة طهطا تكرم فارس العامية الشاعر صبري ضاحي في احتفالية كبرى

2024-10-18 16:58:00 -  تحديث:  2024-10-18 17:35:25 - 
ثقافة طهطا تكرم فارس العامية الشاعر صبري ضاحي في احتفالية كبرى
تكريم فارس العامية الشاعر صبري ضاحي

محمود رمضان  الطهطاوى 
ضمن فعاليات نادي أدب طهطا، أقام نادي أدب طهطا صالونه الأسبوعي مساء الخميس الموافق 17/10/2024 بقصر ثقافة طهطا ،وأقام احتفالية كبرى لتكريم الشاعر الكبير صبري ضاحي ، في  ليلة تشع بالمحبة حيث تبارى الجميع الكبار والمواهب من طهطا وسوهاج  والمراغة في إلقاء قصائد الشاعر وقصائد وكلمات في محبة الشاعر بحضور جميع غفير من محبي الشاعر وفي مقدمتهم اسرته ورجال الاعلام والصحافة .
شرف الاحتفالية :
الشاعر الكبير أحمد الليثي 
القاص والناقد د. محمد عبيد
الشاعر الكبير إكرامي الهلاوي رئيس نادي أدب طهطا 
الشاعرة الكبيرة جيهان شعيب
الشاعر الكبير محمد محمدين مؤسس نادي أدب المراغة ورئيسه السابق.
الأستاذ صلاح الجعفري مدير مكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج
الشاعر الكبير أحمد حسين
الشاعر الكبيرة سميحة أبوحسين 
الشاعر الكبير راضي على الطهطاوي
الشاعر والقاص الأمير محفوظ
الشاعر والكاتب الكبير محمد أحمد عرابي
الشاعر مصطفى الدرديري
المبدع الفنان عبد الحي بكري
الشاعر حسن احمد البقار
الشاعر أحمد قناوي
الشاعر أحمد السيد عبد العال
الفنانة بسنت محمد خلاف
المبدع عمر محمد رمضان 
المبدعة تسنيم الأمير
المبدعة الزهراء علي
المبدعة إسراء محمد محفوظ
المبدعة رودينا المغربي
المبدعة هاجر عبد الشافي 
المبدعة  إيمان محمد
المبدعة رغد مؤمن 
ومن رجال الاعلام
الاعلامي عمار عبد الواحد
الاعلامي أيمن الجرادي
الاعلامي جمال احمد 
ومن ثقافة سوهاج وطهطا
الأستاذ مصطفى عباس مدير الادارة الثقافية بفرع ثقافة سوهاج 
الأستاذة فاطمة الزهراء محمد رئيس قسم المواهب بفرع ثقافة سوهاج 
الأستاذ حاتم عمران مشرف الفترة المسائية بقصر ثقافة طهطا ومشرف نادي الأدب الأسبق .
الأستاذ منتصر عبد الناصر مشرف نادي الأدب بقصر ثقافة طهطا والذي بذل جهدا كبير كعادته من أجل إخراج الاحتفالية بالصوة اللائقة .
الأستاذ مؤمن خلق
الأستاذ وليد عمران 
الأستاذ محمود النوبي
وقد قام  فريق الليلة المحمدية من أعضاء نادي ادب طهطا بتقديم العديد من المقاطع في الاحتفالية التي امتدت حتى منتصف الليل في جو تسوده المحبة ، وفي لفتة طيبة قدم الأستاذ محمد رمضان درع محبة للشاعر الكبير الذي اختتم الإحتفالية بكلمات محبة لكل الحضور وقدم الاحتفالية الأديب والباحث محمود رمضان الطهطاوي الذي تناول تجربة الشاعر في قطوف متتالية تخللت التقديم ذكر منها عن الشاعر وتجربته الثرية : 
(بذرة من جنين الحرف تنغرس في أرض الإبداع ،تروى بماء العشق والصدق والأمل ، وسرعان ما تنمو وتخرج شجرة وافرة تطرح ثمارها اليانعة وتحلق في سموات الإبداع بعذوبة وحلاوة وطلاوة ونداوة ،شجرة الشاعر الذي أمسك بتلابيب الكلمة فاخرج جوهرها وجواهرها ، فكيف لا وهو نفسه جوهرة إنسانية متخمة بالمحبة ، ينسج من الكلمات عوالم مدهشة ، أخلص للحرف فأعطاه سره  ومكنونه ، أليس هو القائل  عن الكلمة في دفتره الشعري :
"صاحب لسان سجَّان
وابو بالين كداب
صاحب ضمير سكران
ما الكلمه دين وحساب ..!
