مساحة إعلانية
لازالت تكتب. وتعلم علم اليقين انه يقرأ جيدا ، وانه متابع نشط طوال الوقت ،وانه يلعن الاغتراب والمسافات البعيدة. ولكنهما تعاهدا ان تظل الأبجدية وطنهما الأم. عاقبها،احرق مكتبتها،كسر أقلامها ،ولازالت تكتب فوق كل شىء ،فوق الجدران ،فوق الستائر ،فوق الرياح،فوق الليل المخيف بدونه ،( سأظل أحبك حتى يعلن الشيطان اسلامه).
كل ليلة فى الثانية عشر بتوقيت القلب ،الواحدة صباحا بتوقيت اغترابه تكتب موجز لكل ما حدث معها ،وتتمنى ان يظل يقرأ حتى يواريها التراب .
_لك وحدك يا مقدر _ ...أسعد الله مساك
لن أسألك عن حالك ،برغم الليل الحالك الذى يلفنى ويعصرني بقسوته .
لن أسألك عن ما كان بيننا هل تتذكر؟ هل مازال بيننا ؟!الغابة موحشة ،وعواء الذئاب يهز الجدران من حولي ،أسمع فحيح الأفاعي فأعرف ان الليل زحف نحوى ،حيث يفتقر قعر البئر الى اى اضاءة من اى نوع،لا شمس ولا نجوم ،شبح الخوف يحوم فى المكان باستمرار فأتذكر قولك كونى مؤمنة بأن الله قادر على كل شىء فأغمض عيني واردد ( كهيعص) مدد بغير عدد ،اسمع الجدران تهمس لي ( ان كان الله معنا فمن علينا) بح صوتى من كثرة الصراخ ولا مغيث ،لا أعرف أي يوم هذا فقدت الايام اسماءها ،لم اعد اعرف كم مر على سجنى من الزمن ،لم اعد أيقن انى لازلت على قيد الحياة ،كل ما اعرفه جيدا ،انه من وقت لآخر يمر الجلاد على حافة البئر. ينظر الى اسفل ،يبصق فى وجهى رغم بعد المسافة ،ويلقى علي جريدة لا شىء فيها سوى منشور جديد ،اعلم انه يحتقرني ويسب ويلعن ويتمتم بألفاظ لا استطيع ذكرها ،وبرغم كل هذا انا مدينة له بحياتى ،فهو لا يدرك ما تفعله المنشورات بي، ،ليس هناك طرق لتفادى الموت ،وقد يصبح الموت الطريق الوحيد للحياة ،النهاية محتومة من البداية ،ولكنى لم اتصورها بهذا القبح، وكأنك لم تكن أبداا وكأني ما أتيت .
إمضاء.....
زينب.