مساحة إعلانية
يعده ويقدمه / فضل محمد إبراهيم
أثناء جولتي الممتعة بالشارع الأدبي أجدني متجولا بمحافظة ، بمدينة عين شمس العريقة ، كان الموعد مع صديقي الأديب المبدع / محمد عبد العاطي
فلنتعرف على مبدعنا الراقي من خلال سيرته الذاتية فهو :
محمد إبراهيم عبد العاطي ..
اسم الشهرة / محمد عبد العاطي
* قاص .. ومؤرخ ..
* عضو اتحاد كتاب مصر .
* عضو مجلس إدارة نادي أدب مصر الجديدة
** صدر له :
- " أبــو ركــوة " .. قصص
- " الليــالي الـربــع " ..قصص
- نشرت أعماله في العديد من الصحف والدوريات الأدبية المصرية المتخصصة .
- ناوله النقاد ، وكتب عن أعماله في كتب نقدية ..
- له اهتمام بالبحث عن تاريخ أون أولي عواصم مصر القديمة ..
فضلا .. كتاب عن "الشهيد أحمد عصمت" .
*****
وإليكم أعزائي القراء نموذجا من قصص أديبنا
*****
حـلـــــم و .......
بقلم / محمد إبراهيم عبد العاطي
الليل ليل .. ليييـ ، طويييييل ، حلم قصير ، والنوم كان عميقا .
همست لنفسي "خير اللهم اجعله خير"
" .. والقمر كان بدراً مستديراً ، في السماء يتغندر" .. السماء عالية طائر في فضائه كروان وصوته جميل ، وطائر قلبي معه علي شكل عصفور اخضر ، ومع نسيم الليل وصفاء السكون ، عكر صفوهما ، أصوات غربان ، طائرة من أعلي الأشجار ، وتبدد السرور, وبتلك الأصوات ضاع جمال الليل .. وهل وجه صبوح من بين أوراق الشجر ، وقالت صاحبته
- لابد من الفجر .. إنه آت .. آت ، خيوطه الفضية سوف تظهر ... لا أعرف معني الحلم ، لكن أصابني الأرق في مضجعي ، مع بزوغ الصباح .. فتحت المذياع ، أتاني صوته ، بأنباء معارك من هنا وهناك ، معارك في كل أركان الدنيا .. أدرت المؤشر اختلطت الأصوات ، ضاق سمعي .. أغلقت المذياع ، نهضت .. أقدامي .. لا تساعدني في السير ، لا تقوي علي حملي .. وفي صعوبة شديدة وصلت إلي الشرفة ، .. شاهدت أمي من خلف البهائم تلملم الروث - كان ينضج لنا خبزا – عدت إلي المضجع ، وقفت أمامه ، عاودت السير ، رغما عما أصاب أقدامي من وهن ، نحو باب الغرفة ، خرجت إلي الدهليز .. الجدران علي حالها .. جدتي حولها صغار الدار تروي لهم حكاية كل صباح ( .. وناس بلدنا نسيج عمرهم أيام وليالي صيف وشتاء, وأرض كانت خضرة ، وشمس للنهار تضحك, ورجال تتسامر تحت ضوء القمر ، تجدل أيام زمن ولي ، والصغار يطيرها نسيم الليل وعلي أطراف القرية ، وبين الزراعة تمرح ، ونبات أخضر يتمايل مع نور القمر ، ويقف أمام شمس النهار وظله من تحته يحميهم من حر بئونة .. وأبي لما ذهب للبلاد البعيدة مع الترحيلة ...)
- أنتبهت للصنبور ، الماء يخر منه محدثا صوتا منغما ، وصوت جدتي يقترب ويتباعد لسمعي :
(أبي في البلاد البعيدة شاهد ناس جالسين علي الزمن يجدلون الرمال ، .. والحمام يصاهر الغربان ، والذئب يحرس الأغنام ، والأرانب تمتطي السباع ، والبحار تصب في الأنهار والأنهار تصعد للعالي ، والأسماك تحكي عن ماضيها ، والضفادع عرفت شرب الخمر ، والخمر لا تسكر ، ... )
عدت إلي غرفتي .. وتفجرت داخلي؟ رغبة وحنين لكتاب الزيبق .. فأخذت الكتاب وخرجت ، فشيعتني أمي :
- علي فين ؟
- الحقل !
- وليه الكتاب ؟
- للقراءة !
- والعمل؟
- العين تقرأ ، واليد تعمل!
- وأمام الدار .. الأولاد كانت تغني :
"كنت فين يا علي وأمك بتدور عليك ؟! "