مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
شعر: ندى السيد يوسف الرفاعى/ الكويت
بئسَ العشيرُ المُنتفى قارونُ! متعجرفٌ متكبِّرٌ مفتونُ
يختالُ بين كنوزِهِ فكأنما هو خالدٌ لن تحتويه مَنونُ
كانت مفاتحه تنوءُ بعُصبةٍ فبغى بثروتِهِ وراح يُهينُ
كم عاشَ من متجبَّرٍ، وكم انقضتْ من قبله أُممٌ طغتْ وقرونُ!
والقومُ في نُصحٍ له من حولِهِ لكنه بكنوزِهِ مأفونُ
أوتيتَهُ علمًا وإرثًا ماجدًا؟ أم فضلُ ربكَ صيِّبٌ وعيونُ؟
واليومَ في العصرِ السريعِ له الدُّنا تأتيهِ رهنَ إشارةٍ وتُدينُ
سيارةٌ فيها الفخامةُ كُلُّها طيارةٌ هي فندقٌ، وسفينُ
مَلَكَ الرُّبا والناقلاتِ فهل تُرى مُلْكُ النجومِ العالياتِ يمينُ؟!
يا عبدُ كُن متواضعًا ومهذبًا إن الذي مَلَكَ العبيدَ، متينُ
حقًّا غبطتَ الحقَّ حين جحدتَهُ فانصِتْ لوعظٍ أيها المفتونُ
واخفِضْ جناحكَ للعبادِ فإنما كأسُ المنيةِ تختفي وتخونُ
وانظرْ إلى من مات قبلكَ لم ينلْ شيئًا، وكلُّ كنوزه مرهونُ
وتوسَّدَ اللبِناتِ ما تحت الثرى لا يعرفُ (البورصاتِ) وهو دفينُ
في حفرةٍ مطمورةٍ منسيةٍ تركَ الغنى وكيانُهُ مدفونُ
فالكِبرُ داءُ الأغبياءِ ولم أقُلْ: الأغنياءُ، فمنهمُ الميمونُ
داءُ النفوسِ غباوةٌ، فلأنهم لم يُدركوا لِمَن البقاءُ يكونُ
الكبرياءُ رداؤهُ فمَن الذي قد نازعَ الجبارَ وهو مُهينُ
صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى أنتَ الشفيعُ وللأنامِ أمينُ
والآلِ والأصحابِ هم أهلُ التقى قد زانهم عبرَ الزمانِ يقينُ
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
