مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الباحث عبد الستار سليم يكتب : رجل بألف فارس .. المقداد بن عمرو

2025-09-26 21:24:30 - 
الشاعر الباحث عبد الستار سليم يكتب : رجل بألف فارس .. المقداد بن عمرو
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

سيّدنا المقداد بن عمرو ( رضى الله عنه) ، الصحابىّ الجليل ، أول فرسان الإسلام فقد  حارب فى موقعة  " بدر الكبرى " على فرس ، فقد ذكرت كتب السِّـيَر أن أول من عدا به فرسه فى سبيل الله من المسلمين  المقداد بن الأسود (رضى الله عنه ) وكان ذلك فى غزوة بدر الكبرى ، فقد كان المقداد  هو الفارس الوحيد  فى غزوة بدر، وبقية الجيش كلهم مشاة ، أو محمولين على الإبل ،  وقد أبلى "المقداد " على فرسه بلاءً حسنا فى بدر ..!
كان قد  شكا إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم )  رفْض  عبد الرحمن بن عوف ( رضى الله عنه ) أن يزوّجه ابنته ، فقال له الرسول ، هل لك أن تصير صهر محمد ، وزوّجه ضباعة بنت الزبير  بن عبد المطلب( ابنة عم محمد) ، كان المقداد جليل القدر ، عالى الشأن ، عظيم المنزلة، قديم الإسلام، مهاجر، وصاحب مناقب وفضائل كثيرة ، وكان بطلا شجاعا ، واسم المقداد  فى اللغة من صفاته أنه شجاع لا يخشى مواجهة الصعاب ، ويتمتع بجرأة وثبات

ولد المقداد  فى اليمن فى عام 590 م ، ورث المقداد جُلّ صفات أبيه ، فكان  طويلا بائن  الطول ، أسمر  شديد السمرة ، حتى ليصحّ أن يوصف بأنه أسود ، وكان الفتى شديد الشكيمة ، قوىّ العزيمة ، هاجر المقداد  إلى الحبشة ، ثم إلى يثرب ، وشارك مع النبى محمد(صلى الله عليه وسلم )   فى غزواته كلها، كما شارك فى فتوح الشام ومصر، و هو من السابقين  الأولين ، وهو صاحب المقولة الفخمة  " يوم بدر "، عندما استشار النبى ( صلّى الله عليه وسلّم ) الناس  قبل المعركة ، تكلم أبو بكر ، وتكلم عمر ( رضى الله عنهما ، ثم تكلم المقداد فقال : "يا رسول الله ، إنّا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون } ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنّا معكما مقاتلون ، فوالذى بعثك  بالحق  لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك  من دونه ، حتى تبلغه " ، فسُـرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
و "مقداد" هو اسم عربى يعنى الشجاع والقوى، وبحمل الاسم معانى الجرأة والإقدام ويشير إلى الشخص الذى يتمتع  بالعزيمة والإقدام .. يُذكر - تاريخيا - مع المقداد بن عمرو، أحد صحابة النبىّ محمد ( صلى الله عليه وسلم) الذى اشتهر بشجاعته  وإخلاصه ، أسلم فى بدء الدعوة الإسلامية 
كان والده قد تزوج  من أهل حضرموت ، فوُلد له صبىّ دعاه المقداد ، وحين  سمع ذات يوم  مالا يقبله من  شيخ  حضرمى ، فهاجر إلى مكة ، وهناك تعرف على الأسود بن عبد يغوث الزهرىّ - سيّد من سادات قريش - فتوسم الشيخ فيه صدق نجابته ، وسمات رجولته ، وشمائل مروءته ،  فتبناه ، فأصبح اسمه "المقداد بن الأسود الكندى" ، مع كونه بهرانى - لهروبه  من بهراء إلى كندة - فحالفهم و عُرف بهم.. وظل  الاسم " المقداد بن الأسود " ملتصقا به من كثرة ما كان يُنادى به ، على الرغم من أن الإسلام ألغى ظاهرة التبنى
 وحين بعث الله نبيه محمدا بدين الهدى والحق  بادر المقداد  بالدخول فى الإسلام ، فما إن سمع ببعثة محمد حتى جاءه وأسلم على يديه ، هاجر الى المدينة متأخرا لتمسك قريش به ، 
 ولما وصل إلى المدينة المنورة فرح الرسول بمقدمه  وقال ( صلى الله عليه وسلم )
إن الله أمرنى بحب أربعة  وأخبرنى أنه يحبهم ، وهمو ( علىّ ، والمقداد ، وأبو ذر ، وسلمان )
عندما أسلم المقداد توجه إلى مجلس قريش عند الكعبة و جاهر وأعلن  إسلامه على مجلس قريش عند الكعبة ، فكان  سابع سبعة - على وجه الأرض - جاهروا  بإسلامهم وأعلنوه ،  حاملا  نصيبه من أذى قريش  ونقمتها ، فى شجاعة  الرجال، وغبطة الحواريين
وتوفى المقداد -كما تقول كتب التاريخ - فى المدينة المنورة  فى عام 33هـ/ 562م  عن عمر يتراوح مابين السبعين والثلاث والسبعين  سنة  - و دُفن  فى البقيع -

مساحة إعلانية