مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

مؤتمرات السكان في عهد السيسي ذات طابع مختلف

2023-09-13 14:23:51 - 
مؤتمرات السكان في عهد السيسي ذات طابع مختلف
مؤتمر السكان والتنمية

ليست مجرد دعاية لوسائل تنظيم الأسرة ولكن ترويج للعاصمة الإدارية في إطار الشراكة الاقتصادية التنموية

مع الشرق الأوسط وأفريقيا


ربط الثروات البشرية بالموارد الطبيعية في إطار دراسة سوق العمل وفرص الاستثمار الواعدة

إيمان بدر تكتب
اعتدنا أن مؤتمرات الصحة والسكان في العهود السابقة لا تخرج عن فكرة الترويج لبعض وسائل تنظيم الأسرة ومنع الحمل، وهي أمور ثبت بالدليل القاطع علي أرض الواقع ولعهود طويلة عدم جدواها أو بطء إتيان ثمارها في أحسن الأحوال، كما اعتدنا أن تكون مثل هذه الفاعليات بقيادة السيدة الأولي قرينة الرئيس ( جيهان السادات أو سوزان مبارك) وتستعرض خلالها وزيرة الشئون الاجتماعية ما تم توفيره لكذا ألف أسرة من نوعية كذا مليون لولب أو شريط اقراص منع الحمل، والنتيجة ملايين الأطفال للأسر الأكثر فقرا وملايين المشردين وضحايا الطلاق والشتات.
أما الآن ولأننا في دولة جديدة أو بالأدق حديثة بكل المقاييس يأتي مؤتمر السكان والصحة والتنمية برعاية المؤتمر العالمي للسكان وبقيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي شخصياً، وفي العاصمة الإدارية الجديدة ليعد بمثابة دعاية عالمية للمدن المصرية الذكية ذات القدرات الاقتصادية الجبارة والفرص الاستثمارية الواعدة.
وفي كلمته أمام المؤتمر لم يكتفي السيسي بالحديث عن خطورة الزيادة السكانية وتأثيرها علي ابتلاع عوايد التنمية والمشروعات العملاقة في مصر فقط، ولكن ربط تلك القضية بمشكلة اللاجئين لافتاً إلي وجود ما يقرب من ٩ ملايين أسماهم ضيوف لمصر، حيث يرفض كعادته إطلاق لفظ اللاجئين علي الأشقاء العرب والأفارقة المقيمين في مصر بعد تعرض بلادهم لظروف ليست ببعيدة عن الأزمات الاقتصادية والصراعات الطائفية والمذهبية المرتبطة بالزيادة السكانية وما تفرزه من تطرف وفساد وجهل وفقر ومرض.
ولأن الصحة والسكان وجهان لعملة واحدة من المعروف أن الدولة المصرية كان لها تجربة ناجحة في القضاء علي الأوبئة الفتاكة ومواجهتها وأبرزها فيروس سي الكبدي وفيروس كورونا بمتحوراته، وكذلك القضاء علي قوائم الانتظار ومشاكل الأطفال ضعاف السمع وأيضا أمراض سوء التغذية والسمنة والنحافة والتقزم عند الأطفال والأمراض غير السارية ضمن مبادرات رئاسة الجمهورية.
وفي إطار ربط الحالة السكانية وخريطة توزيع السكان بالتنمية ومشروعات الدولة لا تنفصل قضية سكن العشوائيات ونقل السكان إلي مساكن آمنة عن ملفات التنمية البشرية والصحية والاجتماعية وتحسين جودة حياة الناس، وهو هدف يواجهه تحدي صعب وعقبة أكثر صعوبة هو الانفجار السكاني، علما بأن سكان العشوائيات والطبقات الفقيرة هم الأكثر انجابا والاكثر رفضا لفكرة تنظيم الأسرة وتحديد النسل.
ومن المعروف أن الرئيس السيسي مثلما كان أول حاكم مصري يقتحم ملفات شائكة ومعقدة مثل العشوائيات وفيروس سي وتقنين الدعم وغيرها، كان أيضا أول رئيس يفتح ملف ربط التعليم بسوق العمل المحلي والعالمي ومن ثم يتجه العالم ومعه مصر إلي ربط الثروات البشرية والموارد الطبيعية بسوق العمل واحتياجات السوق العالمي، وفي هذا السياق لا صوت يعلو حالياً فوق صوت الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات من ناحية ومصادر الطاقة خاصةً النظيفة من ناحية أخرى، وتتجلي هذه الفكرة في قارة أفريقيا السمراء وهي القارة شديدة الثراء من حيث الموارد الطبيعية المدفونة تحت أرضها البكر وشديدة الفقر والبؤس والمرض من حيث الحالة التي يعيشها أهلها بالفعل، ومن ثم يعد هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يربط الساعة السكانية بالخريطة التنموية والاقتصادية والخدمية ليس علي مستوي مصر فقط ولكن فيما يتعلق بالمنطقة العربية والقارة الافريقية بشكل عام.

مساحة إعلانية