مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

خمس وثلاثون عاما مع الشعر والشعراء

2023-08-20 12:49:19 - 
خمس وثلاثون عاما مع الشعر والشعراء
الشاعر مصطفي معاذ
منبر

بقلم الشاعر مصطفي معاذ

في العام 1988بدأ الشاعر الصغير رحلته إلى رحاب القصائد يسعي،ملبيا لنداء الكتابة الذي ظل كنداهة الأساطير القديمة يطلبه بالمضي في طريق إسمه الأدب والشعر كان في حالة وجود دائم في حياة الصبي الصغير،ربما كانت الواحة بجمالها الأخاذ الساحر تنادي بصوت خفيض يعلو كل لحظة عن سابقتها تعلم أن أول الافراح في رسالة الجمال هي أن يكون الإنسان مثل بلاده في جمال يتجدد وعطاء بتمدد في قلب كل من يري هذا الحسن الذي يتجول في شوارع الواحة متجسدا في صورة الإنسان العائش فيها على فطرته السليمة وبقلبه الأبيض الطاهر الذي يظهر جليا على أقواله وأفعاله

وكذا يظهر الحسن الرباني للواحة في عيونها التي يخرج منها الماء حرا ونافرا وكريما فيسقي المزارع التي تتجلي كغمازة حسن خجولة تزين الصحاري وتدمغها بالخضار.المحبة من اهم مؤثرات الواحات على الشاعر الصغير الذي كان لا يزال في دهشة من رفيع ذوق الأهالي في الواحة رغم بساطة مظهرهم وسهولة طرائق حيواتهم الممزوجة بالكفاح والصبر والسماحة والترابط الوثيق بين الناس جميعاً في بلادنا التي مس جمالها الأخاذ قلب الشاعر فبدأ في كتابة كلمات شديدة التواضع شديدة الاهتمام بكل شيء في بلاد له حضور عجيب رغم غياب تام لمشاهدات تدهش البسطاء الذين كانوا يسافرون إلى المدن الكبرى غير أن الفتنة البالغة التي غرست في قلب الشاعر الصغير بالكتب جعلته يعيش في عوالم أخرى دون أن يحترق بنار فراق البلاد التي كتبت محبتها في روحه واستغرقته حتى ظن أنه لا يوجد اي وصف لقدر تعلقه بها إلا الوصف الذي يعرفه القاصي والداني من أنه مثل السمك والواحات بحره الذي لن يكون له حياة في هذه الدنيا إن خرج منها وظل ذلك كذلك إلي أن أكمل تعليمه الثانوي والتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة

وهنا كانت الانطلاقة الحقيقية في اتجاه واحد فقط هو الأهم في حياته ألا وهو الاحتماء بالكتب من حزن خروجه من مملكة الحكمة والصفاء والمحبة التي كتبها الواحة وأهلها في قلبه.كانت الكتب هي اجمل ما في قاهرة المعز ولا يخفى على أحد ندرة وجودها في الواحة ووفرتها الباذخة في القاهرة فكان هم الشاعر الصغير هو شراء الكتب وقراءتها والاهتمام بكل جديد يصدر منها ولما كان الإبداع هو سر كل هذا الشغف بالقراءة والكتابة من الله تعالى في عمر مبكر جدا برئاسة نادي أدب الخارجة وكان ذلك في السنة الأولى من الجامعة في العام 1994 وبعد التخرج من الجامعة حصل الشاعر علي تغرغ الدولة في الآداب من خلال منحة التفرغ التي إستمرت لأعوام اربع من المجلس الأعلى للثقافة في مصر

وكان لذلك أعمق الأثر في دراسة تراث الواحات المصرية الأصيلة والغوص في بحار ثقافتها الشعبية التي تنضح بالأصالة والإنسانية والجمال والخصوصية إلي أن جاء العام 2016 والذي عاود الشاعر حمل مسؤلية رئاسة نادي أدب الخارجة مرة أخرى وفي رحاب المحبة العميقة للابداع والإدراك التام لقيمة الثقافة والإبداع في حياة الإنسان كان على الشاعر الصغير أن يتحمل مسؤولية الاهتمام بالنابغين في مجال الأدب من أطفال الواحات المصرية في شكل تجربة فريدة رائدة متجردة هي تجربة مدرسة نوابغ الأدب في الوادي الجديد


