مساحة إعلانية
هل يعتبر الإنسان المعاصر أكثر سعادة من الإنسان القديم الذى كان يقطن فى الكهوف ويعيش حياته اليومية فى أحضان الطبيعة الأم؟ كثيرًا ما تمنيت أن أعيش المراحل الأولى للإنسان على الأرض، عندما كانت الطبيعة ما زالت نقية، لم تلوثها أنشطة الإنسان الحديث وشروره وحروبه التى لا تنتهي. وبنظرة متفحصة، وجدت أن العالم مقبل فعلًا إلى البدايات، حيث تحمل الحضارة المعاصرة عوامل فنائها ودمارها. ويومها، ستعود الأرض إلى سيرتها الأولى. أما كيف سيحدث هذا تبعًا لما أراه؟ فإنه يحتاج منا لمعرفة تطور الإنسان منذ العصر الحجرى وحتى الآن.
عاش الإنسان فى العصر الحجرى القديم أسلوب حياة يعتمد على الصيد وجمع الثمار والنباتات، وقادته غريزته للبحث الدائم عن الطعام حيث ركز فى البداية وقبل صناعته لأدوات الصيد على النباتات المتوفرة فى بيئته والتى تحتاج لقوة فى تقطيعها لذلك كان يتميز بفك كبير والذى صغر لاحقا ليلائم تقطيع اللحوم. اتجه بعد ذلك إلى استخدام الأدوات الحجرية للأغراض المختلفة. فقد اكتشف أن تسخين بعض أنواع الصخور فى جنوب أفريقيا يمكنه من تطويعها لصناعة أدوات حادة نافعة للصيد فى البحر واليابسة. أصبحت هذه الأدوات الحجرية البسيطة ضرورية للبقاء على قيد الحياة، إذ كانت تستخدم لتقطيع اللحوم والجلود، وكذلك لاقتلاع النباتات للغذاء. أيضا مثل تطوير وصقل الأدوات الحجرية تقدمًا كبيرًا فى تكنولوجيا وقدرات البشر الأوائل، مما مكّنهم من التكيف مع البيئات المختلفة وتحسين كفاءتهم فى الصيد وإعداد الطعام تمثل هذه الفترة، التى امتدت من حوالى 3 مليون سنة مضت إلى حوالى 12000 سنة مضت، حقبة مهمة فى تاريخ البشرية، مما يسلط الضوء على ارتباطهم العميق بالطبيعة واعتمادهم على الأرض من أجل العيش. كان أسلوب حياة الصيد وجمع الثمار يركز على: صيد الحيوانات البرية - جمع الفواكه والمكسرات والنباتات للغذاء- التحرك فى مجموعات صغيرة للبحث عن الموارد المتاحة.
توفر الاكتشافات الحديثة، مثل أقدم هياكل الصيد المعروفة التى تم العثور عليها قبالة سواحل بحر البلطيق فى ألمانيا، نظرة ثاقبة لسعة الحيلة والابتكار لدى البشر فى العصر الحجرى القديم فى استخدام المناطق المحيطة بهم للبقاء، تلك الغريزة التى ما تزال تحرك الإنسان وتصنع تطوره حتى الآن.