مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

عالم السياسة

قلبه معلق بين فلسطين والقاهرة.. ياسر عرفات عنوان النضال العربي

2023-08-04 15:22:26 - 
قلبه معلق بين فلسطين والقاهرة.. ياسر عرفات عنوان النضال العربي
ياسر عرفات
منبر

قلبه كان معلقًا بفلسطين والقاهرة، يؤمن بالقوة والمفاوضات في استرداد الأرض، وعاش من أجله الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة، ورفض أنصاف الحلول, إنه الختيار أبو عمار أي الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، الزعيم العربي التاريخي.

مصر كانت في قلب وعقل ياسر عرفات، فهو من مواليد القاهرة لأسرة فلسطينية، وتحل اليوم ذكرى ميلاده، فهو من مواليد 4 أغسطس 1929.

 قضى عرفات مراحل طفولته ومرحلة شبابه الأولى في القاهرة، وتوفيت والدته زهوة أبو السعود عندما كان في الرابعة من عمره بسبب قصور كلوي.

لم تكن علاقته بأبيه على ما يُرام، والخلافات بينهما كانت شديدة، لدرجة أنه أبي عمار لم يحضر جنازته، ولم يذهب إلى قبره.

التقى في حي السكاكيني، خلال فترة الأربعينيات بـ"موشى ديان"، -وزير الدفاع الإسرائيلي فيما بعد- وقال عرفات: إنه عرفه وتعامل معه من منطلق أن من عرف لغة قوم أمن مكرههم.

تقول عنه أخته الكُبرى أنعام إنه كان يشارك في كل المظاهرات، وكنت أجري دائما وراءه لإعادته للبيت»، وكثيرًا منعت عنه المصروف عقابًا له، إلا أن ذلك لم يُرجعه عن فعلته.

أثناء حرب فلسطين 1948  ترك الجامعة، وارتدى ثياب الحرب وانضم للجيوش العربية المحاربة لإسرائيل، وبعد ذلك حارب مع الفدائيين الفلسطينيين، لكنه لم ينضم رسميا لأي منظمة، وعاد للقاهرة بعد هزيمة الجيوش العربية وانقطاع الدعم عنها.

انتخب رئيسًا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة في الفترة من 1952 إلى 1956، واستُدعي للجيش المصري في أثناء العدوان الثلاثي، وبعد ذلك سافر إلى الكويت وعمل مهندسًا هناك، وعندما حضر مؤتمرًا في مدينة براغ مطالبًا بجلاء الاحتلال مع غيره من الفلسطينيين ارتدى كوفية بيضاء، وانتشرت هذه الكوفية في الكويت، وفلسطين وأصبحت رمزًا للمقاومين.

أُعلن ياسر عرفات زعيمًا لفلسطين من الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، في ستينيات القرن الماضي، وفي إطار اتفاقية أوسلو تم إقامة سلطة وطنية فلسطينية، مرحلية مؤقتة، لحين البدء، في مفاوضات الحل النهائي، والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967، وفي 1994 عاد ياسر عرفات، مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة، وهي (أجزاء من الضفة وقطاع غزة) وقد التزم عرفات خلال ذلك، بإيقاف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل، وبعد الاتفاقية فاز عرفات واسحق رابين وشيمون بيريز بجائزة نوبل للسلام، وبعدها انتخب عرفات رئيسًا للسلطة الفلسطينية، بنسبة نجاح 88%.

في يوليو2000 التقى ياسر عرفات، برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك في كامب ديفيد، برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، في محاولة للاتفاق إلى حل نهائي للأزمة، إلا أن عرفات لم يقبل بأنصاف الحلول ورفض التوقيع على الحل المطروح، والذي اعتبره عرفات منقوصا، ولا يلبي من وجهة نظره السقف الذي يطمح له الفلسطينيون وهو حدود 1967.

من هنا بدأت حالة العداء بين إسرائيل وياسر عرفات، وكانت تل أبيب تصفه داخليًا بـ"الإرهابي الأكبر"، وحينما اندلعت انتفاضة فلسطينية الثانية واتهمت إسرائيل ياسر عرفات بالتحريض على أعمال العنف من طرف خفي أو بشكل موارب وأحيانا في العلن، خاصة بعد إطلاقه شعار (على القدس رايحين شهداء بالملايين).

في هذه الأثناء قررت إسرائيل محاصرة "عرفات"، ومنعته من مغادرة "رام الله"، ولذلك لم يحضر القمة العربية بـ"بيروت"، في مارس 2002 خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الأراضي الفلسطينية، وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك، بينما بقى عرفات صامدا في مقره متمسكا بمواقفه، وجاءه مئات المتضامنين من كافة أنحاء العالم.

في يوم أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب بمرض في الجهاز الهضمي، مع معاناته من أمراض أخرى وشخصته حالته بجرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً وتقلباً في المزاج، وعلى إثر ذلك نقلته مروحية إلى الأردن ومنها إلى مستشفى "بيرسي" بفرنسا وأعلن عن وفاته في 11 نوفمبر 2004، ودُفن في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله بعد تشييع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

يعتقد بعض الفلسطينيين أن "عرفات مات مسمومًا، ويقول طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إن وفاة عرفات نتجت عن تسميمه، وطالب بتشريح الجثة، مؤكدًا أن تحليل عينات الدم لا يكفي وحده للكشف عن الإصابة بالتسمم، مشيرا إلى أن الأمر في حاجة إلى تشريح للجثة وتحليل عينات الأنسجة، للتأكد من السبب الحقيقي على وجه اليقين، فيما ترفض السيدة سها الطويل زوجة عرفات التصريح عن الأمر أو نشر التقارير التي حصلت عليها من مستشفى "بيرسي" الفرنسية حتى الآن.

مساحة إعلانية