وفي هذا السياق نفسه كانت تجربة إنشاء أول جمعية لإحياء التراث وحماية الماثور وأول مركز لدراسات الثقافة الشعبية في واحات الوادي الجديد المصرية مع المخلصين من أبناء الواحات في تاريخ ناصع البياض من العطاء بلا حدود وكذا أثر الاهتمام الجميل بالابداع الحقيقي في تأسيس صالون المثقفين في واحات الوادي الجديد وبين ذلك من الأعوام أسفار ومؤتمرات أدبية شرف الشاعر فيها بأمانة تمثيل الوادي الجديد والي جهة طاهرة نقية صافية إسمها رد الجميل قام الشاعر بحمل أمانة رئاسة نادي أدب الخارجة بقصر ثقافة الخارجة في محاولة منه لإحداث نقلة نوعية في مجال الأدب من خلال الاهتمام بالمواهب الواعدة والانطلاق بالقصيدة إلي كل وجهة ممكنة من الواحة وكذا الانطلاق نحو تحقيق مستقبل أفضل في مجال التعريف بالابداع في الوادي الجديد في كل مكان يمكن أن يصل إليه من أرض الأم الكبري مصر وقد اسعدنا أن تكون البداية في عاصمة الحضارة المصرية الأقصر والتي احتفت بتتويج هذه البلاد العريقة كعاصمة للثقافة المصرية في بيت الشعر بالأقصر ولا حاجة إلى أن يقول الشاعر أن الجميع يجري في طريق الحصول على أكبر قدر ممكن من المال أو أرفع المناصب بينما كان الشاعر لا يشغله مال أو منصب وانما يشغله الإنسان و من جميل ما لمست من رفيع ذوق

أهل الواحات المصرية هو التقدير الظاهر للابداع والاحترام الجميل للشعر والعمر الذي مضى دون أن يخبر أحد وصل إلى أن جاوز العقود الثلاث بأعوام خمس والقصيدة هي الثروة التي يسعي الشاعر إليها بقوة ومحبة وجسارة والذي كان في سابق الأزمان لم يعد هناك مثيل في أروقة الآن إلا أن الشاعر يحاول ويحاول ويحاول في أن يزرع في صحاري الحياة جمال نخيل شموخ انسان القصيدة في تواضع جم وتجرد نبيل ان البلاد المباركة الطيبة العريقة التي علمتنا كل شيء جميل واصيل ونبيل تستحق أن يترك الإنسان وراء ظهره كل شيء ويحاول ويحاول ويحاول أن يكون في كتيبة البناء الذي يحتاج إليه من يحلم بأن تعود الشخصية المصرية إلي مكانها الصحيح في ترتيب العالم وكذا أن يظل العقل المصري هو العقل القائد في المنطقة العربية بل في العالم كله.ان رسالة الشاعر في الحياة هي الحلم بالغد الافضل لبلاده وغرس روح الجمال والخير والمحبة والحق والعدل والمساواة بين الجميع في شكل مغامرة كبيرة جدا إسمها التغيير من خلال الكلمة والتي اختها إلي أن تصير قصيدة تعلم الناس الشموخ والعطاء والصبر ثم تمضي إلي أبعد الحدود لحمايتها من النهابة وتغني لمصر الأم الكبري أغنية جديدة بعنوان الشاعر ضمير أمته فما اجمل أن يعود إلى الأمة ضميرها أو أي يعود الضمير أمته فما كان من حضارة عريقة ورفي صنعهما الإنسان المصري في تاريخ حياته يحلم الشاعر أن يكون بيننا في حضور كبير لجلال جمال الروح المصرية الوثابة التي تعلم العالم منها معني كلمة الحضارة ومعنى كلمة الإبداع وها هو الشاعر لازال وسيظل يحلم بالأجمل

مساحة إعلانية