مساحة إعلانية
منبر التحرير _القسم الثقافى
طالما تساءل كاتبنا: ما الذي أصاب ادباءنا، حتى قاطعوا الأدب: الضاحك، أو: الباسم، أو: الساخر، وخف نتاجه؟!، أهو: جفاف في القريحة، و"نشاف" في العبقرية، وعدم خفة في الروح؟، أم: هي الحالة المضطربة، التي يعيشها العالم من أقصاه إلى أقصاه؟، أم: هو استهتار بهذا النوع الهام من الأدب الذي يروح عن النفس، ويزيل عن القلب ما علق فيه من هموم يغص بها هذا العالم الفسيح؟، أم: هو الزهد في الحياة؛ "فمن يحب الضحك فهو بالفعل يحب الحياة"، كما قال بيرجسون؟، أم لأن الأدب الساخر يضحكنا أحياناً، لكنه ما يلبث أن يحزننا، فالسخرية الحزينة هي أشدها مرارة؛ لأنها تعبر عن الواقع المرير بالضحكة وأحياناً بالضحكة المرة الناتجة عن المعاناة والإحباط؟ وانطلق عادل عطية من أسئلته، بهذه الأمنية: كم أتحرّق تطلعاً إلى ذلك اليوم الذي أجد فيه: صحيفة تضحك، ومجلة تضحك، وكتاب يضحك؛ لنستمتع بأوقات إنسانية رائعة! وها هو كاتبنا، يُحقق أمنيته، بكتابه "أفكار شائكة"، والذي يضم بين ثناياه مجموعة كبيرة من المقالات الساخرة، يعيد بها إلى الأذهان جمال هذا النوع الأدبي.