مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

صناع الحياة وخلخلة مفهوم البطولة - دراسة أدبية

2024-04-22 18:43:36 - 
صناع الحياة وخلخلة مفهوم البطولة - دراسة أدبية
حسني الإتلاتي
منبر


حسني الإتلاتي -أسوان
  أخي عباس عبدالحميد السيلي هو الأكثر  حنانا وحكمة يعمل في الأرض فيأكل الناس من عمل يديه يحمل الجبال ولا يشكو من حملها أبدا كعادة الفلاحين المصريين أصحاب مصر الأصليين صناع الحضارة وحراسها الشرفاء كلما تواصلت معه علمت أن الجبال مازالت تمشي على قدمين تعطينا القوة على مقاومة الحياة الكاذبة الزائفة الباطلة . 
أخي عباس أكثر شبها بأبي في طيبته وحنانه وصبره الجميل على الأيام 
أخي عباس حين يحين موعد فراقنا تنزل من عينيه دموع تماما كما كان يفعل أبي
هكذا أصبح عباس عبد الحميد الذي يكبرني بسنة واحدة هو أبي الجديد بعد أبي رحمه الله
يتصل بي يوميا وكأنني طفله الصغير.
أخي عباس في المغارم هو أول الصفوف يشارك في الأحزان قبل الأفراح لا يبخل بصحته ولا عافيته عن أي موقف يحتاج العون والمساعدة. 
كل البيوت التي بناها الأقارب رفع طوبها على كتفه الشريفة . كل حقل يتم حصاده أخي أول من يرفع منحله وأخي اول من يحمل فوق كتفه أحزمة القمح ساعة الحصاد .

ليس مطلوبا منك أن تذكر لي شجرة عائلتك لأعرف أنك شريف سوف نعرف طيب أصلك من عملك 
 عملك وأخلاقك هم شجرة العائلة

إن وجود نماذج تصلح كقدوة مهمة عظيمة وقاسية وباهظة التكاليف فبين سقوط الإنسان ومقاومته شعرة وعلى كل إنسان أن يحاول التشبث بالبطولة رغم تكاليفها الباهظة

 لابد أن نتيح للأجيال الصاعدة نماذج صالحة كل في مجاله في الصبر في الانتماء في الطيبة في العلم في الفن في الدين في الرياضة 

 لابد أن يتغير مفهوم البطولة 
 فليس شرطا أن يكون لاعب الكرة هو البطل أو الممثل إن مفهوم البطولة يتسع ويليق بكل صناع الحياة 

هو عباس عبدالحميد السيلي .. أخي ابن أمي وأبي  الذي كتبت عنه ثلاث قصائد  كاملة خاصة به وحده  قصيدة  لاعب العصا ديوان نقوش على جدار الروح2014 وقصيدة  رجل لا تعرفه الحواديت منشورة في مجلة الأهرام العربي وديوان الغبار 2019  وقصيدة  لم يكن غبيا ليكمل تعليمه في نفس ديوان الغبار  وقصائد كثيرة أشير إليه إشارات واضحة   مثل عرافة القرى من  ديوان  نتوءات على جسد نحيل 1999 و أبكيك تارة من  ديوان نقوش على جدار الروح 2014

للأسف الشديد أخي لا يقرأ ولا يكتب مثل أبي رحمه الله وهو لن يقرأ كل ما كتبته عنه من قصائد مديح لمقامه العالي
 
هنا أترككم مع بعض قصائدي التي كتبتها في مديحه
أخي


يا نحيلَ العُود والنخلُ نحيلةْ)
كفك المثقوب في دنيا بخيلة 

ماهر كم أنت في صيد الأغاني 
تمسح الاحزان رقصتك الجميلة

ياخفيفا كالقطا تمشي رشيقا
يارقيقا كيف مازلت رقيقا
 
كيف ملح الدهر أفسد ماءنا
صار لا يروي ولا يطفي حريقا

حكمة الأيام والصبر الطويلٰ
وكثير الحب للأهل قليلٰ 

لا تقيلوا عثرتي في دربهم 
عثرتي في حبهم شيء جميلٰ

يا أخي مد لي كفا لكفي
علني أكمل مشواري وعزفي

وأمني النفس يوما نلتقي
فأحس الكون والدنيا بصفي

يا نحيل العود يا توأم روحي 
سلم الله قليبا من جروح

حزنك الأنقى إذا أبصرته 
أشعل الأحزان في قش سطوحي

يا أبي بعد أبي منذ تولى
تاركا فيك الصدى روحا وظلا

كلما قلت أخي قلت أبي 
وكثيرا يشبه المجزوء كلا) 


