مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفى رجب يكتب :أنا والكيميا !!

2024-03-26 05:51:16 - 
الشاعر الدكتور مصطفى رجب يكتب :أنا والكيميا !!
الشاعر الدكتور مصطفي رجب

أتمتع – ولله الحمد والمنة – بتاريخ غير مشرف على الإطلاق في مادة الرياضيات ، فقد أتممت حفظ نصف جدول الضرب بصعوبة بالغة بعد سنّ الأربعين .!
وعندما وصلت للثانوية العامة ، سارعت إلى تخصص ( أدبي ) تأدبا مع النفس وحرصا على أعصاب أساتذتي الكرام ، 
واستغرقتني الجغرافية والتاريخ والفلسفة والاجتماع ونسيت الرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء والأموات ،
ولكن الذكرى الخالدة في نافوخي كانت ذكرى أبلة / هدى دانيال الأسيوطية التي كانت تسافر يوميا 120كم ذهابا وعودة من أسيوط إلى قريتنا لكي تدرس لنا الكيمياء في المرحلة الإعدادية ، وهي ذكرى ما تزال محفورة في نفسي حتى بعد بلوغي من العمر أرذله .لأنني اضطررت اضطراراً لأن أحب الكيمياء- تقديرا للون عيون معلمتي الجذاب وابتسامتها الساحرة – حبا جما أوصلني إلى أن أحقق فيها رقما قياسيا فقد حصلت سنتئذ على 11من عشرين درجة ، أي أنني نجحت فيها بدون رأفة !!!! وهذا إنجاز تاريخي بالنسبة لعدو تاريخي مثلي للعلوم والرياضيات التي أرهقتني من أمري عسرا .
ولكنني هذا الأسبوع علمت بما كاد يعيدني للمدرسة لأدرس الكيمياء من جديد فقد بلغني ما يلي :
يقول فقهاء الكيميا : 
" ... إن معدل الأس الهيدروجيني [ والعياذ بالله لو كان حاجة وحشة !!! ] للمشروبات الغازية مثل الكوكاكولا والبيبسي هو 3,4 أي أنه حمضي جدا. ودرجة الحموضة هذه قوية بمقدار يمكنه أن يذيب الأسنان والعظام!
وجسم الإنسان يتوقف عن إعادة بناء العظام عند سن الثلاثين. بعد هذا العمر وبحسب مقدار الحموضة التي نتجرعها في الطعام والشراب فإن العظام تذوب وتخرج بقاياها عن طريق البول بدون أن يعوض الجسد ما ذاب منها. 
وكل مركبات الكالسيوم المذابة تتراكم في الشرايين والأوردة والبشرة وخلايا وأعضاء الجسد بمعنى أنها تؤثر في وظائف الكِلية وتؤدي لتكوين حصوات فيها.
والمشروبات الغازية لا تقدم أي فائدة غذائية (من ناحية الفيتامينات والمعادن). إذ إن بها نسبة سكر ومواد حمضية عالية جدا والكثير من المواد الصناعية المضافة مثل المواد الحافظة والملونة.
وبعض الناس يتناولون مشروبات غازية باردة بعد كل وجبة ، فما تأثير ذلك؟
إن درجة الحرارة المناسبة لقيام أجسادنا بالوظائف الحيوية مثل الهضم هي 37 درجة مئوية. ودرجة حرارة المشروبات الغازية هي أقل بكثير من هذه الدرجة ، وأحيانا تكون قريبة من الصفر فتبرد الأعضاء الهضمية. وهذه البرودة الشديدة تخفف فاعلية الخمائر الهاضمة وترهق الجهاز الهضمي فتؤدي لعدم فاعلية هضم الطعام مما يؤدي لتخمر الطعام في المعدة. والطعام المتخمر في المعدة سوف ينتج الروائح الكريهة والغازات والتعفن وسموم الطعام. وهذه السموم سوف تمتصها الأمعاء وتنشرها مع الدم في جميع أجزاء الجسد. إن انتشار هذه السموم سوف يؤدي للسمنة المذمومة وأمراض أخرى .
وقالوا : قبل فترة أقيمت مسابقة في ”جامعة دلهي“ لمن يشرب أكبر كمية من الكولا. وقام الفائز في المسابقة بشرب ثماني زجاجات من الكوكاكولا ولكنه مات في مكانه ذاك ، بسبب تراكم كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في دمه مع نقص حاد في الأكسجين. منذ تلك الحادثة قام المدير بمنع جميع المشروبات الغازية في مقصف الجامعة.
وقد قام أحدهم بوضع ضرس مكسور في زجاجة بيبسي فذاب الضرس خلال عشرة أيام! بالرغم من أن الأسنان والعظام هي أعضاء الجسد الوحيدة التي تبقى بدون تحلل لسنوات عديدة بعد موت الإنسان. "
تخيل : ما الذي تفعله هذه المشروبات الغازية بأمعائنا الرقيقة وبالمعدة!!
ثم يأتي عمرو بن كلثوم في معلقته ليقول لي :
ونشرب –إن أردنا الشرب - بِبْسًا ..... ويشرب غيرنا " سِفِنًا " و " تِيما " ؟ !! 
وهذا الذي بلغني أرسله لي أحد أبناء آدم بالإيميل فرأيت أن أعرضه – كما هو – على القراء وأسألهم بالله إن قابل أحد منهم أبلة / هدى دانيال أن يسألها عن هذا الذي بلغني : أحقٌّ هو أم كذب ؟

مساحة إعلانية