مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

منوعات

مكفوفين من اسرة واحدة فى المنيا : استكملوا مشوار حياتهم ما بين التعليم في الكليات والمعاهد الأزهرية وتحفيظ القرآن الكريم

2023-06-17 18:57:54 - 
مكفوفين من اسرة واحدة فى المنيا :  استكملوا مشوار حياتهم ما بين التعليم في الكليات والمعاهد الأزهرية وتحفيظ القرآن الكريم
اسرة المنيا


المنيا جمال علم الدين
نماذج لقوة الإرادة والتحدى ورغم أنهم يعيشون بيننا، فقد وجدوا أنفسهم محاصرين داخل دائرة من العزلة، ليس بسبب ذنب اقترفوه أو جرم ارتكبوه، وإنما هو قدرهم، الذى أراد لهم أن يفقدوا قدرتهم على الإبصار لما تبقى من حياتهم، استطاعوا أن يتجاوزوا تلك الدائرة، ليستكملوا حياتهم وتحقيق أحلامهم، بل والوصول بعيداً إلى ما لم يستطع غيرهم من المبصرين بلوغه، حتى استحقوا لقب «فرسان التحدى»، نستعرض تجاربهم فى قهر الظلام، أملاً فى أن تلهم غيرهم فى تحقيق بعض مما وصلوا إليه، ونحاول تفسير أسباب إصابتهم بالعمى، سعياً إلى تجنب سقوط المزيد فى تلك الدائرة المظلمة.
"علي سيد طراف"، و"فضل سيد طراف"، "محمود علي سيد طراف"، و"شعبان عبد الهادي محمد"، جميعهم فقدوا البصر في نهاية المرحلة الابتدائية، بعد إصابتهم بانفصال في الشبكية، ونظرا لعدم تقدم الطب في تلك السنوات، لم يتم إنقاذهم، ليستكملوا مشوار حياتهم ما بين التعليم في الكليات، والمعاهد الأزهرية، وتحفيظ القرآن الكريم كاملا للعديد والعديد من الأجيال بمختلف الأعمار.
على مدار أكثر من 30 عاما تحدى 4 مكفوفين من أسرة واحدة، ويعملون بوزارة الأوقاف، فقدان البصر، وسخروا أنفسهم لتحفيظ القرآن الكريم لجميع أبناء قريتهم بني موسى، التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوب محافظة المنيا.
ويقول الشيخ علي سيد طراف: "فقدت البصر في المرحلة الابتدائية، ومنذ ذلك الحين بدأت في حفظ القرآن الكريم، وختمته في سنوات قليلة".
وأضاف: "قررت أن أحفّظ القرآن للأطفال والشباب، وأمضيت حتى الآن أكثر من 30 عاما في هذه المهمة الجليلة".
وأوضح: "نجلي محمود أصيب أيضا بانفصال في الشبكية في المرحلة الابتدائية وفقد بصره، وقررت أن يكمل دراسته حتى حصل على مؤهل عال من جامعة الأزهر، وعين مثلي إماما في الأوقاف، وبذات الوقت أتم حفظ القرآن الكريم، ويمضي معي الوقت في الكتاب لتحفيظ القرآن الكريم للعديد من الأجيال بمختلف الأعمار".
وأكمل: "شقيقي الشيخ فضل أصيب أيضا بانفصال في الشبكية في صغره، وفقد بصره، وأمضى سنوات عمره في حفظ القرآن الكريم، واستكمل تعليمه حتى حصل على مؤهل أزهري وعين إماما في وزارة الأوقاف.
وأشار إلي أن المرض نال أيضا من أحد أفراد العائلة، وهو الشيخ شعبان عبد الهادي، أحد أبناء عائلة طراف، والذي فقد بصره في المرحلة الابتدائية، وحدث انفصال في الشبكية له، مما تسبب في فقدانه البصر، إلا أنه تفرغ لحفظ القرآن الكريم كاملا، وحصل علي مؤهل عال، ومنه إلى استكمال الدراسات العليا حتى حصل علي درجتي الماجستير والدكتوراه عن الشيخ الشعراوي، من كلية الآداب جامعة المنيا، وبذات الوقت عين إماما بالأوقاف.
وطالب بإقامة كتاب في القرية لتشجيع الأطفال والشباب من جميع الأعمار على حفظ القرآن الكريم بمختلف القراءات، مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس جامعة المنيا، الدكتور مصطفى عبد النبي، بتعيين الدكتور شعبان في جامعة المنيا.

مساحة إعلانية