مساحة إعلانية
حتى وقتٍ قريب كانت إجابتي عند السؤال عن أي مسؤول في المحليات إجابة متشائمة لا تحمل أي بُعدٍ إيجابي، ولم أكن أرى أي ملمح حسن، والحقيقة أنني متأثر في ذلك بعهود من السمعة السيئة عن المحليات وما فيها.
ولا أظن أنني أكون متجنيًا على نفسي إن قلت إنني واحد ممن لم يسعوا لتحسين الصورة ولا حتى محاولة تغيير هذه الصورة السوداء وأَسقطُ نفسي في بحر من التعميم جعلني ظالمَا لنفسي ولكثير من النماذج التي تعرفت عليها في مرحلة لاحقة.
لا أبريء نفسي أيضًا من هذا الأمر ولذلك أخذت عهدًا على نفسي ألا أترك نموذجًا إيجابيًا إلا بالإشارة إليه والتحدث عنه بما يستحق ومن هؤلاء بل وعلى رأسهم المحاسب عبدالعزيز عامر، رئيس حي منشأة ناصر، الرجل الذي قدم لنا نموذجًا لما يجب أن يكون عليه المسئول أولًا وما يجب أيضًا أن يكون عليه رجل المحليات.
والتفريق هنا بين النموذجين ضروري إذ أن المسئول واجباته محددة، أما مسئول المحليات ليكون ناجحًا فأمامه مهمة شاقة ومسئوليات كبيرة.
الآن استطيع أن أقول إن عبدالعزيز عامر هو المسئول الذي أجبرني علي تغيير فكرتي السيئة عن قطاع المحليات، وجعلني أري فيض من نور الأمل تجاه هذا القطاع ككل.
تتبعت مسيرة عبدالعزيز عامر فوجدته نعم المسئول المُعد علميًا وتدريبيًا ليكون قياديًا كما يجب أن يكون، فهو خريج كلية التجارة جامعة الأزهر وعمل بمحافظة القاهرة، وتدرج فيها وعمل مديرًا للصندوق البريدي للمحافظة ومنها مدير المتابعة بمكتب السكرتير العام لمحافظة القاهرة بديوان عام المحافظة ومنها سكرتير عام حي منشأة ناصر وسكرتير عام حي الأزبكية ومنها رئيس حي منشأة ناصر، كما تلقى تدريبًا على أعلى مستوى ضمن كوادر التنمية المحلية في الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد التابعة للهيئة العامة للرقابة الإدارية.
وطوال هذه الرحلة الطويلة من العمل الدؤوب التي زودته بالخبرات العملية التي تفوق أي تعليم أكاديمي، كان واحدًا من فرسان مركز تدريب سقارة الذراع التدريبي لوزارة التنمية المحلية، وهذا المركز هو درة تاج مراكز التدريب وكل من تدرب به كان له نصيبًا في أن يكون مسئولًا على قدر المهام الملقاة على عاتقه، بالإضافة إلى التدريب على كل نواحي العمل.
والحقيقة أنني منذ متابعتي لأداء الأستاذ عبدالعزيز عامر أيقنت أنه مسئول غير عادي وأدركت أنه تلقي تدريبًا زاده علمًا وخبرة وكنت سعيدًا حينما وجدت أنه واحد ممن استفادوا من مركز تدريب سقارة وهو المركز الذي يجب أن نفتخر به جميعًا، إذ كان سببًا في تطوير الجوانب السلوكية والمعرفية والمهارية لموظفي الإدارة المحلية ورأيت هذا بعيني في أداء عبدالعزيز عامر الذي يعرف -يقينًا- أن دوره الحقيقي هو خدمة المواطن، وهذه الخدمة لتكون على أكمل وجه تستوجب التخلص من الروتين الذي يهدم ولا يبني، وهذا هو عين الحق الذي فعله عبدالعزيز عامر، حينما قدم أداءً إبداعيًا، وبهذا استطاع عبدالعزيز عامر أن يقدم نفسه نموذجًا لما يجب أن يكون عليه المسئول في المحليات.
يُدرك عبدالعزيز عامر أن دوره رضا المواطن لذلك جعل شعاره المواطن أولًا وأخيرًا، والحقيقة أنني لم اكتف بما رأيت منه بل سألت الكثير من أهالي منشأة ناصر عنهم فقال لي أحدهم ويعمل موظفًا بأحد السنترالات: "هذا الرجل هو المسئول الذي يريده كل من يريد أن يقضي على الفساد، خاصة أن رئيس حي منشأة ناصر، عبدالعزيز عامر، أوصل لنا رسالة منذ يومه الأول معنا كسكرتير للحي أو رئيسه أن العهد الذي بينه وبين المواطن هو الخدمة والالتزام بالقانون ومن هنا يحدث التناغم.
شخص آخر من منشأة ناصر قال لي: يُعجبني في أداءه الاهتمام بالمشكلة حتى لو ظنها البعض صغيرة، وذات مرة عُرضت عليه مشكلة تخص مواطن واحد فوجدت منه اهتمامًا منقطع النظير، وحينما ألمح البعض إلى أنه يمكن ترك المشكلة باعتبارها مشكلة فردية فكان رده طالما أن هذا حقه القانوني فمن حقه علينا أن نؤدي الخدمة وطالما أن فيها حق قانوني فهي ليست مشكلة فردية لأن هذا المواطن الواحد الملتزم بالقانون هو الكثير الذي نريده وهذا حقه علينا.
