مساحة إعلانية
يأوي في كهوف العقل بعيدا عن الاضواء،، وان كانت لا تراه العين إلا انه لا يمكنه الاختفاء،، انما يتجلي بوضوح في حسن الاداء،، يتألق بالمهام التي تتطلب انتباه واستدعاء،، يولد بقدر منه كل الاحياء،، يتبلور ويتشكل بالنمو والارتقاء،، بقدر كبير لدي النجباء،، وبنصيب محدود عند البلداء،، تتعدد انواعه كتعدد اصناف الغذاء،، البعض اخطأ الظن وحصره في سجن الدراسة ما بين رياضة واحياء،، ولكن هيهات ان يحصر هذا الوصف انواع الذكاء،، انه المهارة التي حيرت العلماء،، وحول كيفية اكتسابه تعددت الاراء،، فريق رأي انه قدرات فطرية ميراث عن الاباء،، واختلف عنهم الفريق الاخر ورأي انه نتاج الخبرات والعديد من الاشياء،، الي ان هدأت عواصف البحث واستقرت الي ميناء،، وتقاسما خلاصة العلم وتبينوا ان الوراثة والبيئة معا هما اللذان يشكلا قالب الوعاء،، الذي للذكاء وكافة مهاراته بلا استثناء
الذكاء هو إحدي الملكات التي تميز الأشخاص عن بعضهم كما أن نسبته تتفاوت من شخص لاخر ويخطئ الكثيرين اذ يظنوا ان الذكاء يتمحور في الذكاء الاكاديمي فقط ولكن هناك أبعاد عديدة له كالذكاء الاجتماعى، اللغوي ،الحركى، الوجداني ...الخ والشخص مرتفع الذكاء ليس بالمتفوق في كل هذه الابعاد... بل يتفوق في بعض الابعاد واخري تكون قدراته فيها عادية
انقسم العلماء فريقين احدهم يري ان الذي يحدد اكتساب محددين احدهما الذكاء الوراثي بحسب ما يولد به الانسان والاخر يري ان الذكاء مكتسب بمقدار ما يتعلمه الفرد من خبرات
حسمت الدراسات هذا الجدال الذي طال لزمان بان محددات الذكاء ليست قائمة علي احد هذين العاملين فقط دون الاخر بل هو محصلة للشقين الوراثي والبيئي معا
المحدد الاول الوراثي الذي يرثه الطفل عن والديه... الذي يعد بمثابه حجم الوعاء الذي لا يستطيع الطفل تجاوزه
و المحدد الاخر العوامل المكتسبة اي البيئية والاجتماعية... فكلما توفر لدي الطفل مناخ مشجع من الاسرة ، المدرسة، كافه الجهات التربوية التي تتعامل مع الطفل وتزيد من خبراته المكتسبة يساعده علي تنمية مهاراته كلما اسهم ذلك في زياده الذكاء
فقد يولد طفل بوعاء وراثي محدود للذكاء... ولكن العوامل البيئية مع حوله محفزه ...فتساعد علي امتلاء وعاء ذكاءه... فيعوض محدودية الذكاء الوراثى... فيبدو اكثر ذكاءا مما يمتلك
... ويولد طفل بوعاء ذكاء وراثي متسع... ولكن المنبهات والمشجعات البيئية محدودة ....فلا تسهم في تنمية استعداده فيبدو ذكائه محدود بالرغم من استعداده الكبير لاكتساب المهارات
فدور المحددان لا يقل اهمية عن بعضهم في اكتساب الذكاء ...و ان كنا لا نتحكم في المكون الوراثي لكننا لدينا قدرة اكبر في التحكم في المحدد البيئى
ولم تعد تنمية الذكاء بالشيء الصعب فذلك يتم عن طريق القراءة ومختلف وسائل الثقافة، الهوايات ،البرامج التدربية وغيرها العديد
لذلك لا يستغني اي الجانب عن الأخر لا الشق الموروث عن المكون المكتسب
فالقسم الموروث يضع حدا لقالب الذكاء المكتسب وهو يختلف من شخص لاخر... والجانب البيئي دوره ان يملئ هذا القالب بالمهارات بحسب حد استيعابه اما ان يتركه فارغا ان لم تكن هناك محفزات كافية
mareya2000@hotmail.com