مساحة إعلانية
نعيش في زمن أصبحت فيه السيارة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا تقل أهميتها عن الأدوات المنزلية الأساسية. لكن، ماذا لو تعطلت سيارتك، وذهبت بها إلى ورشة الإصلاح، لتكتشف بعد أيام – أو حتى ساعات – أن المشكلة لم تُحل، أو أن خللاً جديداً ظهر فجأة؟ بل الأسوأ، أن الميكانيكي أو الكهربائي يُنكر وجود تقصير أو يماطل في الرد. فكيف تتصرف؟ وما هي حقوقك؟ وكيف تُحاسب هذا "الفني" الذي اختزل المهنة في مفكّ وسلك؟
أولاً: الهدوء… ثم التوثيق
عندما تشعر أن الإصلاح لم يكن كما يجب، لا تبدأ بالصراخ أو التهديد. تمالك أعصابك، وخذ ورقة وقلم (أو هاتفك الذكي)، وابدأ بتوثيق كل شيء:
ما العطل الأصلي؟
ما الذي قام به الفني بالتحديد؟
هل استلمت فاتورة موضحة؟
هل تم استخدام قطع غيار جديدة أم مستعملة؟
متى عادت المشكلة للظهور؟
هذا التوثيق ليس ترفاً، بل هو سلاحك الأول في أي إجراء لاحق، سواء ودي أو قانوني.
ثانياً: حاول الحل باللين أولاً
تواصل مع الفني أو المسؤول عن الورشة، واشرح له ما لاحظته بلغة واضحة وهادئة. في كثير من الأحيان، تكون المشكلة بسيطة، وقد يكون الفني مستعداً لإعادة الفحص أو التصليح مجاناً، خاصة إذا كانت هناك ضمانة شفهية أو مكتوبة.
ثالثاً: لا تخجل من المطالبة بحقك
إذا تهرّب الفني، أو أبدى لامبالاة، انتقل إلى الخطوة العملية:
طالب بإعادة المبلغ المدفوع أو جزء منه، أو بإصلاح مجاني تحت "ضمان الخدمة".
إذا رفض، أبلغه بأنك ستتوجه إلى جهاز حماية المستهلك أو الغرفة التجارية إذا كان الورشة مرخصة.
رابعاً: الشكوى الرسمية
إذا لم تُجْدِ المحاولات الودية، يمكنك التوجه إلى:
جهاز حماية المستهلك، خاصة إذا كانت الورشة مسجلة أو معلنة.
النيابة التجارية أو البلدية في حال وجود غش أو عدم التزام بشروط السلامة.
رفع دعوى تعويض في المحكمة، إذا ترتب ضرر مادي جسيم (مثل تلف أجزاء مهمة أو تعريضك لخطر).
هنا سيكون من المفيد أن تكون لديك فواتير، تسجيلات، صور، أو حتى شهود.
خامساً: الوقاية خير من الندم
في المستقبل، حاول أن تتعامل فقط مع ورش موثوقة، وتجنب "الميكانيكي الطيّار" الذي يعمل من الشارع. اطلب دائماً فاتورة، واسأل عن الضمان. وكن واعياً بحقوقك كمستهلك، ولا تجعل بساطتك أو استعجالك بوابة للاستغلال.
تذكّر أن الميكانيكي أو الكهربائي، مثل الطبيب والمحامي، مؤتمن على أمانك ومالك. وإن كانت هناك فئة قليلة تسيء للمهنة، فالصوت العالي والمطالبة بالحق، كفيلة بأن تُعيد الأمور إلى نصابها… أو على الأقل، تُنقذ غيرك من الوقوع في نفس الفخ.
*كاتب وإعلامي، مهتم بشؤون المستهلك وقضايا الخدمات العامة