مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود النعيمي يكتب: تعريف بأول سيدة عمدة في صعيد مصر العامر

2025-06-20 11:39:45 - 
محمود النعيمي يكتب: تعريف بأول سيدة عمدة في صعيد مصر العامر
محمود النعيمي

إن الإنسان عندما يكتب لمن يحترمه ويجله ويبجله فإن مشاعره تدخل في بستان من العبارات العظيمة الجليلة لكي ينتقي منها أشرف الكلمات ولقد دخلت بساتين الشعر وحدائق الكلمات فلم أجد ما أصف وأعبر به عن عظيم فخري واعتزازي بسيدةٍ مناقبها وشمائلها أخرست لساني وجمدت بناني عن الإتيان بحرف واحد يكافئ جلالَ حضرة فخامة معاليها ألا وهي السيدة الشريفة الجليلة سليلة مولاتنا فاطمة النبوية والأنوار المحمدية والشمائل الأحمدية حفيدة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله السيدة الشريفة / سناء أحمد حسن مزارع آل صفر دام ظلها الوارف وطيب الله أنفاسها الطاهرة بنت الأكابر والسادات والقمم والتاريخ المجيد
شخصية مقالنا هذه هي سيدة أعمال ورثت الغنى والثراءَ كابراً عن كابر عبر قرونٍ من الزمان فهي ليست جديدة غنى أو محدثة نعمة وإنما الغنى والثراء والحكم والنفوذ والعلم والمال والسلطان طبائِعٌ تجذرت في تلك العائلة العريقة حتى صارت سجية فيهم وكما قال الشاعر حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه

سجيةٌ تلكَ فيهم غير مُحدَثةٍ
إن الخلائِقَ فاعلم شَرُّها البِدَعُ

لذلك كان حري لها ولاق عليها عن جدارة واستحقاق أن تكون أول امرأة في صعيد مصر العامر تتقلد منصب ( العمدة ) ذلك المنصب الذي يدفعها ويحثها إليه عِليَةُ القوم وسادة المجتمع قبل الجماهير الغفيرة العريضة من محبيها ومؤيديها والواثقين في حكمتها وحنكتها ورجاحة عقلها مع شرف نبلها ونفيس معدنها والسيل الجارف من سخاء يديها الجوادتين
هي مأوى الشاردين وكهف المظلومين وَمَطعَمُ الفقراء والمساكين وخزانة المنكوبين والمحتاجين وأم اليتامى والأرامل والبائسين تقري الضيف وتطعم السائل وجميع العاملين بمشروع حياة كريمة الذين ينتشرون تحت لهيب آشعة الشمس الحارقة في جميع طرقات وشوارع القرية لتركيب الفايبر نت والصرف الصحي والغاز الطبيعي ومع ذلك هي امرأة حديدية سيدة حكم وقول وفصل ، صارمة في الحق لا تخاف فيه لومة لائم فإذا قالت نعم لا تقول لا وإذا قالت لا لا تقول نعم حنونة مع حزم قوية مع رحمة أم المساكين عطاؤها ليس له حدود أو منتهى فهي من النساء التي قال عنهن الشاعر

فلو كان النساءُ كمثلِهِنَّ
لفُضِّلت النساءُ على الرجالِ

فما التأنيثُ لاسمِ الشمسِ عَيبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ

تقف بمفردها كالصرحِ الشامخ والجبل الأشم الشاهق في وجه تجار الدم وسماسرة الأعراض وتثب كالأسد الغِضَنفَرِ الهَصُور القَسوَرَة على الضباع الكاسرة والذئاب الغادرة والثعالب الماكرة فتدخلهم جحورهم خزايا مهزومين وتستنقذ من براثنهم المظلومين والمهضومين لترفع بفضل الله عليها معنوياتهم إلى أعلى عليين وتنظر إلى هؤلاء الظلمة السفلة الفجرة ولسان حالها يقول لهم

ولم أرَ ذئبَ يأكلُ لحمَ ذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاً عياناَ

وكما هي سنة الله في الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من المؤمنين إلى يوم البعث والدين أن يُقالَ فيهم ما ليس فيهم ويرميهم المنافقون والأفاكون بالكذب والفجور وعظائم الأمور فقد نالت سيدتنا الفاضلة الكريمة نصيبها من هذا فإذا جَادَت وتكرمت وسقت وأطعمت قالوا ليس هذا من عندها وإذا تبرعت وخدمت وأنشأت قالوا إن ذلك من عند غيرها وإذا سددت وأحسنت ومنعت مصائباً كانت ستحل على قريتها كلها قالوا نحن من فعلنا كل ذلك وينسبون الخير لأنفسهم وهؤلاء الذين وصفهم الله في كتابه الكريم بقوله تعالى (( يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا )) والعجيب أنها امرأةٌ بمفردها ويعادونها زمرة ممن يسمون أنفسهم بالرجال والرجولة منهم براء هؤلاء الذكور جوعى الأصل والتاريخ الخاوون من الأمجاد والذكر الحسن والتواريخ العظيمة
إن معين الحديث عن هذه السيدة الفاضلة لا ينضب ولو أنفقت عمري معدداً مناقبها وشمائلها وخصالها الشريفة لما بلغت عُشرَ معشار قدرها الجليل فوجب علينا أن نُبرِزَ فخورين للمجتمعات كلها مثل هذا الإنموذج المشرف والمثل الأعلى لسيدات مصر الفُضليات الماجدات ونفخر به على الأكوان في جميع العصور والأزمان وأخيراً وليس آخراً أقول لها سأتشرف وأمتدح نفسي أولاً بمدحكم بقصيدةٍ عصماء يعجز عن نظمها أبلغ الشعراء

واللهِ لن أنثني مَدحاً بِمَفخرَةٍ
حَتى أخُطَّ لها في الشعرِ دِيوانا

فلها منا كل الشكر والتقدير والإحترام لشخصها الجليل النبيل وأقول لها كذلك

عَلَت المكارمُ يا زَعِيمَةَ قَريَتي
وَجَعَلتِ مالَكِ لِلأَنامِ مُباحا

فإِذا المَكَارِمُ غُلِّقَت أبوَابُها
كانَت يَدَاكِ لِقِفلِهَا مِفتَاحا

مساحة إعلانية