مساحة إعلانية
محمود رمضان الطهطاوي
لماذا نقرأ؟ سؤال لابد من طرحه في محاولة لتثوير الأسئلة والوقوف على أعتابها، والولوج في عمقها لتفجيرها واستخلاص الإجابة إن أمكن، أو مناوشة العقل لمده بفسحة من الوقت للتفكير والتدبر والوقوف أمام السؤال.. بكل حجمه وثقله .
لماذا نقرأ؟ لابد من طرح السؤال والبحث عن اجابة شافية، منطقية ومعقولة/ لابد من طرح السؤال رغم المسلمات التي يعرفها الجميع بلا استثناء، المتعلم والأمي، فما أكثر الحديث عبر منابر الثقافة (إذاعة، تلفزيون، مواقع التواصل، حديث الأصدقاء والآباء.. الخ ) الذي يذكرنا دوما بأننا أمة ( اقرأ)،وأن أول من نزل الوحي المحمدي يحثنا على القراءة ـ بل يأمرنا " اقرأ باسم ربك الذي خلق.خلق الإنسان من علق.اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان مالم يعلم ".
لماذا نقرا؟ . يظل السؤال معلقاً .. والإجابة عليه متشابكة وشائكة ولكن لابد من الطرح، ولابد من المواجهة، لابد من الكشف عن الواقع /الحقيقة، والدخول في متاهة السؤال وعمقه وتفصيلاته وما يحمله من ذرات وحبيبات، ننظر له بميكروسكوب الصدق. القراءة مدخل للثقافة، وبداية للمعرفة وهي بداية بناء أي حضارة، فلا يوجد حضارة بدون ثقافة ومعرفة، وهكذا طرح الدكتور نبيل على في نهاية كتابه الموسوعة " الثقافة العربية وعصر المعلومات-رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي " ، عندما طرح السؤال الأخير في كتابه " " من أين نبدأ؟ " يقول الكاتب:" أن البداية في التربية.. والمدخل إليها هو اللغة وركيزة كلتيهما هي الثقافة، ثقافة تكامل المعرفة وصدق الإيمان وكلاهما رهن بتوافر الحرية " .
إنها البداية للدخول عصر المعلومات بكل ثقله، التقني، التكنولوجي، المدخل هو الثقافة، والثقافة تبدأ بالكتاب(القراءة) تعلم ألف باء الأبجدية، وهنا نلج في عمق السؤال مرة أخرى، يواجهنا بكل ثقله ونحن نعاني من أمية متفشية في وطننا العربي حسب تقرير منظمة اليونسكو قبل الدخول في الألفية الثالثة، فإن الأمية في الوطن العربي تقدر بـ " 65" مليون، -رقم ضخم في أمة "اقرأ" نتشدق بها في كل موكب وفي كل مناسبة-لا يعرفون القراءة والكتابة. مفارقة عجيبة في ظل ثورة المعلومات والثقافة ...(للمقال بقية)