الكلمة شوك وحرير
الكلمه صوت وضمير
الكلمة سجن كبير
الكلمه ودَّت ناس
بلاد وبلاد
وعنتر يا ما عاش
يطلبها من شداد"
أنه صبري ضاحي فارس العامية النبيل ، وفارس الانسانية المدهش . 
نحتفي الليلة بأنفسنا معه ، نقدم باقة ورد لنادينا ولحضوركم البهي من حديقته الغناء ، نعيش بين زهورها وورودها وثمارها اليانعة الحلوة المتدفقة بروحه الوثابة ،وقلبه النبيل  ).
(2)
الفارس
الفارس الحق هو الذي يقود حصانه بمهارة ، يعرف كل ما يدور بخلده ويمتزج وينصهر معه ، وفارسنا خيال في دنيا الكلمة أمسك بلجامها وقادها إلى حيث يريد ، فأدهشه حصانها المطيع الذي قفز على كل الحواجز، وتخطى كل الصعاب ، وفاز في كل سباق وظل وسيظل في المقدمة بمهارته وقوة حزمه وحب لفرسه الماهر الكلمة/ القصيدة /الشعر /الحالة /الشعور 
فلا عجب عندما نجد الشاعر خبيرا  بالدنيا وأبوابها ، ويطل علينا من " باب " من دفتره الشعري العامر وهو يقول لنا :
"مش كل باب بدّقًه
يفتحلك
ولا كل قلب تروح له
يرتحلك
ولا كل عين عينها
عليك بتخاف
خلي الآمال ع القد
أريحلك..!"
أنه صبري ضاحي فارس الحرف ، وناسج خيوط الإنسانية ومضفهرها في عمق القصيدة اللؤلؤ . نفتح له أبواب بيوتنا جميعا ، فكل بيوتنا بيته ، فليدخل على فرس الحرف  وهو يمسك بزمام فرسه لنسعد بوهج حضوره ، ونغترف من محبته التي لا تنضب 
(3)
الإنسان
لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نقول على كل ماهو بشر إنسان ، فالإنسان له مقومات لا تنطبق على كل البشر ،ولو تمسك كل البشر بإنسانيتهم وما وجدنا خلاف ،ولا حرو ب ولا صراعات ، بل هي محبة خالصة ، وتعاون مثمر ،وعطاء بلا حدود وبلا مقابل . هكذا تكون الإنسانية وهكذا يكون الإنسان، وصاحبنا كتيبة إنسانية تسعى بين الناس تبشر بالمحبة كنبي،  أليس هو الذي يبوح لنا " بدون عنوان " ، ويقول في دفتره الشعري :
"إذا كان السبب مني
فأنا المخلوق
وحق الكل على راسي
وإيه بأيدي
أنا المخلوق
بناس ناسي
ومش ناسي
أصالح في الزمان الضيِم
واشق الغيم بأنفاسي
لا كنت اللي عصا مولاه
ولا اللي هربت من ناسي ...!"
أي إنسانية هذه التي تمرح في فضاء الحرف وجوهره ومكنونه ، تلك الحالة الرقراقة التي  يحاول الشاعر  زرعنا فينا وليتنا نفعل فهو الشاعر المعجون بروح الإنسانية متمسك بدستور المحبة ، فأي صفاء ونقاء هذا ،أنه الإنسان النبيل صبري ضاحي .
