مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

صابر سكر يكتب : إيران تربح الجولة

2025-06-26 07:37 AM - 
صابر سكر يكتب : إيران تربح الجولة
صابر سكر
منبر

مكاسب استراتيجية من معركة الصواريخ ضد الكيان الصهيوني

رغم وقف التصعيد العسكري بين إيران والكيان الصهيوني، ورغم الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الطرفان، خرجت طهران من هذه الجولة وقد عززت موقعها كقوة إقليمية فاعلة تمتلك أدوات ضغط تتجاوز حدودها الجغرافية، وحققت جملة من المكاسب السياسية والعسكرية والاستراتيجية.

1. ندية غير مسبوقة في ضرب العمق الإسرائيلي

للمرة الأولى، وجهت إيران ضربات مباشرة إلى العمق الإسرائيلي، في خطوة فارقة تجاوزت بها جدران الردع التقليدية. بينما ترتجف بعض الدول المجاورة للكيان رغم امتلاكها ترسانة متقدمة، أثبتت طهران قدرتها على الفعل المؤلم. وحدها تركيا تُبدي أحيانًا جرأة مماثلة. لقد فرضت إيران "معادلة ردع جديدة" عنوانها القدرة على الإيذاء المتبادل.

2. مقعد على طاولة الكبار وصفقات سياسية مرتقبة

لم يكن التصعيد الأخير مجرد رد فعل عسكري، بل تحرك محسوب فتح لطهران أبواب التفاوض مع القوى الكبرى، لا سيما واشنطن. وبينما وصف البعض ما جرى بأنه "تمثيلية"، فإن واقعية المشهد تشير إلى أنه بيزنس جيوسياسي، تقوم فيه واشنطن بابتزاز دول الخليج الثريّة، واستنزافها لتمويل حروب الوكالة في الإقليم.

3. تحسين شروط التفاوض على الملف النووي

الصواريخ التي عبرت الأجواء لم تكن فقط رسالة نارية، بل أوراق ضغط تفاوضية. إيران رفعت من سقف مطالبها قبيل أي عودة محتملة للاتفاق النووي، وربما أجبرت الغرب على تقديم تنازلات لتفادي انفجار إقليمي واسع.

4. تجديد البنية الأمنية وكشف الخلايا النائمة

الهجوم وتداعياته الداخلية مكّنا طهران من رصد تحركات مشبوهة داخل أراضيها، وكشف خلايا وجواسيس كانت تنشط في الخفاء. وهو ما منح النظام مبررًا لتطهير أمني داخلي يعزز تماسكه واستقراره.

5. اختبار للترسانة واستبدال الأسلحة القديمة

استغلت طهران المواجهة لتصريف مخزونها من الصواريخ القديمة، واختبار أداء منظومات جديدة في ظروف قتال حقيقية، في ما يشبه مناورة ميدانية موسّعة رفعت من جاهزيتها القتالية والتكنولوجية.

6. سقوط أسطورة "القبة الحديدية"

رغم منظومات الدفاع المتطورة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود"، تمكّنت بعض الصواريخ الإيرانية من اختراق الدفاعات وضرب العمق الإسرائيلي، ما أثار ذعرًا واسعًا في الداخل العبري، وشلّ السياحة، وأربك الطيران والأسواق.

7. ضرب أسطورة "واحة الأمان" الإسرائيلية

لطالما قدّم الكيان الصهيوني نفسه كواحة أمان في محيط مضطرب، لكنه اليوم يواجه تآكل هذه الرواية. آلاف المهاجرين اليهود غادروا، وربما لا يعودون، بعدما بات "الأمان" بضاعة مفقودة في تل أبيب.


خاتمة: طهران تُحدّد قواعد اللعبة

لم تطلق إيران صواريخها عبثًا، بل بعثت برسائل محسوبة بدقة، وضعت العدو في موقف دفاعي، ورسّخت موقعها كطرف يُملي شروطه. لقد كانت جولة في حرب مفتوحة، لكنها أظهرت أن إيران لم تعد في موقع المتلقي، بل باتت لاعبًا يُعيد تشكيل قواعد الاشتباك الإقليمي.

مساحة إعلانية