مساحة إعلانية
سيّدنا المقداد بن عمرو ( رضى الله عنه) ، الصحابىّ الجليل ، أول فرسان الإسلام فقد حارب فى موقعة " بدر الكبرى " على فرس ، فقد ذكرت كتب السِّـيَر أن أول من عدا به فرسه فى سبيل الله من المسلمين المقداد بن الأسود (رضى الله عنه ) وكان ذلك فى غزوة بدر الكبرى ، فقد كان المقداد هو الفارس الوحيد فى غزوة بدر، وبقية الجيش كلهم مشاة ، أو محمولين على الإبل ، وقد أبلى "المقداد " على فرسه بلاءً حسنا فى بدر ..!
كان قد شكا إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) رفْض عبد الرحمن بن عوف ( رضى الله عنه ) أن يزوّجه ابنته ، فقال له الرسول ، هل لك أن تصير صهر محمد ، وزوّجه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب( ابنة عم محمد) ، كان المقداد جليل القدر ، عالى الشأن ، عظيم المنزلة، قديم الإسلام، مهاجر، وصاحب مناقب وفضائل كثيرة ، وكان بطلا شجاعا ، واسم المقداد فى اللغة من صفاته أنه شجاع لا يخشى مواجهة الصعاب ، ويتمتع بجرأة وثبات
ولد المقداد فى اليمن فى عام 590 م ، ورث المقداد جُلّ صفات أبيه ، فكان طويلا بائن الطول ، أسمر شديد السمرة ، حتى ليصحّ أن يوصف بأنه أسود ، وكان الفتى شديد الشكيمة ، قوىّ العزيمة ، هاجر المقداد إلى الحبشة ، ثم إلى يثرب ، وشارك مع النبى محمد(صلى الله عليه وسلم ) فى غزواته كلها، كما شارك فى فتوح الشام ومصر، و هو من السابقين الأولين ، وهو صاحب المقولة الفخمة " يوم بدر "، عندما استشار النبى ( صلّى الله عليه وسلّم ) الناس قبل المعركة ، تكلم أبو بكر ، وتكلم عمر ( رضى الله عنهما ، ثم تكلم المقداد فقال : "يا رسول الله ، إنّا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ، { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون } ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنّا معكما مقاتلون ، فوالذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه ، حتى تبلغه " ، فسُـرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
و "مقداد" هو اسم عربى يعنى الشجاع والقوى، وبحمل الاسم معانى الجرأة والإقدام ويشير إلى الشخص الذى يتمتع بالعزيمة والإقدام .. يُذكر - تاريخيا - مع المقداد بن عمرو، أحد صحابة النبىّ محمد ( صلى الله عليه وسلم) الذى اشتهر بشجاعته وإخلاصه ، أسلم فى بدء الدعوة الإسلامية
كان والده قد تزوج من أهل حضرموت ، فوُلد له صبىّ دعاه المقداد ، وحين سمع ذات يوم مالا يقبله من شيخ حضرمى ، فهاجر إلى مكة ، وهناك تعرف على الأسود بن عبد يغوث الزهرىّ - سيّد من سادات قريش - فتوسم الشيخ فيه صدق نجابته ، وسمات رجولته ، وشمائل مروءته ، فتبناه ، فأصبح اسمه "المقداد بن الأسود الكندى" ، مع كونه بهرانى - لهروبه من بهراء إلى كندة - فحالفهم و عُرف بهم.. وظل الاسم " المقداد بن الأسود " ملتصقا به من كثرة ما كان يُنادى به ، على الرغم من أن الإسلام ألغى ظاهرة التبنى
وحين بعث الله نبيه محمدا بدين الهدى والحق بادر المقداد بالدخول فى الإسلام ، فما إن سمع ببعثة محمد حتى جاءه وأسلم على يديه ، هاجر الى المدينة متأخرا لتمسك قريش به ،
ولما وصل إلى المدينة المنورة فرح الرسول بمقدمه وقال ( صلى الله عليه وسلم )
إن الله أمرنى بحب أربعة وأخبرنى أنه يحبهم ، وهمو ( علىّ ، والمقداد ، وأبو ذر ، وسلمان )
عندما أسلم المقداد توجه إلى مجلس قريش عند الكعبة و جاهر وأعلن إسلامه على مجلس قريش عند الكعبة ، فكان سابع سبعة - على وجه الأرض - جاهروا بإسلامهم وأعلنوه ، حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها ، فى شجاعة الرجال، وغبطة الحواريين
وتوفى المقداد -كما تقول كتب التاريخ - فى المدينة المنورة فى عام 33هـ/ 562م عن عمر يتراوح مابين السبعين والثلاث والسبعين سنة - و دُفن فى البقيع -