مساحة إعلانية
محسن النوبى/ مصر / قنا
مع نسمات الهواء التى تداعب الوقت من حولى اشعر بأن الوقت سوف يسابق انفسنا حينما نستنشق عبير اللقاء . سنوات مرت علينا ونحن نتحدث عبر شبكة التواصل يملأ حديثنا دفء ما . يقتل الوقت الذى يمر دون ان نشعر به ..لم اصدق انه جاء موعد اللقاء لألتقى بها. تلقف يدى يديها ونظراتى تحتضن دفء حضورها. شمس هل تشرق وتنادى ام تكتفى بأن تلوح لى لكى اعبر الاسفلت . كنت اسير على الكورنيش ببطء حتى لا امل الانتظار .وانا اتخيل صورتها من ذاكرة ضبابية .صنعت من حديثها لى كانت تحكى لى عن طائر الشنار وعن انثاه ذات المنقار القرمزى وعيونها الجميلة وريشها ذات الالوان الرائعة كدجاجة كبيرة. دقات قلبى ترفرف مثلما ترفرف الرايات التى على الشاطئ .عندما لوحت لى
جعلتنى كشنار طير الى المقهى ليلتقى بشنارته ٠الحلوه شمس ظهر بذوغ ضوءها على المقهى ووجها مضيئ شعرها مرسل على جسد ممشوق شفاه باللون القرمزى .عبرت الاسفلت دون ان ابالى بالسيارات المسرعة .قبلة خفيفة تلامس خدها الطرى. لحظة من الصمت انتابت الجلسة وانا انظر اليها سحبتنى ورفرف قلبى معها ليرفرف مع العلم الذى فوق رؤوس الجالسين على رصيف الكورنيش فى المواجه صوت مسموع لبائع السميط والبيض على الكورنيش.
-اكلت بيض الشنار ؟
-انا لا .
عندنا هناك كنت ابحث انا ورفقاتى على اعشاش انثى الشنار نجمعه من اعشاشه ونعطيه لجدتنا التى تضعه لنا فى الفرن وتداعبنا بكلماتها الحانيه بينما امى كانت تعزف اغنية لفيروز. هل تعرف انك تشبه اخى ..؟
اتذكر كلماته عندما ودعنى كنت اسأله
- من يشترى الاكل لأمى وقت الحصار ؟ الام جف ضرعها من الجوع.
-كم عدد اولادها.
-على الخريطة عن يمينها ام عن شمالها ام تقصد جنوبها
-امى مات وليدها من القذف والباقون لا يسمعوا ولم يعترضوا الا بكلمات صامته
.ولكن لحظة المخاض شرفت الحبيبة بهز جزع النخل ليتساقط عليها رطبا جنيا ليأتى ا ويسألوا . من اين لك هذا؟ نظرت الى ابنها وهم يقولون. انكلم من كان فى المهد صبيا 000تذكرت عندما اتى الحبيب وصلى ثم عليا فوق البراق. لاحظت دموعها وهى تسقط من عيونها ، يختلط الدمع بالكحل فيسيل السواد على وجنتيها .
- اخى من قبل كان وحيدا فى جنته الآن كل الحى يرافقونه . ألم تشاهد قتله ألم تشاهد قتل الشنار وهو يبحث عن انثاه