الاستجابة في عهد عبدالعزيز عامر رئيس حي منشأة ناصر أصبحت تأخذ منحني مختلف، فالسرعة وأداء الخدمة على أكمل وجه هما الأمر الحاسم، فلا يمكن أن يكون هناك مشكلة ولا تتلقى ردًا، فالطوارئ مفعلة ٢٤ ساعة من أجل المواطن.
أيضًا وجدت إشادات كثيرة بالحملات المفاجئة التي يشنها عبدالعزيز عامر لإزالة الإشغالات على الطرق الحيوية والهامة مثل طريق الأوتوستراد وشرق السكة الحديد وشارع الجامع وشارع نبيل الوقاد ومزلقان المنشية، وهذه الجهود جعلتني اسمع بأذني وبدون مبادرة بالسؤال جملة "ربنا يباركله رئيس الحي ده، شايف شغله".
بعد سماعي هذا الدعاء من مواطن لرئيس الحي جعلني أوقن أن هذا هو المسئول الذي نريده فعلًا، فدعوة المواطن للمسئول لا تخرج إلا برضا كامل ونفس طيبة، فوقت خروج هذه الدعوة لم يكن رئيس الحي موجودًا، لكنها كانت تعبيرًا صادقًا من مواطن وجد ما يريد من رئيس حيه بالأفعال لا الأقوال فاستحق فعلًا هذه الدعوة الصالحة خاصة أن ثقافتنا الشعبية رُسخ فيها أن الدعوة للمسئول قد تعد نفاقًا، لكن عبدالعزيز عامر كما غيّر فكرتي عن المحليات أيضًا جعلني أحسن الظن في المواطن الذي يدعو للمسئول خاصة لو كان هذا المسئول عبدالعزيز عامر.
بحثت كثيرًا خلف خلطة النجاح التي يقدمها عبدالعزيز عامر فوجدته يضع نصب عينيه الحديث النبوي "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، لذلك لم استغرب موقفه حينما وجدته يتابع على ضوء الهاتف المحمول وضع أعمدة الإنارة بجانبيّ مطلع ومنزل كوبري الملك خالد، والأمر ذاته حينما وجدته يتابع طلبات المواطنين في المركز التكنولوجي بنفسه.
أيضًا كان لحي منشأة ناصر استعدادات مختلفة هذا العام للشتاء، إذ أن الفكر الذي يقدمه عبدالعزيز عامر يقول إن الاستعداد للمشكلة يمنع وقوعها من الأساس.
النجاح الذي يحققه عبدالعزيز عامر والمستمر والدائم يأتي من شخص لديه علم وخبرة وتدريب ويعرف رسالته التي يفترض أن يؤديها لذلك لا يجعل هناك وسيطًا بينه وبين المواطن أبدًا، بل يعقد اجتماعًا أسبوعيًا ليستمع إلى المواطنين إعلاءً لمبدأ الشفافية.
نموذج مثل عبدالعزيز عامر يجعلني مطمئنًا على هذا الوطن فمصر محروسة فعلًا بالمسئول الصالح وعبدالعزيز عامر هو هذا المسئول المنشود في كل قطاع، لذلك من حقنا أن نقول بأعلى صوت "ياليت كل المسئولين عبدالعزيز عامر".
أمام كل هذا ومن منطلق أن ما قلناه هو شهادة حق، فهذا الحق أيضًا يقتدي أن نشكر أصحاب الفضل الذين قدموا لنا عبدالعزيز عامر كنموذج جعلنا نؤمن أن في هذا الوطن رجل مخلصين، وبداية الشكر من قمة هرم المحليات الدكتورة منال عوض ميخائيل، وزيرة التنمية المحلية، التي أثبتت أنها صاحبة بصمة نجاح أينما تواجدت بدليل أن كل أهل دمياط يدعون لها حتى الآن، رغم أنها رحلت عن منصب المحافظ، لكن الناس تعرف ماذا قدمت.
الدكتورة منال عوض تستحق شكرًا وثناءً معًا، لأنها أثبتت أن عينها لا تخطئ، بدليل دعمها لكل النماذج الناجحة وتأكيدها بكل قراراتها أنها لن تقبل إلا بتقديم ما يستحقه المواطن المصري في أجمل صورة.
التحية أيضًا واجبة للدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، الرجل الذي أثبت أن اختياره محافظًا للقاهرة هو اختيار صادف أهله فعلًا، إذ يُدرك تمامًا أنه محافظ أهم عاصمة في الشرق الأوسط، وهو يقدم بالفعل أداءً يليق بهذه المكانة، إذ يشهد المواطن القاهراوي لمسة إبداعية طغت على أداء المحليات بمحافظة القاهرة في عهده.
هنا أيضًا يجب أن نسجل شهادة في حق الدكتور إبراهيم صابر، أنه رجل لا يترك شاردة ولا واردة، فرأيته في جولاته يسأل على كل صغيرة وكبيرة، ويُدون ويتابع، ولا يترك أمرًا في القاهرة إلا بعدما يتأكد أنه يليق بالعاصمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ.
حتمية الإنصاف هنا تأخذنا إلى اللواء إبراهيم عبدالهادي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية الذي أثبتت التجارب أنه رجل يعرف كيف يختار رجاله، ومنحه الله فن الفراسة الإدارية إذ يستطيع أن يختار الرجل المناسب في المكان المناسب.
هذه الموهبة الربانية امتزجت بعلم وخبرة، جعلوه قادرًا على تقديم سيمفونية نجاح في المحليات جعلت هناك حالة رضا في أحياء المنطقة الغربية، التي شهدت طفرة وحراكًا في عهده.