القصيدة الثانية : ((لاعب عصا))

كانوا يتحلقون حوله كمريدين
وكان يسكرهم حكاياه 
فيمزقون قميصه طربا 
ويصنعون بشاله العرقان مروحة 
ويمنحهم برغم الزوجة الغضبى ابتسامته 
كان ينثر داخل كفيهم نقودا
ليس ينثر خارج الروح أساهُ
....................
الله يا الله يا الله 
إن هذا الطفل يوما
لم يجد في العمر شيئا من مناه
وليس كمثله ولد 
إذا نزلت بساحة رقصنا البلدي.. عصاه 
وليس كمثله رجل
أضاع العمر في وهم 
وفى عشق التراب/ 
: الأرض عرض المرء مبتدأي ومقبرتي 
:الأرض موتك يا فتى 
:أهلا بهذا الموت
يسبقني وأسبقها خطاهُ
...................
أواه يا أواه يا أواه 
كيف ضاع الطفل منا
كيف ضيعنا شذاهُ
...................
أواه... 
متعجلا 
كان يدك الأرض
كمن يبصر من شرر يراه ولا نراهُ
متعجلا
كان يجد البحث عن حلم تخطاه
..................................
إن ذا وطن يبيع على الطريق عياله 
عشاقه 
عباد حضرته
ويسجد ثم يسجد 
كيف يسجد ذلك الوطن الغبي
ذلك الوطن النبي 
للأولى سرقوا بهاهُ 
.......................................
:الأرض عشقك يا فتى 
والأرض قبرك يافتى 
:تبا لهذا الموت
ألا تبت على الدهر يداهُ
ديوان نقوش على جدار الروح  من *

القصيدة الثالثة
 
رجل لا تعرفه الحواديت)))) 
….
لشقيقي 
ثلاث نخلات 
وعصا 
يهش بها 
 سرب معز 
يبهح الشمس 
ضحكة
 حلوة جدا
 وأحزان بدينة
 
وأخي
أسمر 
مثل أبي 
وكريم 
يعزم النهر
 ويمنح البحر شايه

وأخي 
 والليالي 
  لا تغطي  جرحه
لا تدس بسمتها 
قلبه
 باستطاعته الرقص
 رغم طعنته الطازجة
 
 وأخي
 توأم النهر
حين يمشي خفيفا
 يزرع الأرض 
بفأسه الأخضر 
ويديه السمراوين
ولم ينجح لغربة
ولم يسأل وظيفة 
: من هذه الأرض جئنا 
وفيها نموت
 وبها سوف نلقى الله 

وأخي الذي 
لا يقرا الفاتحة 
 تحدثه 
الملائكة
 كوريث  للبراءة

هكذا قالت الأرض :
 أنا ضربة فأس هذا الجميل
 أمه وابوه
عشيقته الغالية

وهكذا قالت الأرض 
هل نبتت فوق هذي البلاد سنبلة 
 سوى من يديه 
وهل لوزة فتحت ثغرها
غير فوق جبينه

 وأخي الذي لا يجيء في الحواديت
 تعرفه أرضنا جيدا
.......
القصيدة الرابعة))))
  
لم يكن غبيا ليكمل تعليمه 
ولم يكن  قاسيا ليترك نخله دون ماء 
لا
ولم يكن نبيا ليلقي الألواح في وجوهنا

كان كالنهر 
يسمح لجذوع الأشجار الخاوية
 بالعبور على كتفيه
ولا يمنع القطط الخائفة ولا الكلاب

كان كالنهر 
غريبا يرحل من وطن  اوطن
دون ماء
و لا وردة واحدة

كان كالنهر
مبتسما دائما 
دائما
كملاك 
أو كطفل ماغادر الثانية
كان كالنهر
وكانت روحه طائرة ورقية تجيئنا صباح مساء
لتطمئن علينا وتضع أحزانها بعيدا بعيدا عن جيوبنا
كان كالنهر
وهو الذي استقر على رتبة الأميّ
 ليمنحنا علمه الغضّ 
كالأنبياء
ويمنحنا روحه الصافية
كان كالنهر
ولم يزل
ــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان الغبار للمهزومين أن يفخروا بالبطولة 2019 *

مساحة إعلانية