مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

صحتنا

ماريا ميشيل تكتب: استراحة (الدوافع السيكولوجية للتحرش الجنسى)

2025-05-15 04:05 AM - 
ماريا ميشيل تكتب: استراحة (الدوافع السيكولوجية للتحرش الجنسى)
ماريا ميشيل
منبر

في لحظة من الزمان تجده يتجرد من ثوب الانسانية .. يتحول الي هيئة وحشية .. يقوم بأفعال جنونية .. فحينا تراه يتشدق بالفاظ غير اخلاقية .. فترشق كنصل الرمح الي الاعماق الداخلية .. وحينا يلقي بنظرات خفية مستخدما اشارات غبية .. تدمر الشعور والحالة المعنوية .. ويصل به الامر الي ما هو خارج حدود العقلانية .. ويتخلص من كل رباط يربطه باي صفة آدمية .. لينقض علي فريسته الضحية .. يمزق جسدها بمخالب وحش لا بيد بشرية .. ولا يعبأ بصراخاتها القوية .. بل ويستهين بنظراتها ونبضات قلبها التي تحمل رسائل استغاثية ..  وتجده يسخر من  كل ذلك ويتمادي بكل عنف وعدوانية .. ويتعجب الجميع من ذاك الذي يسلك بهذه الكيفية ؟؟ .. التي تحط به دونا عن المرتبة الحيوانية .. فدائما ما تحاضره رموز التعجب والعلامات الاستفهامية .. حائرة في فهم هذه الشخصية .. فلا عجب انه الكائن اللاانساني المدعو بالمتحرش
 ويعرف التحرش بأنه «أي قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذي من ذلك ولا يرغب فيه ويتسع  المفهوم ليبدأ من الانتهاكات اللفظية ...و صولا الي المضايقات الفعلية ...و قد يكون الضحية رجل أو امرأة أو طفل...و يغلب ان يصدر من الذكر تجاه الانثى
 و وضع الاخصائيون النفسيون ثلاثة درجات للتحرش وهى:
التحرش اللفظى: يتضمن المعاكسات والتعليقات التي تحمل مضمون جنسي  علي المظهر الخارجى
التحرش غير اللفظى: يتضمن المضايقة المكانية كالتحديق الصفير حركات اليد...الخ
التحرش الجنسي الجسدى: يتضمن  اللمس والاحتكاك غير المرغوب لاماكن الجسد المختلفة
و هو من اخطر درجات التحرش لما يسببه من اضرار جسيمة
اما عن اهم الدوافع النفسية لظاهرة التحرش الجنسى:
احيانا ما يكون قد تعرض المتحرش للتحرش في طفولته... فالمتحرش بهم في الصغر يكبرون ليكونوا متحرشين في الكبر
الميديا بكل وسائلها... وما تعرضه وسائل الاعلام من برامج ومشاهد بها تجاوزت اخلاقيه .. وما تمتلئ  مواقع الانترنت من افلام ومواد اباحية بجانب  الاقبال علي مواقع التواصل الاجتماعي  وما قد تحويه من سلبيات ودردشة غير اخلاقية ... وذلك
يحسر ذهن الشباب في العزائز ويترجمونه في صورة سلوكيات سلبية
ضعف الوازع الديني والاخلاقى، وغياب القيم والقدوة الحسنة  وانتشار البطالة
و قد ينتج عن ضعف الظروف الاقتصادية.... بسبب ضيق المساحة المعيشية فيقوم الزوجين ببعض الممارسات الخاصة امام الابناء... فينشأ جيلاً غير سوياً.
وربما يرجع لبعض الاضطرابات النفسية مثل السيكوباتية التي تدفع الانسان للقيام بالجريمة ليشبع غرائزة بغض النظر عن اي اعتبار.. أو لاضطراب السادية الذي يجعله يتلذذ باذلال وقهر الاخر  أو لبعض المشاكل في الادراك والقدرات العقلية..
او يرجع للتربية المشوهه التي  تجعله ان ينظر للمرأه انها مخلوق لاشباع غرائزة
. فعلي جميع قوي المجتمع ان تتكاتف معا  وتسلط الاضواء علي هذه البقعة السوداء التي في جبين  المجتمع ..و ذلك  لكبح ظاهرة التحرش الجنسي التي تفشت بشكل كارثي وذلك ليس لكبحها فحسب بل استئصالها من الجذور
mareya2000@hotmail.com

مساحة إعلانية