 (4)
مغرم صبابة
 عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله ﷺ قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا توهب إلا للصادقين ،والصدق يحتاج مجاهدة ، والأقوال لا بد أن تترجمها الأفعال ،ونحسب و لا نزكي على الله أحد أن كل من يقرأ الليلة المحمدية التي كتبها صبري ضاحي بمداد روحه ،وبعصارة قلبه العاشق المغرم صبابة ، سيجد فيها من الصدق الخالص ،فما يخرج من القلب يصل للقلب ،فما بالك بما كُتب بمداد الروح وعصارة القلب.
وهو القائل من ضمن ما قال هائما وعاشقا ومحبا وطالبا القرب والوصال :
"روحي ف حبيبي النبي
يا روحي ع الغالي
شاعر وشعري للنبي
والمدح يحلالي
يانخل طالع للسما
بتسبح العالي
سبحانه من خلا النبي
جو الفؤاد غالي"
صلى الله عليه وسلم ، وإن كان البوصيري خُلد في دفتر التاريخ ببردته الشهيرة ، فالتاريخ أيضا  سينصف صبري ضاحي بليلته المحمدية بكل ماحوته من صدق وهيام وذكر في حضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم .
(5)
صانع المحبة
مجرد دخوله إلى أي مكان يشع المكان بهجة وكأن الجمادات تشعر بوهج محبته قبل البشر والناس ، فهو بحق صانع بهجة ، يسعد به الجميع بلا استثناء ، وله  في قلوب زهور نادي أدب طهطا مكانة خاصة ، وإن كتب لسندريلا نادي الأدب  تسنيم الأمير قصيدة خاصة بها ، نقطف منها قوله " 
"سوهاجيه
صعيديه
بقول موال
وصبرى ضاحى
واد قوال
كتبلى الغنوه حدوته
حكالى حكاية
التوته
وقاللى يا أحلا
بنوته
جميله وبنت تستاهلى" 
ونتتهز هذه الفرصة ونطالبه باسم المحبة بقصيدة لكل عضو من زهور وزهرات نادي أدب طهطا ، وأنا على يقين بأنه سيستجيب لمطلبنا العادل 
 ( 6) 
غزل
يهيم الشاعر في ملكوت العشق والمحبة بقلب شفاف ،وبلغة تحرك الحجر ،وهو يعزف على أوتار العشق بحروف تقطر محبة ،وتنساب كجدول رقراق في حديقة غناء بالجمال والصفاء ونقطتف من دفتر شعره العامر ومضات من عطر المحبة ونتوقف عند  قصيدة " غريبه " وفيها يبوح ويطوف في عالم السحر والدلال : 
"غريبه
مين اللى قالك غريبه
وانتى صاحبة بيت
قولى للبنات يا بنات
بالذمه مين حبيت
دى بيوت قصايدى
كلها بيوتك
موش قولتى شعره
جميل وكيوتك
وياما بكتب شعر
فى بعادك
وف سكوتك
موش مره جبت الورد
وحضنتيه
ونا دقت من نايتك
وبسكوتك
موش مره هبت ريح
وطار العش
سكنتك
موش مره جالك برد
سكنتك
موش مره روحت
وجبت عقد ايجار
وشهدت انا ومعايا
صاحبى الجار
موش مره قولتى
غير عيونى ماليك
قطعت عقد ايجار
وكتبتها تمليك
تبقى غريبه ازاى
وبشعرى تتغطى
دنا لو هنام ف الطل
واتغطا بالهوه
خشى انتى من جوه
وفووووق الضلوع
خطى " 
أي جمال يصحبنا هذا البوح الرقراق الذي يدلف في عمق الروح ومسامات القلب بعذوبته وصدقه وخفة  ظله ، انه صبري ضاحي، فاتح مسامات الحروف التي  تفتح دهاليز الأبواب المغلقة ليفوح العطر الفواح ، وتبرز الجمال وأناقة الكلمة الشفيفة الرقيقة التي تغازل بنعومة وتنساب كجدول صافي رائق ،وكنهر متدفق بعذوبته  . 
