مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

جــولة في الشــارع الأدبـي بمحـافظـة أســوان

2023-10-02 01:17:51 - 
جــولة في الشــارع الأدبـي بمحـافظـة أســوان
عفاف حسن
منبر

الـشـــارع الأدبــي  يعده ويقدمه / فضل محمد إبراهيم 
أثناء جولتي الممتعة بالشارع الأدبي أجدني متجولا بمحافظة أســوان، كان الموعد مع الأديبة الشاعرة عفاف حسن
فلنتعرف على مبدعتنا الراقية من خلال سيرتها الذاتية:
عفاف حسن طه، اسم الشهرة / عفاف حسن
المؤهل/ بكالوريوس علوم وتربية
معلم خبير علوم بالمرحلة الاعدادية
تكتب شعر العامية والقصة القصيرة 
 *صدر لها:
- ديوان "وريقات مطوية" عامية
- مجموعة قصصية:" صخب الصمت"
 الفائزة بمسابقة النشر الإقليمي للهيئة العامة لقصور الثقافة فرع أسوان.
* لهـا تحـت الطبــع:
-  أعمال أخرى في مجال الشعر والقصة والمسرح.
* مؤسس ومدير صالون أسوان الثقافي
* لها مشاركات في المؤتمرات والأمسيات الأدبية داخل وخارج المحافظة.
* مؤتمر أدباء مصر في دورته الــ ٢٥
* مؤتمر أصول بقصر ثقافة دراو 
* مؤتمر اليوم الواحد بقصر ثقافة أسوان 
* مهرجان المسرح الدولي بالأقصر واجتياز ورشة تدريبية لكتابة النص المسرحي.
* المؤتمر الثقافي بمركز دندرة الثقافي ثلاث سنوات.
وننشر موقع منبر التحرير نموذجا من قصصها 
(للبحـر لغـة أبلــغ)
                                                   عفاف حسن
جزء كبير من الشاطئ تبتلعه الأمواج، عندما هبت رياح هوجاء، ينتبه الجميع لصراخ شخص سحبه الموج إلى قلب البحر ، يستغيث ولا أحد يجرؤ على الاقتراب، ظل يصارع الأمواج وأنا أتدلى من الصخرة وألوح له ليمسك بي لعله ينجو، لكنها كانت عالية فما وصلتني يداه، أصنع من الريح مجدافا لأصل إليه واتَّخَذ َمن الأمواج جوادًا فيلتقط طرفي يتشبث به، طرفي الأخر مثبت بالرؤوس المدببة لقمة الصخرة، تلك الصخرة التي احتوتني حينما أرسلني إليها  الأطفال بعدما ألقاني تحت أقدامهم، كم كنت متينة، ناصعة البياض، عندما أتينا سويا إلى المصيف، اجفف يديه وجبينه، استقي من نضحه، يلحق بي كل ماعلق بيديه، يبدو براقا فأفخر به، وأسعد لأجله، وأبدو دميمة فيتبرأ مني، لن أحتمل الاحتفاظ  بتلك الآثار، يتهتك نسيجي كلما حاولت التخلص منها، ياله من بحر غادر، كم كنا نستمتع به طوال النهار! صخبه ونسيمه يبعثان الحياة لنسيجي التالف، تتلاطم أمواجه في زهو، تتراقص معها قلوب المصيفين، يتغزل فيه المسترخون على الشاطئ، يمٌنٌّ عليهم باسمرار بشرة والتهاب أخرى ، وهم يمٌنٌّون علينا أن اغتالوا بياضنا الناصع وكتموا أنفاسنا بتلك الروائح التي لم نعهدها، ظل الموج يسحبه للداخل ورؤوس الصخرة تشدني لأعلى، ما تبقى من طرفي إلا جزءًا بين طرفي سبابته وإبهامه، تغتالني نظرة من عينيه تتوسل إليَّ ألا أنسحب، تلك النظرة التي تمنيت أن أستدرّ بها عطفه عندما طرحني أرضا، تمنيت لو أستعرت لسان أدمي كي أناظره، فقد استلمني بلون كالثلج ورائحة ذكية، طبع على نسيجي بصماته، فتبرأ مما رأته عيناه، لو استطعت استعارة اللسان، أستطيع أن أُسمع الصم؟
فانسحبت على استحياء، لا أدري أأخجل من نفسي أم أفخر بها؟  والآن أرى الناس يتراجعون للوراء كلما ازداد البحر هياجا، ورفيقاتي على أكتافهم ينتظرون مصيرهم إلى المغسلة التي تنتظرنا كل ليلة، تنفلت أصابعه من أخر خيط بطرفي، يضرب الأمواج بعنف، يحاول الخلاص منها، يتلفت يمينًا ويسارًا يبحث عن رفاقه، يستصرخهم وهم يقدمون خطوة فيزأر البحر، يتراجعون خطوات، يقذفني هذا المشهد لمنتصف النهار، أراه يتلفت يمينًا ويسارًا كمن يبحث عن أحد، ظننته يبحث عني كي يعيدني لحوذته، غمرتني سعادة كادت تنسيني الإهانة ، سر قلبي لاستيقاظ ضميره، لقد أدرك أنه مسئول عما أصابني، أشفقت عليه فقد ابعدتني أرجل الاطفال كثيرًا فلن يعثر عليَّ، لا بد أن أتخلص من قبضة الصخرة وأمتطي الهواء حتى أصل بين يديه، كادت الصخرة تستجيب لمحاولتي لكني أسرعت وتشبثت بها عندما لمحته يسحب أخرى مازالت محتفظة ببريقها ورائحتها الزكية، يستجيب الهواء لرغبتي، يحركني بعيدا عنها، أقاومه، تعينني الصخرة برؤوسها المدببة، لتحتفظ بي، صرنا صديقين إلى أن مال النهار، فتململت الشمس زاحفة الى المغيب ، تأهب البعض للمغادرة وآخرون يستمتعون بما تبقى من وقت قبل اعلانه عن خلوته بنفسه ،حل الظلام ورفعت الرايات السوداء، ينسحب الجميع ، منهم من رحل ومنهم من بقي، يقيمون سمرا على الرمال، أحاول مرة أخرى إنقاذه، تمزق الرياح ما تبقى من نسيجي المتهالك ،تسبح خرقة منى، ظل سابحا خلفها بقوة، يرتطم بالصخرة، فتلفظه الامواج جثة هامدة على الشاطئ  ، فطنت رفيقاتي الى سر احتفاظ البحر بعرشه وهيبته، فذهبن ادراج الرياح، مٌتَنَحِّيات، تاركات البشر يحتفظون بما يشمئزون منه.

مساحة إعلانية