مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر مخلوف الجعفري يكتب: الراقصة والطبال

2025-07-11 07:02:11 -  تحديث:  2025-07-11 13:22:42 - 
ياسر مخلوف الجعفري يكتب: الراقصة والطبال
ياسر مخلوف الجعفري

هل كان صراعا بين الراقصة والطبال ام كان صراعا بين المبادىء والمباهج ( نسبة إلى مباهج وهو إسم الراقصة فى العمل ) ... لقد جسدت رواية الراقصة والطبال مجتمعا بدأ يتهاوى أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا من خلال الاسقاطات والرمزيات التى جسدت تلك الفئات التى خرجت من القاع لتطفوا فوق سطح هذا المجتمع فكانت الراقصة والطبال رمزا للسياسيين الجدد وناصح (عادل أدهم  ) رمزا للانتهازيين والوصوليين الذين يبيعون كل شىء من أجل الوصول لاهدافهم والخروج من الحضيض والمعلم أبو الهدد (محمد رضا ) الذى مثل ببراعة الرأسمالية الجاهلة التى كونت أموالا طائلة من دماء البسطاء وعصفت حتى بأبسط أحلامهم حتى الإسم (ابو الهدد ) أظنه كان مقصودا وكأنه إسقاط ذكى للغاية لرأس مالية وإقتصاد الهدد وليس البناء وهذا ما أثبتته الأيام فعليا واوصلنا إلى ما نحن فيه الآن ... ولكن هل هذا فقط ما كان يرمى إليه الكاتب والروائي احسان عبد القدوس ؟؟؟  من وجهة نظرى الشخصية ارى ان جوهر الفكرة الأساسية هو الطبال الذى أرى فيه تجسيدا عبقريا لفكرة القناعات الهشة والتصورات الخاطئة والأفكار الغير موضوعية والإيمان الزائف بالذات وفى الطبلة إسقاط رائع لتلك الأفكار والقناعات والأهداف التى لاتحمل قيمة حقيقية ومع ذلك نجد من يتبناها ويدافع عنها بقوة المناضلين وإيمان المجاهدين ... لقد امن عبده الطبال بالطبلة لدرجة الهوس وكان يرى ان مكانها فى المقدمة وليس فى آخر الصف حتى زاد هوسه بها فى قناعة زائفة وتخيل أنه يمكن الإستغتاء عن الجميع وأنه يمكن للطبلة ان تقوم بجميع الأدوار وأنه يمكنه منفردا ان يحل محل الجميع حتى تحول الأمر بداخله لهوس مرضى فكان حين يمسك بالطبلة يشعر بنرجسية و زهو غريب  مع تضخم رهيب فى الذات وكأنه بطل اسطورى .. عبده الطبال أمن بالفكرة وفقد القيمة .... أمن بفكرة لم تكن موجودة سوى بداخله ونسج منها قناعات بلا قيمة وأهدافا وهمية واحلاما ساذجة بعيدة كل البعد عن الواقع .... عبده الطبال ضحى بكل شىء من أجل لاشىء حتى فقد فى النهاية كل شىء حتى عقله ...

مساحة إعلانية