(7)
قالها زمان جدنا رفاعة "حب الوطن من الإيمان " وشاعرنا عاشق لوطنه حتى النخاع ، يترنم ويتغنى وينشد ويغوص ويبحر في عشقه ومحبته لهذا الوطن الضارب بجذوره في عمق كل أصيل ،والذي يعيش فينا قبل أن نعيش فيه ، والتاريخ يؤكد ذلك ، فلا يوجد شعب يعشق وطنه كالشعب المصري ويظهر ذلك في المحن ، فأي شعب تحدث له محنة يفر معظمه مخلفا خلفه وطن يئن ، إلا الشعب المصري في المحن يتكاتف ويتآزر ويقف بكل ما أوتي من قوة لحماية وطنه 
وكما قال صبري : 
"ملاكى قلبى وعمرى ما أجر 
سموها قسوه ماشى سموها 
كل اللى حب اوطانه متهجر 
حتى مشاعره الحلوه سموها
لو قولنا مصر نقولو يحميها 
وان جا العيار ف الصدر نتلقو 
شالله اسرائيل الحقد يعميها 
ماتشوف ضنا ولا منها يتبقو"
 (8)
العازف الماهر 
كيف نفض اشتباك الحروف ونحن نسرح ونمرح في الخيال المتدفق ،ونترحل إلى دنيا الهمس والشاعر يعزف بحروفه سيمفونية الجمال وهو ينشد ويقسم : 
"أحلف يمين ع الهوى ماعرفته غير بيكى
وان جانى جايب الدوا ماافتحله شبابيكى
دنا عمرى ضاع ف القلم والحبر والأشعار
ونا جسمى ده شعار لو نبضه شبا بيكى "
أي جمال وأي عذوبة يفجرها هذا المربع الذي اختصر الكثير وباح بالأكثر ، أنه الفارس صبري ضاحي ، فلا عجب 
(9)
أحوال الدنيا
يعيش الشاعر في الدنيا بأحوالها ويصطدم بالواقع بكل قسوته ، فيرسم لنا الحالة وهو يعترف ويقر :
"تعرفشى قلب بشمعه متقفل 
يمكن ألاقى حبتين اخلاص 
أنا عشت عمر بحاله متغفل 
أيام وفاتت وانتهت وخلاص"
هذا الهروب من الواقع الموجع مجرد بوح وعتاب لماي لاقيه من جحود ونكران وأحيانا هزائم أمام المحبة الخالصة والصدق المتدفق من قلب إنسان نبيل ،ولكن هيهات أن يكون الخلاص هكذا ، أنها مجرد تنبيه للغافلين لعلهم يدركوا طابور المحبة قبل فوات الأوان .
 (10)
الطيب 
ولأن الشاعر يملك احاسيس مرهفة ، يبحث عن الحياة المثالية ، وفي خلده عالم يويتوبي يصطدم بالواقع ،وينزع قشرة الزيف ويفضح الواقع المقيت بكل ما فيه ،فيصرح لنا بوجعه ، وهو يقول 
"وكل الناس تقول عنى كلام طيب 
عشان خاطر مراضى الناس وبطيب 
ونا والدنيا موش أحباب ولا بنوش 
عشان الدنيا دى بتغش كمان بتحط ع الطيب "
 (11)
"أنا عندليب الهوى بس الهوى طيار 
وعن قريب الهوى هعمله قلبى مطار 
اللى يسافر يسافر واللى يعود يعود 
منا من زمان موعود والصبر بالقنطار"
نقف أمام الصورة الدهشة ، ولا نملك إلا أن نقول : الله 
وسيواصل نادي أدب طهطا بشكل دوري تقديم احتفالات مشابهة على التوالي لتكريم رموز الإبداع في طهطا وسوهاج ومصر .

مساحة إعلانية