مساحة إعلانية
❐ رموز المعارضة أعلنت ثقتها في الرئيس ومشاركتها في الحوار لأنه
الضامن للجدية فهل يعني هذا تأييد ترشحه لفترة جديدة
❐ تنفيذ مقترحات وتوصيات الحوار تتطلب بقاء السيسي
وهذه الشخصيات لم تنضج سياسياً بما يكفي لأن تحصد ثقة المصريين
ايمان بدر تكتب:
حين دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي انطلاق جلسات الحوار الوطني منذ رمضان قبل الماضي، وقتها لاحظ المراقبون تأخر بدأ الجلسات بشكل أثار الجدل حول جدوي هذه الفكرة وعلاقتها بالتوقيت ليس فقط توقيت الدعوة إلي الحوار ولكن توقيت بدأ انعقاد جلساته.
ومن المفارقات السياسية أن تبدأ الجلسات بالتزامن مع بدأ الحديث عن الانتخابات الرئاسية المقبلة وإعلان بعض الشخصيات الترشح للرئاسة في مواجهة إعلان غالبية الأحزاب والقوي السياسية عن دعمها ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة.
وبمتابعة الشخصيات المعارضة التي شاركت في الحوار الوطني، نجد أن غالبيتهم إن لم يكن جميعهم أعلنوا أن وجود الرئيس علي رأس مائدة الحوار هو الضامن لجدية الأمر، وأنه لن يتحول إلي مجرد مكلمة ولكن سوف تجد التوصيات والمقترحات طريقها إلي حيز التنفيذ والتطبيق علي أرض الواقع، ليبقي السؤال هل هذه التصريحات بمثابة إعلان موافقة هؤلاء بل ودعمهم لترشح السيسي لفترة رئاسية جديدة ليكون لديه الوقت لتنفيذ ما سيثمر عنه الحوار من مقترحات وتوصيات وأفكار، وبالتالي لا توجد فرصة لدي أحدهم لدعم مرشح آخر منافس له، أم أن مصر وصلت إلي مرحلة من الديمقراطية تجعل أحد السياسيين يدعم مرشح منافس للقيادة السياسية الحالية رغم إعلانه أنه يحترم هذه القيادة ويقدر جهودها، ويدعم الآخر لكي يكمل مشوارها.
تلك الفكرة ليست غريبة علي الشارع السياسي المصري ولدينا حالياً أحزاب عريقة مثل حزب الوفد أعلن رئيسها الدكتور عبد السند يمامة أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية منافسا للسيسي رغم أنه يكن للرئيس كل التقدير والاحترام، وهو نفس ما فعله المهندس موسي مصطفي موسي في الانتخابات الرئاسية الماضية حينما أعلن أنها معركة سياسية هادئة وهادفة إلي مصلحة الوطن والمواطن.
وبالعودة إلي أول انتخابات رئاسية أتت بالرئيس السيسي والتي نافسه فيها السياسي الناصري حمدين صباحي، لا يفوتنا أن صباحي نفسه أعلن فور انتهاء الانتخابات أنه يتمني أن يوفق السيسي في مهمته الثقيلة وحضر إحدي المؤتمرات وخلال كلمة الرئيس علي المنصة حرص علي أن يرحب بحمدين قائلا: استاذ حمدين أنا سعيد بوجودك معانا، فابتسم الصحفي اليساري وأشار بيديه متصافحتين في إشارة إلي دعمه ومساندته للرئيس.
وعلي خلفية ذلك من الأهمية أن نتساءل لماذا يتعامل البعض وبالتحديد أحد المرشحين المحتملين مع الأمر باعتبارها خناقة، وأن عليه أن يكتسب شعبية مزعومة من خلال إعلانه بشكل فج أنه لا يحب المنافس، وهل هي خناقة ضراير، حتي يتعين علي أحدهم أن يعلن كراهيته للآخر من عدمه، والسؤال الأهم هو هل مثل هذه الشخصيات نضجت سياسياً بما يجعلها جديرة بثقة المصريين، أم أننا سنجد أحدهم بعد فترة يخرج علينا ليعلن أنه قرر الترشح للرئاسة في مواجهة الرئيس لأنه زعلان منه ومخاصمه؟!!