مساحة إعلانية
تزوجت فى عمر الخامسة والثلاثين لظروف أسرية قهرية حيث توفى والدى وتركنا أربعة بنات لا حول لنا ولا قوة فى الحياة.. عشنا على حد الكفاف فلا يوجد ما يعيننا على الحياة .. ظللنا نعمل جميعا حتى تزوجت أختى الصغرى والأصغر منها ومن قبلي في الترتيب وظللت أنا الكبرى وكانت فرحتى لا توازيها فرحة وأنا أرى شقيقاتى والفرحة عنوان حياتهم، وهن أيضاً تكنان لى الحب فأنا اعتبرت نفسى أمهما وأولادهن أولادي.
تقدم لى رجل فى منصب مرموق أكبر منى بخمسة وعشرين عاما ووافقت على الزواج منه برغبتى حباً وليس خوفاً من العنوسة أو أى شيء آخر فقد وجدت فيه الحنان الذى افتقدته سنوات وسنوات لا أعرف عددها ولا أنكر ان شقيقاتى نصحنني بأن فرق السن صعب وبعد نقاش قلت لهن رأيى وفرحا لى وتمنين لى حياة سعيدة.
تم الزواج بدون بهرجة لأنه شخص معروف ولا يريد لأحد أن يعرف أنه تزوج فى هذا السن واحترمت رغبته ووافقت على كل طلباته التى طلبها منى خاصة سرية الزواج وأن الذى سيحيا نحن وليس الناس ويكفي أن اسرتي كلها تعرف.
فى البداية كنت مبسوطة بحياتى فهو يوفر لى كل شيء ولكن مع مرور أول شهرين تحول البيت بالنسبة له إلى فندق ليرتاح فيه ويقوم بدفع كافة التكاليف ولكن لا يوجد حياة ولا توجد علاقة زوجية.. تحملت شهورا ولكن بعدها قررت المواجهة وتناقشنا بمنطق أن العلم تقدم وأى مشكلة صحية لها حل وفوجئت بالرد الصاعق وهو أنه لا يؤمن بذلك فهو جيد جداً ولكن «معمول له عمل».
لقد صدمنى بشكل جعلنى فى ذهول فهو متعلم تعليماً عالياً ومجاله بكل تفاصيله يقوم على العلم ولا يوجد به ولو جزء واحد نظرى فعمله وحياته كلها تقوم على العلم فمن أين أتى بالخرافات؟
لم أجد أى مدخل للحديث فلو اجتمع كل العلماء فى كفه ودجال فى الكفة الأخرى لكسب الدجال بلا أى جهد وحين أقول له كيف وعملك يقوم على العلم فكان الرد.. هذا عملى وأكل عيشى ولكن قناعتى أن السحر والأعمال أقوى من العلم.
أنقلبت حياتى رأساً على عقب وتحولت إلى امرأة تحيا مع رجل ليس بينهما شيء سوى المصالح فهو يرى البيت فندق وأنا أرى فيه خزينة أموال آخذ منها ما أريد.
شقيقتى الوسطى نصحتنى بطلب الطلاق ولكن المشكلة داخلى فأنا أشفق عليه ولا أريد أن أتخلى عنه ولكن على الجانب الآخر إذا تركته لن استطيع أن أعود كما كنت قبل الزواج فلن استطيع العمل مرة اخرى خاصة ان الحياة جعلت كل واحدة فينا فى بيتها ولديها ما يكفيها.. فهل أخاطر واتركه أم أتحمل وكأنى لم أتزوج من الأساس.
سلوي- القليوبية
كثيرات حين يتعرضن لمثل اختبارك من الحياة بوفاة الوالدين وتجدى نفسك مسئولة عن أسرة وتتزوج الأصغر بينما الكبرى تمارس دور الأم تجد نفسها فى النهاية بلا زواج.
بداية سن الخامسة والثلاثين ليس سن عنوسة فليس كل فتاة وصل عمرها للخامسة والثلاثين تزوجت رجل فى الستين ولأنك لم تشرحى كيف بدأت العلاقة فمؤكد أن ما سيطر عليك مبدأ عصفور فى اليد وقد يكون منصبه الذى وصفتيه بالمرموق هو ما حركك وليس تكوين بيت مستقر.
دعينا من كل ذلك وتتلخص المشكلة فى ضعف بالعلاقة الحميمية وتحولك إلى صاحبة فندق يأتى فيه لكى يجد سعادته ويدفع ثمن ذلك أموالاً.. هذا ليس زواجاً بل هو أهانة له فالزوجة هى الحصن الذى يتحصن به الزوج وهى السكن وهى المستمعة الأولى لما يؤلم الزوج والعكس صحيحاً.
بدلاً من التفكير فى السابق والماضى فلنفكر فى المستقبل.
عمر الستين لم يعد عمر العجز مع التقدم العلمى وتم بالفعل رفع متوسط العمر في كل دول العالم لزيادة متوسط العمر وهذه الجداول تعنى ان الانسان سيظل يعطى وبشكل طبيعى حتى سن السبعين أو الخامسة والسبعين وبالتالى دورك ليس البحث عما ستكسبيه منه بل دورك هو مساعدته ليتجاوز فكرة الأعمال والدجل وقراءة الفنجان.
أعلم أن المشوار صعب وشائك ولكن المرأة التى جاهدت حتى ترى شقيقاتها فى بيت الزوجية يجب أن تعود وتحارب من أجل بيتها هى ما دام داخلك رافض للانفصال فهذه إشارة جيدة يمكن البناء عليها ولذا أنصحك بأن تذهبى أنت للأطباء وتعرفى كل ما تعرفيه عن حالته ومؤكد هناك حلول ولو بشكل جزئي.
إن السير وراء الخرافات ليس به متعلم وجاهل أو مرموق وغير مرموق فهذا مرض فكرى يسيطر على من يسير ورائه ويتملكه، فلتبدأى معركتك ولو أعطيتها بقوة ستجتازيها فأفعليها وستحققى النجاح والاستقرار