مساحة إعلانية
مقدمة
الأدب بشكل عام، الرواية، القصة، القصة القصيرة، الاقصوصة بل حتى الشعر والمقالة...أجناس مختلفة من الأدب حلم الكثير من الناس الذين يبحثون عن الشهرة، والذين لديهم الموهبة والشغف لما لها من وقع في النفوس وآثار ربما تمتد لمئات السنين، حتى حين يكون كاتبها أو مؤلفها ليس على قيد الحياة، ربما في الغالب تتربع الرواية على عرش الأدب، يليها الشعر وهذا في الغالب والأمور نسبية والمدارس مختلفة.
يتوهم البعض منا بأنه قد يكون مشروع أديب وروائي عظيم، وحتى يصل في غروره إلى خوفه أن تتم سرقة أعماله أو ما إلى هنالك.
الكاتب الجيد في رأيي يجب أن يكون بأقل نسبة من الموهبة، مصقولة بمدماك وحصيلة كبيرة في القراءة في عموم الاختصاصات والمجالات، عاش وقائع العمل أو حتى تقمصه لأبعد حد، وفي رأيي يجب أن يكون الكاتب أو ممن يجد في نفسه تلك البذرة والتي تظهر له بين الحين والآخر على شكل أفكار وحوارات يجريها بعقله وتراوده على الدوام وتلح عليه بضرورة البوح بها، مضاف لها الاطلاع على المدارس الأدبية المختلفة على مدى العصور وكيف تطورت، وإلى اسس النقد ومدارسه، وأن يؤمن أن أصالة النص هي معيار تفرده بالدرجة الأولى، وبالتأكيد لا اقصد الأصالة في عمومها، فقد يكون هناك نصًا أصيلاً لكنه لا يرتقي إلى أن يصل إلى رف مكتبة متواضعة، أو حتى لقارئ في محطة للقطار.
الكُتاب المبتدئين يتعجل الكتابة ويتعجل النشر ومع مرور الوقت يدرك أن عليه التريث.
ـ لا يهتم للفكرة هل هي مستهلكة، هل هناك طريقة لمعالجتها بطريقة أخرى، هل تحتمل معالجات كثيرة
ـ يُكثر من الشخصيات ما يجعل القارئ يتشتت
ـ يستهين في الحوار وإن استخدمه فيكون ليس للسبب الحقيقي الذي وجد لأجله، وهو تطور للأحداث وكسر حالة الملل والرتابة لدى القارئ
ـ يُسهب في الوصف ولا يعلم أن الغاية من الوصف هو إطفاء لمسة جمالية وأيضاً لكي يضع القارئ في جو العمل
( عين القارئ)
ـ في السرد يختلط على القارئ نوع الراوي بقصد او بدونه
ـ يحشو النص لكي يزيد عدد الكلمات، ولا يعلم أن كمال النص يأتي بحذف كل ما لا يفيد من تطور للأحداث...
بناءً على ما تم ذكره
دراسة نقدية لرواية (أشباح لا تموت) للكاتبة إيمان العطيفي: مصر
ـ الفكرة رغم أنها مستهلكة بطريقة أو بأخرى إلا أنها اجادت تناولها وترك بصمتها الخاصة
ـ أغنت السرد وابتعدت عن النمطية والإنشائية والتكرار
ـ لديها أخطاء في الحوار، تُسمّي الشخصية في الحوار قال أحمد قالت ليلى...
كان يفترض بها الإشارة إلى المتكلم في بداية الحوار فقط، القارئ ذكي يفهم هذا الحوار يدور بين مَن، يكفي وضع الشارطة
ـ لا يخلو العمل من الحشو، بمعنى هل إن قمنا بحذف جملة يتغير العمل كليًا! فالنص المُحكم يختل بحذف أي جملة أو حتى كلمة!
ـ لجأت الكاتبة لأسلوب تسمية الفصول ببعض الشخصيات أو مواقف... في رأيي لو انه تم تسمية الفصول ب الفصل الأول: وهكذا لكان افضل، والسبب الانطباع الذي يأخذه القارئ بأنها قصص فرعية مجتمعة في عمل واحد ولا ضير في ذلك فهناك مدارس تعمل بتلك الطريقة
ـ لغة الكاتبة قوية جداً وتنم عن محصلة لغوية ممتازة
ـ استخدمت الراوي العليم وهذا صحيح فالعمل يتم بتلك الطريقة للإحاطة بجوانب كثيرة، لكن لجأت في مواضع للحديث بصفة الراوي الأنا، هل هو مقصود أم سهواً؟
ـ زمن العمل هو وقتنا الراهن فيسبوك قناة تلفزيون... في رأيي لو أن زمن العمل كان في فترة مبهمة لكان أجمل خاصة أنه عن العالم السفلي وما إلى هنالك
ـ رغم أن ليلى هي بطلة العمل إلا أن الأفكار المطروحة تتعدى ذلك وربما يجعلها شخصية عادية إذا ما قورنت بأنها حالة، بمعنى أن تبقى الشخصية المؤثرة راسخة في الذهن واستحالة نسيانها، نونيز في بلد العميان...هذا شرط
خاتمة:
كل التوفيق للكاتبة إيمان العطيفي
* العمل بشكل عام ما بين الممتاز والجيد جدًّا
* الكاتبة متمكنة من أدواتها بشكل كبير
* هناك جهد مبذول في طريقة السرد وتسلسل الأحداث بسلاسة
* إن كان هذا هو العمل الأول على سبيل المثال فأنا أجزم أن العمل الثاني سيرتقي لجائزة أدبية
* ثقافة الكاتبة لعبت دوراً كبيراً في العمل فاستطاعت بجدارة توظيف خبرتها من خلال تناولها للعديد من القضايا أو الحالات الاجتماعية الراهنة بأفضل وصف ممكن
* وفِقت باختيار كل من اسم العمل والغلاف
النسبة من عشرة هي: ( ثمانية)
*وقد أكون مخطئ فكل ينظر من زاوية، فلا يجتمع رأي ناقد لاذع مع كاتبٍ في بداية مشواره لكن الحقيقة أن إيمان العطيفي مشروع كاتب ناجح ولها مستقبل في عالم الادب.
